في أكبر أعداد تم رصدها خلال يوم واحد، أصدر خفر السواحل الإيطالي لقطات فيديو أمس لعمليات إنقاذ نحو 2900 مهاجر من زوارق في البحر الأبيض المتوسط. وأكد خفر السواحل أنه «تم تنفيذ 21 عملية إنقاذ في البحر» أول من أمس، وبالإضافة إلى سفن خفر السواحل والأسطول وشرطة الحدود الإيطالية تشارك سفن بريطانية وآيرلندية وإسبانية في مُهمة عمل الاتحاد الأوروبي «تريتون» التي ساهمت في عمليات الإنقاذ. ولم يتسنَ الحصول بشكل فوري على تفاصيل بشأن جنسيات المهاجرين وأعمارهم وما إذا كانوا ذكورًا أم إناثًا. وحثت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، دول الاتحاد الأوروبي على تقديم «التزامات ملموسة»، وصرحت المفوضية بأن «قرارات الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة المهاجرين هي خطوة هامة»، لكن يتعين فعل المزيد بما في ذلك معالجة الأسباب الجذرية. وخاض قادة الاتحاد الأوروبي حتى الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي نقاشات تمحورت حول كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين في البحر المتوسط، واتفقوا على خطة لتشارك مسؤولية رعاية المهاجرين اليائسين الذين يفرون من الحرب والفقر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وفي النهاية اتفقوا على خطة تطوعية تهدف إلى استيعاب 60 ألف شخص. وقال أدريان إدواردز المسؤول في المفوضية: «تعبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعبر عن دعمها القوي له وتحث الدول الأعضاء على تقديم التزامات ملموسة باتجاه تحقيق هذا الهدف». ووجه رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، الأسبوع الماضي، انتقادات حادة إلى شركائه من قادة الاتحاد الأوروبي بعد رفضهم حصص توزيع إلزامية للمهاجرين غير الشرعيين وسط انقسامات حول سبل وقف موجات الهجرة الكثيفة إلى شواطئ أوروبا الجنوبية. وقال للقادة الـ27 «إن كانت هذه فكرتكم عن أوروبا، فيمكنكم الاحتفاظ بها لأنفسكم»، على ما كشفت مصادر إيطالية لوكالة الصحافة الفرنسية، وأضاف: «إذا كنتم غير متضامنين، فلا تضيعوا وقتنا»، بحسب المصادر. كما أفاد مصدر أوروبي أن رئيسي مجلس أوروبا دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اختلفا في الاجتماع، الأمر الذي نفاه المسؤولان. يذكر أن أكثر من 170 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا العام الماضي إلى إيطاليا على متن قوارب، وهو عدد غير مسبوق. أما بالنسبة لعام 2015، فتتوقع السلطات الإيطالية وصول مائتي ألف شخص على الأقل. وشهور الصيف عادة ما تكون الأكثر ازدحاما بالمهاجرين بسبب هدوء الأحوال المناخية في البحر؛ الأمر الذي يجعل رحلات العبور أكثر سهولة.
مشاركة :