أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف اليوم الاثنين عن الفخر والاعتزاز بمسيرة المجلس وسيرة القادة المؤسسين لهذا الصرح المبارك. جاء ذلك في كلمة للدكتور الحجرف اليوم الاثنين بمناسبة الذكرى السنوية الـ 39 لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية وانطلاق مسيرته المباركة من مدينة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة في 25 مايو 1981. وقال الحجرف «واجهت مسيرة التعاون المشترك كثيراً من التحديات خلال الأربعة عقود الماضية كما شهدت كثيراً من الإنجازات والمكتسبات التي تحققت في مجالات عدة وعلى أكثر من صعيد وبفضل من الله ثم بحكمة ورؤية أصحاب الجلالة والسمو قاده دول المجلس حفظهم الله تمكن المجلس من تجاوز تلك التحديات وفي نفس الوقت تمكن من الحفاظ على مكتسباته ومنجزاته لما فيه خير ونماء وأمن وازدهار دوله ومواطنيه». وأكد «أن الشعوب الحية لا تقف عند الماضي إلا لاستلهام الدروس والعبر وبما لا يعطل أو يؤثر على ثبات مسيرتها نحو المستقبل بكل ما يحمله من طموحات وآمال متوكلة على الله سبحانه ومرتكزة على جملة من الثوابت المشتركة ومؤمنة بقدرها وخيارها الاستراتيجي». انجازات وشدد على أن دول المجلس شعباً وقيادة تقدمية في فكرها تواقة للأفضل ترتكز على إرث زاخر من الإنجازات تحققت بسواعد أبنائها وبوأتها مكانة متميزة إقليمياً ودولياً فأصبحت مثالاً ونموذجاً للتنمية الشاملة في وسط محيط مضطرب واضطلعت بدورها مع المجتمع الدولي بوعي ومسؤولية فأضحت صوتاً للحكمة والسلام والتوازن على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال الحجرف أن مجلس التعاون وهو على مشارف العقد الخامس من مسيرته المباركة ليواجه تحديات غير مسبوقة في نوعيتها وتشعبها تتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى التفكير الجماعي والتعاون المشترك لمواجهتها والتعامل مع تداعياتها تنفيذاً لما ورد في النظام الأساسي الصادر في عام 1981 وما تضمنته رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لعام 2015 وما ورد في البيان الختامي لقمة الرياض في ديسمبر 2019. الخلاف الخليجي وبين الحجرف أن «الخلاف الخليجي الذي يقترب من عامه الثالث ليشكل تحدياً لمسيرة التعاون الخليجي كما يمثل هما مشتركاً لجميع دول المجلس وهو الخلاف الذي ينهض بحمل ملفه صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ومنذ اليوم الأول وتحظى مساعي سموه بدعم خليجي ودولي»، لافتاً إلى «ايماننا كبير بإذن الله بمعالجة هذا الخلاف في إطار البيت الخليجي الواحد وطي صفحته وضمان آلية عادلة للتعامل مع أي خلاف قد يطرأ في المستقبل لا سمح الله تأكيداً على حيوية وديمومة مجلس التعاون الخليجي». فيروس كورونا وأضاف «أما التحدي الآخر الذي يواجه مسيرة مجلس التعاون وهو على مشارف عقده الخامس فهو ما فرضته جائحة فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19» من تحديات كبيرة طالت جميع مناحي الحياة وأثرت على البشرية جمعاء الأمر الذي يتطلب منا جميعاً كمنظومة مجلس التعاون تعزيز العمل المشترك والاستعداد الجماعي للتعامل مع عالم ما بعد فيروس «كورونا» بأبعاده الاقتصادية والصحية والاجتماعية والأمنية والعمالية والاستراتيجية حماية لشعوبنا وصونها لمكتسباتنا وتعزيزاً لمسيرتنا المباركة وضمانا لمستقبلنا». وقال «أن عالم ما بعد فيروس كورونا وما يشهده من تغيرات كبيرة يتطلب منا استقراء المشهد العالمي الجديد والاستعداد كمنظومة للتعامل مع معطياته وتحدياته وذلك ضماناً وتعزيزاً لمكانة مجلس التعاون الاستراتيجية وحماية وصوناً لمكتسبات دوله وشعبه وتحصيناً ودعماً لاقتصاده وأمنه والاستعداد للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والتي تمثل أكبر تحد يواجه العالم والمتوقع استمرارها لسنوات قادمة لن نكون بمعزل عنها الأمر الذي يحتم استكمال تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية وتسريع مشاريع التكامل الاقتصادي». وأكد الدكتور الحجرف «أنه بتوفيق من الله ثم بحكمة ورعاية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم ووعي أبناء الخليج سنتجاوز تلك التحديات أكثر ثباتاً واقوي عزيمة وأشد منعة محافظين على مكتسبات المجلس ومجددين لأفكاره ومطورين لآليات عمله لنضمن دوام فاعليته وريادته استعداداً لمتطلبات مستقبل مجلس التعاون الذي سيبقى دائماً الخيار الاستراتيجي لدوله فهو كالشجرة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء». وأعرب عن الشكر والتقدير والإجلال لجميع العاملين في الصفوف الأمامية في مواجهة جائحة كورونا من جميع القطاعات والجهات الرسمية والأهلية والتطوعية ولجميع منتسبي الأمانة العامة ومكاتبها وبعثاتها على ما يقومون به من جهود كبيرة ومقدرة لتعزيز مسيرة التعاون الخليجي المباركة والدفع بها إلى الأمام مستذكراً بالتقدير والإجلال من سبقني بتولي الأمانة العامة من الأمناء العامين السابقين ومساهماتهم الكبيرة عبر مسيرة المجلس المباركة.
مشاركة :