عواصم: «الخليج»، وكالات احتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، أمس الأحد، بعيد الفطر السعيد، لكن في منازلهم، في ظل الإجراءات المشددة،حيث يقضي ملايين الناس العطلة في البيوت، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وضمن محاولات الدول للسيطرة على انتشاره. غيرت قيود الإغلاق والحظر المفروض بسبب تفشي الفيروس من أجواء عيد الفطر هذه السنة، في جميع الدول العربية. وعلى نحو مماثل لشهر رمضان، حلّ العيد على الدول العربية والإسلامية من دون إقامة الصلوات في المساجد، حيث أقرّت أغلبية البلدان إقامتها في المنازل حفاظاً على سلامة المواطنين. وأجاز العلماء والفقهاء أداء صلاة عيد الفطر المبارك في البيوت، بالكيفية التي تُصلى بها في المساجد والساحات، وذلك لقيام العذر المانع من إقامتها في المسجد، أو الخلاء.وفرضت عدد من الدول العربية حظر التجول خلال عطلة العيد، ما يعني أن الزيارات بين العائلات والأصدقاء لن تتم، وسيضطر الجميع للاكتفاء بتبادل التهاني «عن بعد». ومن احتفالات العيد الأخرى التي أفسدها «كورونا»، شراء الهدايا والملابس، وزيارة محال الحلويات، والتسوق. حظر شامل فقد فرضت السعودية خلال العيد حظراً شاملاً، حيث لا يُسمح للأشخاص بمغادرة منازلهم إلا لشراء الطعام، والأدوية. فيما أدى المسلمون صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وفقاً للأعداد والضوابط المتبعة في الصلوات الأخرى، والاحترازات الصحية اللازمة. وأكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة بمناسبة العيد، على ضمان سلامة وصحة المواطنين، والمقيمين. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الملك سلمان قوله «إنني أقدّر بشكل كبير قضاءكم العيد في بيوتكم، ملتزمين بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي، مستعيضين عن اللقاءات وتبادل التهاني مباشرة، بالتواصل والمعايدة والتهنئة بالاتصالات، والمراسلات، والتواصل عن بعد.. كل ذلك حرصاً على سلامتكم».وتفرض بعض البلدان، بما في ذلك تركيا، والعراق، والأردن، حظر التجول على مدار الساعة طوال فترة العطلة. رفع القيود في القدس ففي القدس، تم رفع معظم القيود، لكن مجمع المسجد الأقصى سيظل مغلقاً حتى بعد العطلة، فيما يعاني أصحاب المتاجر في البلدة القديمة التي أفرغت من السياح والحجاج منذ شهر مارس، آثار الإغلاق لمدة 6 أسابيع. وفي مصر، مددت السلطات حظر التجول الليلي، ليبدأ من الساعة الخامسة مساء، بدلاً من ال9، فيما أعلن عن توقف وسائل النقل العام حتى 29 مايو، وسط إغلاق مراكز التسوق والمراكز التجارية، والشواطئ، والحدائق. التهاب الأسعار في سوريا أما سوريا، فقد كان العيد حزيناً كما كان دائماً خلال سنوات الحرب، فبعد العناء الذي عاشه السوريون من الحجر، وقلة المردود المادي، جاءت الأسعار الملتهبة لتقضي على فرحة الأولاد بالعيد، وعجزت العائلات، بحسب ما نقلت وسائل إعلام، عن شراء ملابس جديدة، كما اعتمد بعضها على الخياطة، وصنعوا الحلويات منزلياً، بدلاً من شرائها لتوفير بعض النفقات، بسبب ارتفاع الأسعار. وفي الكويت، أعلنت السلطات أنه ونظراً للظروف التي يشهدها العالم خلال مواجهات فیروس كورونا، والحظر المفروض في البلاد، يضطر جمیع الكويتیین لقضاء عید الفطر المبارك في منازلهم، مع الاقتصار على إرسال رسائل عبر الهواتف المحمولة، ومواقع التواصل الاجتماعي للتهنئة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية في البلاد. إلى جانب ذلك، أعلنت السلطات العراقية فرض حظر شامل للتجوال خلال أيام عيد الفطر، وحددته من يوم الأحد، وحتى الخميس المقبل. كما فرضت السلطات منذ منتصف مارس الماضي، حظراً شاملاً للتجوال استمر لغاية 21 إبريل الماضي، قبل أن يتم تخفيفه جزئياً، والسماح للسكان بالتجوال خلال ساعات النهار، باستثناء الجمعة، والسبت، يكون فيهما الحظر شاملاً. وأعلنت الحكومة الأردنية فرض حظر شامل للتجوال لثلاثة أيام اعتباراً من مساء الخميس، بما في ذلك أول أيام عيد. وضعية غير مطمئنة وفي المغرب، مددت الحكومة حالة الطوارئ الصحية حتى العاشر من يونيو، حيث قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في مداخلة أمام البرلمان ، إن وضعية الوباء في المغرب مستقرة «لكنها غير مطمئنة». وأشار إلى أن الحكومة لا يمكنها المجازفة برفع حالة الطوارئ الصحية مع اقتراب عيد الفطر، مضيفاً: «لا نريد للعيد أن يتحول من فرح إلى مأساة، وحزن». واقع جديد في السودان وفرضت الإجراءات المتعلقة ب«كورونا»، خصوصاً حظر التجول الشامل، واقعاً جديداً على السودانيين في عيد الفطر، مع خلوّ الشوارع من المارة، وبقاء الأسواق مغلقة. فرض ارتداء الكمامة وفي الجزائر، قررت الحكومة فرض وضع الكمامات الواقية في الشارع ابتداء من أول أيام عيد الفطر، كما منعت «منعاً باتاً دخول الأماكن العمومية كالأسواق المغطاة، وغير المغطاة، والمحال التجارية، والمقابر، والمرائب، وغيرها، من دون ارتداء كمامة، إضافة إلى التباعد المكاني، والمسافات». وأعلنت الحكومة حظراً للتجوال خلال أيام العيد من الساعة الثانية مساء، إلى السادسة صباحا.ً الوضوء في المنازل أما في لبنان، فأعلنت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية إعادة فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة فقط، مع إخضاع المصلّين لإجراءات، وضوابط، وشروط صحية صارمة، لمنع تفشّي الوباء، من أبرزها «الوضوء في المنزل، واعتماد فحص الحرارة قبل دخول المسجد بعد التعقيم، ووضع الكمّامات والقفّازات، وإحضار سجادة صلاة خاصة بكل فرد». تحذير من عدم التقيد بالإجراءات يشار إلى أنه في هذا السياق، حذرت منظمة الصحة العالمية من عدم التقيد بالإجراءات التي حددتها معظم الحكومات لجهة التباعد الاجتماعي وعدم التجمع، وذكّرت في سلسلة تغريدات على حسابها على «تويتر»، أمس ، بضرورة الابتعاد عن أي تجمعات واسعة النطاق للحفاظ على هذا العيد آمناً، وصحياً، وخالياً من (كوفيد19).
مشاركة :