قال المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، إنه في نهاية القرن التاسع عشر كانت هناك صحوة للمناخ الثقافي والفكري، والتي كان من بين مظاهرها تشجيع التعليم وتنشيط حركة التأليف والترجمة وظهور عدة صحف من إيفاد البعثات العلمية للخارج، أكبر الاثر في نجاح تجربة مسرح "يعقوب صنوع" المسرحية في 1870، والتي اتجهت فرقته نحو تقديم الكوميديا الشعبية ومعالجة بعض القضايا الاجتماعية من خلال بعض الأنماط التقليدية للكوميديا وهو الاتجاه الذي تطور في العقد الثاني من القرن العشرين بظهور فرق الكوميديا الكبرى، والحقيقة أن تجربته وئدت مبكرا بنفيه إلى باريس في 1872، كنتيجة منطقية لتوجيهه بعض الانتقادات اللاذعة للخديوي من خلال مسرحياته وخاصة مسرحية "الضرتين"لم تذهب هباء.وأضاف دوارة في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن بدايات المسرح العربي بصورته الغربية الحديثة بدأت بمغامرة الرائد اللبناني مارون النقاش، عم الفنان والأديب سليم النقاش في 1847، ومن بعده تجربة الفنان السوري أبو خليل القباني في 1856، وللأسف فقد نجحت قوى الرجعية والتعصب والتخلف في وأد كل منهما مبكرا، إضافة إلى الفرق المسرحية الثلاث التي كان لها الفضل في الريادة في هذا العقد، الأولى فرقة يعقوب صنوع "1870 – 1872"، والثانية فرقة "سليم النقاش" 1876 – 1877، والتي كانت صاحبة الفضل في غرس وتأصيل الظاهرة المسرحية بالوطن العربي رغم استمرارها لأقل من عام، أما الثالثة فرقة "يوسف الخياط" 1877 - 1888، بعد ما قرر الرائد سليم النقاش وصديقه الأديب أديب إسحاق، التفرغ للصحافة بالإسكندرية وترك الفرقة لرفيق رحلته الفنان يوسف الخياط والذي أثبت جدارته وتميزه في تحقيق الاستمرارية للفرقة حتى 1888وجذب الجمهور لعروضه.
مشاركة :