الشاعر المتميز عناد المطيري «أبو أحلام» شفاه الله فقد ألزمه المرض الفراش منذ ما يربو على العام، وهو صاحب تجربة متبلورة تمامًا ومخزون لغوي مُبهر لقاء ثقافته العاليه، تمثّل ذلك من خلال قصيدته بتداعياته وأخيلته ورموزه وصوره. له بصمته التي لا تشبه غيره البتة، إن كان عبر نصوصه الشعرية أو كإعلامي عبر إشرافه سابقًا على منابر شعر عديدة، وعلى الصعيد الشخصي اتصف بالرقي في التعاطي مع الآخر والكرم والإيثار والإحساس العالي والفكر المستنير والدقة المتناهية بشكل موضوعي في حضوره عبر لقاءاته المتنوعة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. قدّم في الثمانينيّات الميلادية ديوانه العذب (عزف على الرموش)، ثم في التسعينيّات الميلادية ديوانه الثاني (اشتعال)، وكان كل منهما محل احتفاء رفيعي الذائقة والنقّاد في آن واحد. والشعر لدى عناد المطيري رسالة سامية في ثناياها مزيج نادر من ألق العاطفة وعمق الفكر في كل أغراض الشعر التي أتاحتها له موهبته الفذّة. وقد ذاع صيت شوارد أبيات شعره منذ بداياته بين الناس كقوله: خذ راحتك ماغير أنا وإنت والليل والليل مأمونٍ على سر الأحباب واعتزازه بأصالة هويّة شعره دفعه لربطه في مقامه الشخصي حيث يقول: ما أعجبك شعري؟! أجل كيف أعجبك شخصي وأنا وشعري مثل صورة وصاحبها إن كان عندك رواية غيرها قصّي يمكن تأثر على نفسي وتعجبها ومنها قوله: شعري يعبّر وشخصي ما شكى نقصي وأفعال طبعي تنشمي من يصاحبها كما أن عناد «الشاعر والإنسان» رمز في الرقّة ورباطة الجأش يقول: أنا مجرد حلم وأوهام وأعذار وضحكة تجامل خطوتي في زماني ما هي سعادة ضحكتي لكن اقرار ما ودي أغرق في دموعي ثواني مثل الزهر بيدين قطّاف الأزهار يموت باسم والحقيقة يعاني أمّا سحر البوح، ونجوى العاشق، ووفاء المحب الصادق كما ينبغي، فكل منها عنوان لقوله -شفاه الله: إي والله إنك عظيمه وإنك إنسانه أكبر خطاياي ما مرّه حسبتيها عطيتي الشاعر اللي هاض وجدانه أكبر من أحلامه اللي كان يرجيها إلى قوله: وش يزعلك وانتِ روح البيت وأركانه وأيامنا مرّها هو درب حاليها إلى زعلتي انتِ من أضحك علشانه؟ وإلـى ضحكتي انتِ عيني من يبكّيها
مشاركة :