حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، من أن الصين والولايات المتحدة تقتربان من «حافة حرب باردة جديدة»، معبراً عن أسفه لتصاعد التوتر مع واشنطن حول وباء «كوفيد - 19»، وأكد أن «العالم لن يعود إلى وضع ما كان قبل فيروس كورونا المستجد»، مشدداً على ضرورة أن يكون التعاون الدولي أولوية في زمن الوباء.من جانبها، تواصل أوروبا، حيث سُجّل أكثر من مليوني إصابة وأكثر من 175 ألف وفاة، عودتها البطيئة إلى الوضع الطبيعي مكثفةً التدابير الوقائية خشية من ارتفاع عدد الإصابات مجدداً.وقال وانغ يي أمام الصحافة: «إلى جانب الدمار الناجم عن فيروس كورونا المستجد، ينتشر فيروس سياسي في الولايات المتحدة». وأضاف: «يستغل هذا الفيروس السياسي كل الفرص لمهاجمة الصين والإساءة لسمعتها». وقبل أزمة الفيروس، كانت العلاقة الصينية - الأميركية متوترة أصلاً منذ عامين على خلفية الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب وفرضها عقوبات جمركية على بكين. ورفع تفشي الوباء من حدة الخلاف بين البلدين إلى مستويات جديدة. وأعلن وانغ يي: «لفت نظرنا أن بعض القوى السياسية في الولايات المتحدة تأخذ العلاقات رهينة وتدفع البلدين باتجاه حرب باردة جديدة».وقال وزير الخارجية إن التعاون يعود بالنفع على كلا البلدين وإن المواجهة تعود عليهما بالخسارة، مضيفاً أن على الجانبين إيجاد السبيل لتعايش سلمي.وأضاف: «أريد أن أقول هنا: لا تضيعوا وقتاً ثميناً بعد الآن، ولا تتجاهلوا الأرواح. أهم ما تحتاج الصين والولايات المتحدة لفعله هو التعلم أولاً بعضهما من بعض وتبادل خبرتهما في مكافحة الوباء ومساعدة كل بلد في مكافحته».وأصاب الوباء أكثر من 5.5 مليون شخص في العالم وأودى بحياة ما لا يقلّ عن 343 ألفاً منذ ظهوره في ديسمبر في الصين.إلى ذلك، ومع اقتراب الولايات المتحدة من تسجيل 100 ألف وفاة، خصصت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، صفحتها الأولى تكريماً لألف شخص من بين الضحايا وخصصت سطراً لكل منهم، في حين أفادت جامعة «جونز هوبكنز»، أمس، بأن معدل الإصابات اليومية بالفيروس انخفض إلى 99.5 ألف مقابل أكثر من 108 آلاف في اليوم السابق.وكتبت الصحيفة في مقدمة قصيرة على الصفحة الأولى: «هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم ألفاً يعكسون 1 في المئة فقط من حصيلة الوفيات. لم يكن أي منهم مجرد رقم». والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً جراء تفشي «كوفيد - 19» من حيث عدد الوفيات والإصابات. وسجلت 99 ألف وفاة وأكثر من 1.6 مليون إصابة بالفيروس. من جانبه، يضغط ترامب من أجل إعادة فتح البلاد مع تزايد فقدان الوظائف وتباطؤ الاقتصاد نتيجة تدابير الإغلاق. وغرّد على حسابه في «تويتر» مساء السبت «الانتقال إلى العظمة»، وهو شعاره لإعادة فتح أميركا، إلّا أن العديد من مستخدمي الإنترنت لاحظوا التنافر بين عدد الوفيات المرتفع وتغريدة ترامب. ومن أجل إظهار رغبته في عودة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، ذهب الرئيس الأميركي لممارسة لعبة الغولف السبت، للمرة الأولى منذ الثامن من مارس في منتجعه في فرجينيا قرب واشنطن، في تأكيد على مساعيه للعودة إلى الحياة الطبيعية.ومع تخفيف تدابير الإغلاق، زاد ترامب من وتيرة رحلاته، وأكد أنه سيحضر إطلاق مركبة فضائية في فلوريدا خلال أيام.إلى ذلك، تواصل أوروبا عودتها البطيئة إلى الوضع الطبيعي مكثفةً التدابير الوقائية خشية من ارتفاع عدد الإصابات مجدداً.ونُظّمت عشرات التظاهرات في كل أنحاء ألمانيا السبت، في إطار تحرّك احتجاجي ضد القيود المفروضة لاحتواء فيروس المستجدّ.وتحت شعارات كثيرة، من بينها «حرية الفكر» و«لا تمسّوا بالدستور»، تُقام هذه التجمّعات كل يوم سبت منذ مطلع أبريل، بدعوة في البداية من مجموعة متنوعة الأطراف أُطلقت عليها تسمية «المقاومة الديموقراطية».وترى هذه المجموعة في إجراءات العزل التي تفرضها الحكومة، بداية نظام استبدادي أو انتهاك غير قانوني للحريات الفردية.وأعادت الشواطئ في جزيرة قبرص، فتح أبوابها أمام الرواد بعد أكثر من شهرين على القيود.
مشاركة :