في أول أيام عيد الفطر المبارك، عاش المصريون «أجواء مختلفة»، منذ بداية اليوم، مع استمرار تداعيات «جائحة كورونا»... فلا صلاة عيد، ولا تبادل تهاني ولا زيارات منزلية ولا عيديات، ولا شواطئ أو متنزهات أو رحلات. وخلت ساحات الصلاة، إلا من قليل، وخلت الشوارع والطرق، إلا من تضطره ظروفه للخروج إلى العمل... ورغم ذلك، استقبلت فنادق مصرية نزلاء، وفق اشتراطات صحية.وطوال يوم أمس، شهدت شوارع وميادين وطرق مصر، ومبانيها السيادية ومؤسساتها الدينية، استنفاراً أمنياً، وانتشرت قوات الشرطة في الشوارع والمحاور الرئيسية، مدعومة بعدد قليل من قوات الجيش، في حين أهابت وزارة الداخلية، بالجميع الالتزام بقرارات الحكومة الخاصة بمواعيد الحظر، التي بدأت «كاملة»، عند الخامسة مساء، بتوقيت القاهرة.ورغم التحذيرات، إلا أنه في الصباح الباكر، شوهدت أعداد قليلة، تحاول الخروج إلى كورنيش النيل والكباري في غالبية المدن، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الأعداد، مع منتصف النهار.وشوهد مساعدو وزير الداخلية ومديرو الأمن، في جولات ميدانية في الشوارع، وراجعوا الانتشار الشرطي، وتنفيذ قرارات الحكومة بغلق الشواطئ والحدائق والمتنزهات لمنع الزحام ومواجهة فيروس كورونا المستجد.وفي مقابل التشديدات الأمنية، ورغم توالي الإصابات، حيث أعلنت وزارة الصحة مساء السبت، عن تسجيل 727 إصابة و28 حالة وفاة جديدة، ورغم إذاعة غالبية المساجد في المحافظات، تكبيرات عيد الفطر المبارك، في فترة الصباح عبر مكبرات الصوت الخارجية، وفقاً لقرار وزير الأوقاف، بالسماح لجميع المساجد التي كانت تقام بها صلاة الجمعة، بإذاعة تكبيرات صلاة العيد، حدثت اختراقات عديدة وطريفة، وأقيمت صلاة العيد في أكثر من مكان.وأفادت مصادر معنية لـ«الراي»، بأنه تم تسجيل قيام عدد من الأهالي في منطقة المطرية، شرق القاهرة، بإقامة صلاة عيد الفطر في الشارع، بحضور الأطفال، وقام عدد من أهالي عين شمس، شرق القاهرة، بإقامة صلاة العيد على أسطح المنازل، بحضور أسر كاملة. وتداول رواد «تويتر»، أمس، مقطع فيديو يظهر فيه أحد الشباب، وهو يحاول الهروب من الشرطة بعد أن قام بتجميع عدد من المواطنين، ليقيم صلاة العيد في مدينة نبروه (محافظة الدقهلية)، بينما قررت وزارة الأوقاف، وقف أي مخالف عن العمل، وإحالة عدد من الأئمة على التحقيق.وتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تدوينة له على صفحته الشخصية على «فيسبوك» بالتهنئة الى المصريين، قائلاً: «أهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية لمناسبة عيد الفطر المبارك، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات والمزيد من الازدهار في سبيل بناء مستقبل أفضل لمصر وكل المصريين، وانتهز هذه الفرصة لكي أقدم عظيم العرفان والتقدير لجميع أسر شهداء مصر الأبرار، الذين جسدوا أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية ليسطروا بطولات تحطمت أمامها موجات الإرهاب والشر، ولتنعم مصر بالأمن والاستقرار».وأعربت السيدة انتصار السيسي، عن تهنئتها للشعب المصري والأمة الإسلامية. وكتبت في تدوينة لها: «كل عام والشعب المصري والأمة الإسلامية بخير بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، فاحتفالنا بتلك الأعياد المباركة يعكس وحدة وترابط الشعب المصري، وأسأل الله أن ينعم علينا في هذه المناسبة بمزيد من السلام والطمأنينة ورفع البلاء عن مصر والعالم أجمع». ووجه السيسي، بتقديم الهدايا العينية والمادية لأبناء وأسر الشهداء والمصابين في منازلهم في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الدولة للحفاظ على سلامة المواطنين ومجابهة انتشار الفيروس. وعبر أبناء وأسر الشهداء والمصابين، عن اعتزازهم وتقديرهم لحرص الرئيس الدائم على رعاية أبناء وأسر الشهداء والمصابين وتقديم الدعم الكامل لهم في كل الأوقات. وثمنت الأوساط الحقوقية والقانونية والسياسية، قرار السيسي بالعفو عن بقية العقوبة لبعض المحكوم عليهم لمناسبة الاحتفال بالعيد، وعددهم 3157.وفي جديد الإصابات، أعلنت وزارة الصحة، فرض حظر على عدد كبير من منازل قرية كفر المنازلة، التابعة لمركز كفر سعد في دمياط، بسبب تجمع عائلي، بينهم ممرضة، ما أدى إلى تسجيل 22 إصابة جديدة.وأعلن المذيع المصري محمد فتحي، على قناة «CNBC» عربية، عن إصابته بالفيروس.ووجه وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي رسالة للشعب، لمناسبة العيد من الحجر المنزلي الذي يلتزمه لمدة 14 يوماً، بسبب اللقاء مع محافظ مصاب بالفيروس، وكتب على «فيسبوك»: «اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وذكرنا وصالح أعمالنا... عيد فطر مبارك، كل عام وأنتم بخير». وأعلنت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد، تخصيص مستشفى القاهرة الفاطمية، لعزل المرضى النفسيين المصابين بالفيروس.وفي تحذير جديد، شددت وزارة الأوقاف، على الأئمة وجميع العاملين فيها، عدم المشاركة في أي عقود قران «عقود زواج» كوكلاء مأذونين. وطالبت بحظر أي عقد قران في المساجد أو ملحقاتها، خلال إجازة عيد الفطر.واضافت: «العمل كوكيل مأذون، أو السماح بعقد الزواج، في المسجد أو المشاركة والإسهام في زواج قاصرات، سيجري التعامل معه بمنتهى الشدة، وستفرض بحق المخالفين، عقوبات إدارية وقانونية شديدة، لأنه ممنوع إقامة أي لقاءات في قاعات المساجد في الوقت الحالي».وفي تحركات لإعادة الحياة الى طبيعتها، أعلنت وزارة الاثار والسياحة، أنه خلال الأسبوع الماضي، تسلم أكثر من 70 فندقاً في محافظات، البحر الأحمر، جنوب سيناء، الإسكندرية، السويس والقاهرة، شهادة السلامة الصحية، بعد استيفائها ضوابط السلامة الصحية، للسماح للفنادق الراغبة في التشغيل باستقبال النزلاء. وقد استقبلت بالفعل نزلاء وفدوا إليها، لقضاء فترة اجازة العيد.
مشاركة :