اتجهت أسهم منطقة اليورو أمس إلى تكبد أكبر خسائرها منذ عام 2011 وهوت أسهم المصارف في جنوب أوروبا بصفة خاصة بعدما أغلقت اليونان مصارفها وفرضت قيودا رأسمالية مع تفاقم أزمة ديونها. وخسرت مصارف منطقة اليورو نحو 30 مليار يورو (33.30 مليار دولار) من قيمتها السوقية مع إقبال المستثمرين على بيع أسهم المؤسسات المالية خشية تبعات خروج اليونان المحتمل من منطقة اليورو. وهوى مؤشر يوروستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو بنسبة 3.9 في المائة ونزل مؤشر بورصتي البرتغال وإيطاليا بين 4 و4.5 في المائة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز. ودفعت الأزمة بعض الشركات الألمانية إلى إعادة النظر في خطط إدراج أسهمها في البورصة. ومع إغلاق بورصة أثينا في إطار إجراءات اتخذت في مطلع الأسبوع عقب انهيار المحادثات بين اليونان ومقرضيها فإن أسهم الشركات اليونانية المدرجة في الولايات المتحدة عانت كثيرا في تعاملات ما قبل فتح السوق. وهوت أسهم بنك يوناني مدرجة في الولايات المتحدة نحو 30 في المائة. ولا تتمتع اليونان بثقل كبير بين الشركات الأوروبية ولكن ثمة مخاوف متنامية أمس من أن تمتد التبعات المالية إلى اقتصادات دول أطراف منطقة اليورو مثل البرتغال وإسبانيا رغم أن مسؤولين مصرفيين وحكوميين هونوا من شأن هذا الاحتمال. ورغم موجة البيع يقول مستثمرون أكثر تفاؤلا "إن الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده لاحتواء تبعات اضطراب الأسواق المالية"، وقالوا "إنهم يبحثون عن فرص لشراء السهم". وقال محللون في "باركليز" في مذكرة للعملاء "نعتقد أن الأزمة الحالية -مهما كانت نتيجتها- ربما لن تنعكس سلبا على آفاق الأسهم الأوروبية في الأمد الطويل". وكتب "جولدمان ساكس" في مذكرة أن افتراضه الأساسي هو أن اليونان ستبقى في منطقة اليورو رغم تزايد احتمالات خروجها من المنطقة. في الولايات المتحدة، فتحت الأسهم على انخفاض حاد مع فشل محادثات إنقاذ اليونان وتنامي المخاوف من خروجها من منطقة اليورو. وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 88.71 نقطة أو 0.49 في المائة إلى 17857.97 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 13.58 نقطة أو 0.65 في المائة إلى 2087.91 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع 59.20 نقطة أو 1.17 في المائة إلى 5021.31 نقطة. وفي اليابان هبط مؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية لأقل مستوى فيما يزيد عن أسبوع بعد قفزة حادة في مخاطر تخلف اليونان عن سداد ديونها ما اضطر أثينا إلى فرض قيود على رأس المال لتفادي عمليات سحب ضخمة من المصارف. وأغلق "نيكي" منخفضا 2.9 في المائة إلى 20109.95 نقطة وهو أقل مستوى منذ 19 حزيران (يونيو). وهو أكبر انخفاض يومي منذ السادس من كانون الثاني (يناير). وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.5 في المائة إلى 1624.82 نقطة وهوت جميع القطاعات الفرعية على المؤشر وعددها 33 فرعا. وخسر مؤشر جيه.بي.إكس-نيكي 400 نسبة 2.5 في المائة إلى 14652.46 نقطة. وأغلقت البورصة الصينية على تراجع بواقع أكثر من 3 في المائة في الوقت الذي أثر فيه غموض الوضع اليوناني في الأسواق عبر آسيا. تراجع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 3.34 في المائة. وخسر مؤشر شينتشن المركب 5.78 في المائة وانخفض مؤشر تشينكست بنسبة 7.91 في المائة. على صعيد العملات، أبدى اليورو متانة على نطاق واسع أمس بعد أن اقتربت اليونان أكثر من الخروج من منطقة العملة الموحدة وذلك بفضل تدخل البنك الوطني السويسري (البنك المركزي) في السوق لإضعاف الفرنك في حين أدرك المستثمرون أنه ما زال أمام أثينا فرصة للتحرك. وفي البداية نزل اليورو نزولا حادا إلى 1.0956 دولار وفي التعاملات الأوروبية تحرك في نطاق ضيق قرب 1.1112 دولار. ورغم الهدوء النسبي فإن تكلفة التحوط في مواجهة التذبذب الحاد لليورو مقابل الدولار خلال الأسبوع المقبل حتى تاريخ إجراء استفتاء اليونان قفزت إلى أعلى مستوى فيما يزيد على خمسة أعوام ما يبرز القلق من اتساع نطاق التذبذب في السوق. وفي وقت سابق جرى تداول الفرنك السويسري الذي يصعد في أوقات الأزمات عند أعلى مستوى في أربعة أسابيع عند 1.0315 يورو. لكنه نزل من مستوياته المرتفعة بعدما أعلن البنك الوطني السويسري أنه تدخل في السوق لإضعاف العملة ونزل في أحدث تعاملات 0.6 في المائة إلى 1.0367 يورو. وارتفع الين -وهو ملاذ آمن آخر- 1.3 في المائة أمام اليورو إلى 136.125 ين. وارتفع الين في وقت سابق مقابل العملة الأوروبية الموحدة إلى 133.80 ين مسجلا أعلى مستوياته في أربعة أسابيع مع لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة. وارتفع الذهب أمس نتيجة تنامي المخاوف بشأن احتمال تخلف اليونان عن سداد ديون ما عصف بالأسهم الأوروبية ونال من اليورو لكن المعدن الأصفر لم ينجح في تحقيق مكاسب كبيرة مع استمرار قلق المستثمرين إزاء الآفاق الأطول أمدا. وفي البداية ارتفع الذهب الذي يستفيد عادة من الضبابية في الأسواق المالية ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 1186.91 دولار لكنه تخلى عن جزء من هذه المكاسب في وقت لاحق. وارتفع الذهب 0.2 في المائة إلى 1176.52 دولار للأوقية (الأونصة) بينما ارتفع الذهب في تعاملات أمريكية تسليم آب (أغسطس) 3.40 دولار إلى 1176.60 دولار للأوقية. وقال سايمون ويكس من بنك نوفا سكوتيا "الذهب يريد أن ينخفض لكن هذا لم يتحقق بسبب ما يحدث في اليونان. التوقعات ما زالت تشير إلى الوصول إلى اتفاق مع اليونان، ولكن احتمالات الانهيار تنامت إلى حد كبير في مطلع الأسبوع". وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى صعدت الفضة 0.3 في المائة إلى 15.8 دولار للأوقية. ونزل البلاتين 0.9 في المائة إلى 1065.74 دولار للأوقية في حين فقد البلاديوم 0.4 في المائة إلى 672 دولارا للأوقية.
مشاركة :