بعد الهزيمة الكارثية التي مني بها المنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني 1/7 في لدور قبل النهائي من كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل، كان الفريق يأمل في مداواة الجراح ولو جزئيا ومعالجة صورته على ساحة كرة القدم العالمية، لكن أداءه في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2015) المقامة حاليا في تشيلي كشف أن عملية إعادة بناء المنتخب البرازيلي ستكون طويلة المدى وصعبة. وعلى رغم أن أغلب عشاق كرة القدم لا يتخيلون كأس العالم بدون المنتخب البرازيلي، تبدو تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائي مونديال 2018 بروسيا، التي تنطلق في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، صعبة على منتخب راقصي السامبا بشكل خاص، ولايزال بحاجة إلى الكثير من العمل تحت قيادة المدير الفني كارلوس دونغا. وقال تياغو سيلفا مدافع المنتخب البرازيلي «التصفيات ستكون واحدة من المنافسات الأكثر صعوبة على الإطلاق». وسيجرى الكشف عن جدول مباريات تصفيات أميركا النوبية للمونديال في 25 يوليو/ تموز المقبل. وجاءت كأس أمم أميركا (كوبا أميركا 2015) المقامة حاليا في تشيلي، والتي شهدت خروج البرازيل من دور الثمانية على يد باراغواي مساء السبت، بمثابة جرس إنذار للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات إذ حملت رسالة مفادها أن منتخب راقصي السامبا ليس في مستواه المعهود في حين أن منتخبات أخرى حققت تطورا كبيرا. وقال دونغا عقب خروج البرازيل من كوبا أميركا بالهزيمة أمام باراغواي بضربات الجزاء الترجيحية بعد نهاية المباراة بالتعادل 1-1 «كان هذا درسا رائعا قبل التصفيات (المؤهلة للمونديال)، التي تعد التحدي الرئيسي بالنسبة لنا». وأضاف دونغا «قليل من لاعبي منتخب البرازيل الحاليين خاضوا بطولة كاس العالم وتصفياتها. وهم من يعرفون الآن ما هم مقبلون عليه. نحن نفتقد الخبرة، وهنا كانت تكمن أهمية هذه البطولة (كوبا أميركا)». ويتأهل إلى نهائيات كأس العالم أصحاب المراكز الأربعة الأولى في تصفيات أميركا الجنوبية بينما يخوض صاحب المركز الخامس ملحقا فاصلا. ويتوقع أن يواجه المنتخب البرازيلي منافسة شرسة أمام النجم ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني وصيف بطل العالم وأمام خاميس رودريغيز وزملائه بالمنتخب الكولومبي وكذلك أفضل جيل من اللاعبين بمنتخب تشيلي ومنتخب أوروجواي الصعب ومنتخبات باراجواي وبيرو وفنزويلا المتطورة. ويعد منتخبا الإكوادور وبوليفيا فقط صاحبا الحظوظ الأقل، حسب ما يبدو حتى الآن. وعلى رغم الخروج المبكر من كوبا أميركا، أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، المنغمس في فضائح فساد، تجديد ثقته في المدير الفني دونغا. ولعب دونغا الذي كان قائدا للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم 1994، دورا نفسيا مع اللاعبين في كوبا أميركا أكبر من الدور التكتيكي، وصرح الظهير الأيمن المخضرم داني ألفيش بأنه يتفق مع الاتحاد البرازيلي وطالب بالصبر. وقال ألفيش عقب الهزيمة أمام باراغواي: «الفريق لا يزال في مرحلة انتقالية... نحن بحاجة إلى استخلاص الإيجابيات ولا ينبغي أن نزعزع الاستقرار بسبب هزيمة واحدة إذا كنا نريد بناء فريق قوي». ولم تتفق كل الآراء مع ذلك، فقد ذكرت صحيفة «لانسي» الرياضية البرازيلية «وقت العمل بفلسفة جديدة يجب أن يبدأ الآن، قبل بداية التصفيات (المؤهلة للمونديال)». وكتب المحلل جوكا كفوري لصحيفة «ولها دي ساو باولو» :»الخسارة أمام باراجواي تعد مؤشرا فقط لما نفتقده، وكذلك لحجم ما نحن بحاجة إليه من أجل استعادة مكانة الكرة البرازيلية». وأضاف «الخروج مجددا بضربات الجزاء الترجيحية لا يمكن أن يخفي الحقيقة: نحن نفتقد لاعبين وفريق ومدرب، كما أن هناك نقص كبير في الكفاءة في القيادة». ويدرك دونغا مثل غيره المشكلات التي تعترض كرة القدم البرازيلية، وقال عقب مباراة أوروغواي: «منتخبات أخرى تطورت. نحن بحاجة إلى أن نكون متواضعين، ونعكف على العمل بجدية من أجل مفهوم جديد لكرة القدم في البرازيل، يقضي بالتوقف عن اعتبار أي لاعب نجما وأنه الأفضل في العالم بعد مباراتين فقط. نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر موضوعية». ومع ذلك، لا يزال دونغا يثق بالفريق وفي أن الخبرة وإسهامات اللاعبين المصابين حاليا مثل دانيلو ولويز غوستافو وأوسكار، لدى عودتهم، ستحسن وضع الفريق. كذلك ينتظر المنتخب عودة أبرز نجومه نيمار لذي لعب مباراتين فقط في كوبا أميركا ثم غاب بعدها بسبب الإيقاف، علما بأنه سيغيب أيضا عن أول مباراتين في التصفيات.
مشاركة :