تجاوز أداء سوق الكمبيوتر في الإمارات المستويات المتوقعة له، بالتزامن مع التحديات المصاحبة لأزمة كورونا العالمية، حيث بلغ إجمالي أجهزة الكمبيوتر الواردة إلى السوق المحلية 278.56 ألف جهاز خلال الربع الأول من 2020، حسب شركة الأبحاث الدولية «أي دي سي» التي أكدت استحواذ الإمارات على أكثر من 40% من إجمالي شحنات الأجهزة الواردة إلى دول الخليج خلال الفترة المشار إليها. وأكد خبراء أن نمو الطلب على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية في الإمارات تجاوز حجم الشحنات الواردة إلى السوق، حيث تمت تلبية جزء كبير من الطلب من المخزون القوي الذي يتمتع به الموردون والموزعون المعتمدون لهذه الأجهزة. ووفق البيانات التي حصلت عليها «الاتحاد»، ارتفع متوسط سعر بيع جهاز الكمبيوتر المحمول في السوق المحلية بنسبة 5.5% ليصل إلى 2781 درهماً (758 دولاراً)، مقابل 2637 درهماً (718 دولاراً) خلال الربع الأخير من عام 2019. وأشارت بيانات الشركة المختصة في أبحاث قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى أن أجهزة الكمبيوتر المكتبي سجلت معدل ارتفاع أقل لم تتجاوز نسبته 1.2%، ليصل متوسط سعر بيع توريد الوحدة من هذا النوع داخل السوق المحلية إلى 2139 درهماً (635 دولاراً) بنهاية مارس الماضي، مقابل معدل سعر بلغ 2301 درهم (627 دولاراً) بنهاية ديسمبر. وبلغ إجمالي شحنات أجهزة الكمبيوتر الواردة إلى أسواق دول مجلس التعاون خلال الفترة من يناير إلى مارس الماضي نحو 681.09 ألف وحدة. انتعاش متوقع من جانبه، أكد فؤاد شراكلا، مدير أبحاث أجهزة الكمبيوتر وأنظمة البنية التحتية في شركة الأبحاث الدولية (IDC)، أنه رغم التحديات المرتبطة بالأزمة العالمية لفيروس «كوفيد - 19» حافظت سوق الكمبيوتر في الإمارات على أداء أفضل من المتوقع، حيث استقبلت الدولة أكثر 278.56 ألف جهاز كمبيوتر خلال الربع الأول من العام الجاري. وقال شراكلا، إن الطلب في السوق المحلية نما بمعدلات تفوق العرض بدعم من تنشيط أنظمة العمل والتعلم عن بُعد التي حفزت استثمارات الأفراد والشركات لشراء الأجهزة خلال الأشهر الأولى من العام. وأضاف أنه من المرجح تسجيل بعض الانخفاضات خلال الفصول المتبقية من العام، مشيراً إلى أن أداء سوق الكمبيوتر في الدولة سيكون مرتبطاً بدرجة الإغلاق الذي أصبح جزئياً مع الأخذ في الاعتبار التحديات اللوجستية التي أصابت حركة التجارة العالمية نتيجة «كوفيد - 19». وتوقع شراكلا، أن يكون عام 2021 أفضل مع النمو المتوقع في شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية، بالتزامن مع تعافي الأسواق العالمية، بما في ذلك الإمارات من جائحة «كوفيد - 19». نمو الطلب من جهته، قال محمد هليلي، مدير عام «لينوفو» الخليج وشرق أفريقيا، إن سوق الكمبيوتر بأكملها شهدت نقصاً في الإنتاج والخدمات اللوجستية، لكن لحسن الحظ، وبفضل تنوع مصادر الإنتاج، تمت استعادة توازن الإنتاج وتقليل التأثيرات على المدى القصير على العرض والطلب. وأوضح أن الإمارات شهدت زيادة في المبيعات عبر جميع فئات الكمبيوتر المحمول، نتيجةً للتبني الواسع للتعلم الإلكتروني والعمل عن بُعد، واستثمار الآباء والأفراد في التقنيات الجديدة، كما تعود زيادة المبيعات إلى زيادة الاهتمام بالألعاب الإلكترونية التي تعزز متعة المستهلكين وتواصلهم مع أصدقائهم وعائلاتهم.
مشاركة :