شهدت العاصمة القطرية الدوحة تظاهرة أمس نظمها عمال احتجاجا على عدم حصولهم على أجورهم، مما أعاد إلى الواجهة قضية الانتهاكات المستمرة لحقوق العمال التي انتقدتها العديد من المنظمات الدولية.وأظهرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مائة شخص يسدون طريقا رئيسيا بمنطقة مشيرب في العاصمة القطرية، في وقت متأخر من يوم الجمعة، وهم يصفقون ويرددون شعارات أمام عناصر من الشرطة.وقالت وزارة العمل القطرية في بيان إنه «ردا على تأخر الرواتب، نظم عدد قليل من العمال الأجانب احتجاجا سلميا في منطقة مشيرب في 22 مايو». وادعت الوزارة أنه «بعد تحقيق فوري فإنها اتخذت خطوات لضمان دفع جميع الرواتب على الفور في الأيام المقبلة»، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. وتعتمد قطر على العمالة الأجنبية، ومعظمهم من الهند وباكستان ونيبال وسريلانكا، إلا أنها واجهت انتقادات دولية ومن منظمات معنية بحقوق الإنسان، بسبب الأوضاع السيئة التي يعيش فيها هؤلاء. وشهد موقع تويتر حالة من الغضب بسبب أوضاع العمال في قطر، إذ نشر أحد المستخدمين، يدعى ماجد، مقطع فيديو يوثق تظاهرة العمال، معلقا عليه بالقول: «مظاهرات في قطر ينظمها المهاجرون العمال بعد انقطاع الرواتب وتأخرها منذ شهور. قناة الجزيرة تحاضر عن الحقوق ولم تشاهد من شبابيك مبنى الجزيرة هذه المطالبات وما يتعرضون له من قمع ولن تجد صوتا لمطابخ ودكاكين حقوق الإنسان».مستخدم آخر يدعى سعيد قال في تغريدة: «عمال قطر بلا طعام ولا رواتب بعد الضغوط المالية والبعد عن أهاليهم. وفي مطلع هذا الشهر سجلت حالات انتحار كثيرة».وتابع: «نداء لحقوق الإنسان التدخل العاجل لحماية العمال الأجانب بقطر، وإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى قطر». وأعادت هذه الأحداث قضية حقوق الأشخاص العاملين في المشاريع المتعلقة بكأس العالم 2020, الذي سيقام في قطر، إلى الواجهة، وخاصة مع استمرار الانتقادات الدولية الموجهة الى قطر بشأن تعاملها مع أولئك العمال. وقال مستخدم في تويتر يستخدم لقب «غالي»: «كيف تقبل الفيفا قيام مباريات كأس العالم في قطر على أنقاض عمال البناء؟.. وهل تقبل الدول مثل أمريكا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وهم من أزعجونا بحقوق الإنسان أن تلعب منتخباتهم على ملاعب سالت عليها دماء عمال أبرياء بسبب النظام القطري الإرهابي».أما المستخدم عمار فقال: «قطر تستخدم القوة والضغط على عمال وموظفي مشاريع مرافق كأس العالم 2022». وقالت منظمة العفو الدولية إن معسكرات العمل في قطر مزدحمة الى الغاية وتفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية، ما يعني أن هؤلاء العمال سيكونون حتما أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس. ولفتت إلى أن قرب العمال من بعضهم البعض في المخيمات الضيقة لا يسمح بأي نوع من الابتعاد الاجتماعي.
مشاركة :