أغاني العيد.. شواهد الزمن الجميـل

  • 5/26/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشرق شمس العيد مع بث أغنية «ومن العايدين ومن الفايزين».. هذه الأغنية بالذات يتذكرها السعوديون كثيراً حتى باتت أهم أغنية تستعرضها محطات التلفزيون في دول مجلس التعاون الخليجي كافة. في الوقت الذي ظهرت فيه هذه الأغنية كان المطرب السعودي يهتم بالمناسبات الدينية والأعياد وكان يحرص على مشاركة أفراد المجتمع في جميع فصول حياتهم واهتمامتهم. كانت أغنية «من العايدين ومن الفايزين» للفنان محمد عبده محور اهتمام السعوديين منذ عقود سابقة، وقد صاغها شاعر الوطن إبراهيم خفاجي مطلع الثمانينات الميلادية لتكون علامة خالدة في جبين الفن السعودي. يتذكر السعوديون «المخضرمون» من خلالها طفولتهم ووقت زهو التلفزيون بأحلى البرامج والأغاني المنسجمة مع العيد؛ تلك الفترة التي كان الفنان يسعى لتقديم أفضل الأعمال الاجتماعية والوطنية لكي ينافس بها أقرانه ويكسب الحظوة عند الجمهور. قبل ظهور من «العايدين» بسنوات كان التلفزيون يستعرض أغنية أم كلثوم الخاصة بالعيد والتي تحمل عنوان «ليلة العيد» إلى جانب مجموعة «أنوارك هلَّت» وغيرهما، وكانت في غالبها أغانٍ مستوردة، إلا أن علو كعب الفنون السعودية بشكل عام في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات جعل من هذه المناسبة محور اهتمام الفنان السعودي، حتى صدح علي عبدالكريم المطرب الغائب الحاضر في أذهان الناس بأغنية «فرحة فرحة»، وكانت منافسة بشكل كبير لأغنية «ومن العايدين»، وبعد عودة الراحل طلال مداح من اعتزاله قدم أغنية «كل عام وأنتم بخير» التي لازمت فرحة العيد وجعلته ساحة للتنافس فيما بين الفنانين السعودين وزادت من جمال هذا اليوم وانضمت له كتحفة فنية لائقة بيوم العيد. أغاني العيد بشكل عام تغرس في النفس الشعور بالفرح والاستمتاع بالعيد وتحفز الذاكرة عند سماعها، ورغم امتلاك تاريخ الأغنية السعودية لتلك الأعمال الخالدة التي صدح بها طلال ومحمد عبده وعلي عبدالكريم، إلا أن الفنان السعودي - الحالي - لم يعد يهتم بمثل هذه المناسبات ولم يعد حريصاً على التفاعل مع المجتمع في مناسباتهم وأعيادهم. أغاني الزمن الجميل للأغنية السعودية مازالت هي محور الاهتمام في مناسبة العيد، ولا طعم للعيد دون سماعها، حتى حفرت مكانها في ذاكرة السعوديين والخليجيين بشكل عام. منذ سنوات وتلفزيونات الخليج تبثُ أغاني طلال مداح «كل عام وأنتم بخير» ومحمد عبده «ومن العايدين»، وبتنا نزحف للوطن العربي نذكرهم بجمال العيد عبر أعمالنا الوطنية، وعكسنا بذلك البداية التي كانت لنا مع المصريين بأغنية أم كلثوم «ليلة العيد» ومجموعة «أنوارك هلَّت». في هذا العيد استغلت بعض القنوات وهج هذه الأغاني وطالبت من الفنانين إعادتها من جديد داخل «البيوت» وبثها عبر شاشتها، إضافة إلى أن الفنانين أمثال عبدالمجيد عبدالله قدم أغنية جديدة تحمل عنوان «عادت عليكم» من كلمات فهد المساعد وألحان مبهم وتوزيع عصام الشرايطي، وقدم سابقاً راشد الماجد أغنية «حياك يا عيد حياك»، وآخرون، لكنها مثل هذه الأغاني لم تؤثر؛ لأن الذاكرة ما زالت منسجمة مع وجدانيات صوت طلال مداح ومحمد عبده وعلي عبدالكريم. محمد عبده طلال مداح

مشاركة :