بادىء ذى بدء من كل قلبى، وعلى باقات الورود أقدم لكل واحد من أفراد أسرتى الكبيرة في مصرنا الحبيبة أجمل التهانى المقرونة بأطيب الأمانى بمناسبة عيد الفطر المبارك، ويأتينا العيد هذه الأيام وبلادنا والعالم أجمع يمر بظروف إستثنائية بالغة الصعوبة والتعقيد، وصفها البعض بأنها أشرس معركة عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ الإنسانى، حيث تتصدى الدنيا كلها لفيروس كورونا المستجد الذى أصابها بالخوف والهلع والفزع، فأفقدنا مذاق العيد الحلو الذى اعتدنا عليه.لقد كان العيد مناسبة جميلة تجتمع فيه الأسرة في مودة ومحبة، ويلتقى فيه الأصدقاء والأحباء في بهجة وفرحة يتبادلون التهنئات والأمنيات الحلوة بمشاعر رقيقة وعواطف جياشة.كما أن أهم ما يميز أعيادنا في مصرنا هو تقاليد المحبة وعلاقات المودة التى تربط كل أهلها من المسلمين والمسيحين وهي من أجمل وأغلى القيم والمبادئ التي نعتز ونفخر بها، والتي توارثناها من الآباء والأجداد، ونسلمها بدورنا للأبناء والأحفاد، فهي حقيقة متأصلة في وجداننا وضميرنا الوطني، ونعيشها في ممارساتنا اليومية . فلقد عشنا طول عمرنا، ومازلنا، وسوف نستمر طالما كنا على قيد الحياة أفراح أعيادنا نتقاسمها معاً بكل حب وإخلاص، ودموع أحزاننا تمتزج معاً في مواساة قلبية صادقة. نعم ! نشترك معاً في السراء والضراء، في حلو الحياة ومرها، ولا شك أنه عندما نعيش هذه المشاعر الرقيقة والعواطف الحلوة، نرى أن الأفراح تتضاعف، والأتراح تتضاءل، فلقد علمتنا الأيام أن الأفراح إذا وزعناها زادت، والأتراح إذا اقتسمناها زالت .أجل ! فالحقيقة الراسخة كالجبال والساطعة كالشمس على مر الأجيال والعصور أن مصر مُنذ فجر التاريخ شعب واحد، يعيش على أرض واحدة، لا يقبل القسمة على إثنين، يربطنا تاريخ عريق ذاخر بالأمجاد والإنجازات، ونتطلع معاً إلى مستقبل أكثر إشراقا حافل بالآمال والطموحات.ولكن يأتينا هذا العيد وبدلاً من إستمتاعنا بالتقارب والتواصل الإجتماعى الذى اعتدنا عليه كل عيد، أصبحنا نراعى بدقة متناهية القواعد والتعليمات والتوصيات الخاصة بالتباعد الإجتماعى خوفاً من إنتشار وتفشى الوباء الخطر.لقد كان العيد بمثابة محطة للراحة لتفريغ ما فى الحياة من متاعب وهموم وآلام، وتزويدنا بطاقة من القوة والفرح والأمل حتى يمكن أن نستكمل مسيرة الحياة ... لكن جاء فيروس كورونا اللعين ليتوعدنا بالأوجاع والمخاطر والمخاوف ووصل فى بشاعته وشناعته أنه كتب كلمة "النهاية" لقصص العديد من البشر. لذلك وجب علينا حفاظاً على أرواحنا وعائلاتنا وبلادنا أن ننفذ الإجراءات والتدابير الإحترازية للوقاية من هذا الوباء.. كما أتمنى بل أناشد جميع الأثرياء ورجال الأعمال ورؤساء منظمات المجتمع المدنى، وكافة الهيئات المختلفة ليتكاتف الكل في دعم صندوق تحيا مصر لتوفير الأجهزة الطبية والأدوية اللازمة للمستشفيات لعلاج هذا الفيروس حتى نعبر هذه الأزمة بسلام.حفظ الله مصرنا الغالية من كل مكروه وشر ولتحيا مصر عزيزة مكرمة في أمان واستقرار وتنمية وازدهار.وكل عام وأنتم بخير وسعادة وسلام.
مشاركة :