استغاثة عطشى.. إيرانيون بين مطرقة التحديات وسندان التجاهل

  • 5/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه إيرانيون بمنطقة الأهواز تحديات جمة، فهم يعيشون حياة تفتقر الى أبسط المقومات، وإن هم حاولوا الاحتجاج، يواجهون بالضرب والعنف من قبل السلطات، حسب تقرير لموقع إيران ويرز. ومن أبرز المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وتحديدا مقاطعة الغيزانية الواقعة شرقي منطقة الأهواز بمحافظة خوزستان، هي التلوث النفطي، وأزمة نقص المياه، رغم أن المنطقة قريبة من بنى تحتية وسدود غنية بالمياه. وتنقسم محافظة الأهواز إلى ثلاث مناطق؛ الوسطى والإسماعيلية والغيزانية.  والغيزانية هي الأكبر، وتتكون من 81 قرية تعتبر موطنا لما بين 25-30 ألف شخص. ويعمل غالبية السكان في الزراعة وتربية الحيوانات. سبالان هاشمي، ناشط بيئي ومقيم في محافظة خوزستان، يقول لإيران واير "يعاني الناس في هذه المنطقة من أبخرة النفط والغاز. معظم الأطفال في المنطقة يعانون من أمراض الجهاز التنفسي. ولأنهم أقل عرضة للاستمتاع بالمساحات الخضراء وأي مرافق تعليمية وترفيهية، فإنهم يقضون معظم وقتهم حول أنابيب النفط والغاز، والتي تكون في بعض الأحيان عرضة للحريق بسبب التآكل والتلف". أما فهيم بنوخاقان،  أحد سكان قرية مشروحات، فيقول إن أسرته تعيش في منطقة منتجة للنفط، إلا أنهم يفتقرون إلى الماء والغاز، "لم يكن لدينا ماء لمدة أسبوعين ولم تأت الصهاريج. ذهب الناس إلى المراكز الحكومية، لكن كما هو الحال دائما، لم يتلقوا أي رد. لذا اجتمعوا (في يوم 23 مايو) أمام مكتب المقاطعة للاحتجاج". لكن الشرطة تصدت لهم بعنف كما يقول بنوخاقان، "تعرض الناس لهجوم بالرصاص المطاطي. وادعى قائد قوة شرطة الأهواز أن شخصين فقط أصيبا بشكل سطحي، لكن العديد من الأشخاص تعرضوا للضرب. ظللنا أمام مكتب المقاطعة لمدة ساعتين تقريبا، لكن رئيس المقاطعة لم يعتبرنا مستحقين بما يكفي للتحدث معنا". ويقول الناشط البيئي، الهاشمي، إن الامر لا يقتصر على نقص المياه فحسب بل في وجود خطط لنقل المياه خارج محافظة خوزستان ويضيف " لماذا يأخذون المياه من  العطشى الذين لديهم ثلاثة مشاريع مائية بنهر كوهرانغ، إلى مقاطعات أخرى، بما في ذلك أصفهان والهضبة الوسطى؟". ويضيف الهاشمي أن المسؤولين "يقولون لأهل الغيزانية إنهم ليسوا في منطقة مستجمع نهر كارون وأنه لا يمكن تخصيص مياه شرب لهم. لكننا على بعد نصف ساعة فقط من النهر". ! عائلة فهيم بنوخاقان  لا تستطيع شراء صهريج معدني لتخزين المياه، لكن وفي محاولة لإيجاد حل، قامت ببناء حوض أسمنتي في منتصف فناء منزلها لتخزين المياه. وهم يدفعون 29000 تومان [1.8 دولار] لملئه. ولكن خلال الأسبوع الماضي، لم يكن في الحوض قطرة ماء، كما يقول بنوخاقان: "أمي تتنقل جيئة وذهابا بين الفناء والمطبخ، وهي تحني رأسها في الحوض. كل شيء هنا صعب. الذهاب إلى الحمام وتناول الطعام والذهاب إلى المرحاض وغسل ملابسنا. ما مقدار مياه الغيزانية التي تذهب للأثرياء؟” ويقول سكان محليون بالغيزاني إن كل الحلول التي تقدمها السلطات ليست سوى حلول مؤقتة أو وعود وهمية. ويرى مسؤولون حكوميون أن الشكوى من نقص المياه، مشروعة، لكن يجب أن تتم عبر "القنوات القانونية"، حسب التقرير. ويعرب بنوخاقان عن استغرابه من التبرير الحكومي ويتساءل: "نحن نعيش بوعود منذ خمس سنوات. ليس لدينا ماء للشرب. تتسرب الفتيات من  الدراسة بسبب عدم وجود مدارس للبنات في المنطقة، وليس لدينا حتى محطة غاز محلية، لذلك يضطر الناس إلى القيادة أميالا لشراء أسطوانات الغاز. فماذا يعني المسؤولون بالطرق القانونية"؟!

مشاركة :