أعرب خبير بريطاني عن ثقته بأن الصين ستحقق هدفها للقضاء على الفقر في الوقت المحدد. وأكد كيري براون، أستاذ الدراسات الصينية ومدير معهد ((لاو تشاينا)) في كلية كينغز، لندن، خلال مقابلة مع ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني مؤخرا، على أنها ستكون فترة صعبة بالنسبة للصين وفي كل مكان، ولكن فترة ما بعد كوفيد-19 ستكون أيضا مليئة بالفرص. وعلى الرغم من الأثر الاقتصادي الناجم عن كوفيد-19، لكن الصين أكدت مجددا خلال الدورتين السنويتين لهذا العام، ثقتها في تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على الفقر هذا العام. ورغم أن كل دولة، بما فيها الصين، قد تعرضت لتأثير اقتصادي كبير بسبب كوفيد-19، لكن البروفيسور براون أكد على أنه لا تزال هناك فرصة لمواجهة هذا التأثير من خلال محاولة الابتكار والقيام بالأشياء بطريقة مختلفة من حيث التوازن والاستدامة والصداقة للبيئة. وقال براون "هناك فرص من حيث التعاون وكذلك تحقيق مجموعة جديدة من الإصلاحات بسبب إلحاحية الأزمة التي تواجهنا". وأضاف أن هناك صناعات وقطاعات جديدة قد تظهر لتحل محل بعض الوظائف المفقودة في المجالات التقليدية الأخرى. وخلال حديثه عن قصة التخفيف من حدة الفقر في الصين، لا يزال البروفيسور براون يتذكر ذلك الوقت الذي سافر فيه حول المناطق الريفية في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بالصين، في منتصف التسعينات، وقال مستذكرا "في أماكن مثل سيتسي وانغتشي، أتذكر أن انقطاع التيار الكهربائي كان شائعا، وكان الناس يعيشون نوعا من الحياة الزراعية التي لم تتغير على الأرجح لقرون". ولكن، في هذه الأيام، تحتوي هذه المنطقة على طرق سريعة ومبانٍ جديدة، مختلفة جدا، بحيث تبدو مكانا آخر تقريبا، وحتى (حاضرة منطقة الحكم الذاتي هذه) مدينة هوهيهوت، لا يمكن التعرف عليها تقريبا مقارنة بالمكان الذي عرفته جيدا قبل ربع قرن". وعزا البروفيسور الفضل في نجاح الصين بالتخفيف من حدة الفقر، إلى حد كبير، إلى الإصلاحات الزراعية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، عندما تحسنت الإنتاجية في القطاع الزراعي بشكل جذري، الأمر الذي حرّر الناس وأتاح لهم فرص العمل في مشاريع المدن والقرى. وقال إن هذا الشكل الهجين هو مزيج من الابتكار والتحكم الذي أثبت نجاحه حتى يومنا هذا، والسؤال الآن هو ما هي أنواع الابتكارات المستقبلية التي ستحافظ على هذا الزخم. وأوضح براون قائلا "حاليا، منجزات تخفيف حدة الفقر فى الصين واسعة، وهي أمور يتعين على العالم الخارجى أن يعترف بالفضل للصين فيها". وأضاف أن هذه المنجزات كانت المساهم الرئيسي في التحسن العالمي في مستويات محو الأمية، وانخفاض معدلات سوء التغذية والفقر، وتحسين فرص الحصول على مياه نظيفة، والتحسن العام برفاهية البشر. وقال براون إن هذا هو أحد الأسباب الرئيسية، رغم الكثير من التشاؤم في العالم حاليا، بأن أصبح الناس يعيشون لفترة أطول، وأكثر صحة، وأكثر ازدهارا، مؤكدا على أن "انتشال الصين لهذا العدد الكبير من الناس من الفقر، يمثل الكثير من هذا". وقال أيضا "إن الحقبة التي تحتاج فيها الصين والعالم الخارجي إلى إنشاء نموذج مستدام ومستقر لقبول الاختلافات فيما بينهما، وفي الوقت نفسه العمل بشكل عادل، مع ضمان المعاملة بالمثل والإنصاف مع بعضنا البعض، تتشكل الآن".
مشاركة :