مهاجرون يعودون إلى "لعبة" التسلل إلى أوروبا عبر مسار البلقان | | صحيفة العرب

  • 5/26/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

برينسيبوفاتش (صربيا)- تتجه أوروبا نحو إعادة فتح مجتمعاتها ببطء بعد أن فرضت إغلاقا صارما للتعامل مع جائحة فايروس كورونا المستجد. وبينما شرعت في فعل ذلك، أخذ مسار الهجرة في البلقان ينبض بالحياة مجددا. ويقول الكثير من المهاجرين، ومعظمهم من الشباب، في مخيم برينسيبوفاتش الذي يقع على حدود صربيا مع كرواتيا تماما، إنهم يستعدون مجددا لما يصفونه بـ “اللعبة”، في إشارة إلى محاولاتهم للتسلل عبر نقاط التفتيش الحدودية والوصول إلى المناطق الأكثر ثراء في أوروبا. وقد فعلها ماني، وهو شاب هندي في العشرينات من عمره، في واقع الأمر، حيث حمل حقيبة ظهر فقط ودخل ببساطة من خلال ثغرة في السياج واختفى عن الأنظار وسط الأغصان. إنه يعلم أنه إذا قبضت عليه الشرطة الكرواتية، فربما يتم ضربه وتجريده من هاتفه المحمول ويتم إلقاؤه في مكان يقطع فيه مسافة طويلة سيرا على الأقدام ليعود إلى المخيم. هناك العشرات من الأطفال بين 240 شخصا من المقيمين في مركز الاستقبال، وفي أحد الأركان يلعب المهاجرون وعدد قليل من عمال الإغاثة الكرة الطائرة ومعظم الأشخاص داخل المخيم مروا بذلك عدة مرات. وقضّى علي، من باكستان، في الطريق أكثر من أربع سنوات، ووصل إلى برلين، لكنه أعيد إلى بلغاريا. يقول، “لقد تم أخذ بصمات أصابعي في بلغاريا عام 2016”. وبموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، يجب على طالبي اللجوء أن يقدموا طلباتهم في أول دولة عضو يدخلونها. ويخطط إبراهيم يالو، من سيراليون، للقيام بمحاولته الـ13 لدخول كرواتيا في غضون أيام قليلة. إنه غاضب ويقبل الأمر على مضض. ويقول “لماذا لا يسمحون لنا بالمرور؟ لا أحد يريد البقاء هنا، ولماذا يضربوننا؟”. والمخيم معزول، ويبعد ثلاثة كيلومترات عن “سوت”، وهي أقرب قرية. وينام الأشخاص ويأكلون في خيام، وفي إحداها مسجد مرتجل. وخلال شهر رمضان، تلقى المهاجرون وجباتهم في أوقات منتظمة، لكن يتم لفها ليتناولوها في الإفطار بعد غروب الشمس. ويشكل الأفغان والجزائريون أكبر المجموعات المهاجرة. وبينما كان المسلمون ينتظرون غروب الشمس، تجمعت مجموعة من الفيتناميين حول طاه يقوم بإعداد شيء ما على نار مشتعلة. وكان هناك 17 من بينهم عملوا في رومانيا حتى انتهت تصاريحهم. ثم حاولوا الذهاب إلى ألمانيا لكن احتُجزوا في المجر وتم ترحيلهم ببساطة عبر الحدود الصربية إلى الشمال. وخلال حالة الطوارئ المتعلقة بفايروس كورونا على مدار نحو شهرين، أغلقت جميع المراكز التي صارت تحت حراسة الجنود، وذلك لقطع الطريق على المهاجرين. يستعد المهاجرون، ومعظمهم من الشباب، في مخيم برينسيبوفاتش للتسلل عبر نقاط التفتيش والوصول إلى المناطق الأكثر ثراء في أوروبا يستعد المهاجرون، ومعظمهم من الشباب، في مخيم برينسيبوفاتش للتسلل عبر نقاط التفتيش والوصول إلى المناطق الأكثر ثراء في أوروبا والآن، هناك 20 شخصا لديهم تصاريح للخروج من أجل التسوق كل يوم. ولا يعود بعضهم، وتقوم الشرطة بضبط آخرين في أماكن أخرى وإعادتهم، لذلك فإن أعداد النزلاء تتباين. وقال عامل بالمخيم، “إنهم يحاولون الذهاب مجددا، وسيجربون ذلك أكثر إثر عودة الأمور إلى طبيعتها”. ويتحول التوتر والغضب إلى جدل بشكل متكرر، سواء بشأن الطعام أو بخصوص النظافة أو بشأن السرقة أو غير ذلك. وتندلع مشاجرات واشتباكات، وكانت هناك مشاجرة جماعية مؤخرا. ويختلف الوضع كثيرا في “سيد”، وهي بلدة حدودية تبعد 15 كيلومترا إلى الجنوب. ويستضيف مركز الاستقبال هناك الأسر فقط، وتعد الأحوال هناك أخف كثيرا. وهناك العشرات من الأطفال بين 240 شخصا من المقيمين في مركز الاستقبال، وفي أحد الأركان يلعب المهاجرون وعدد قليل من عمال الإغاثة الكرة الطائرة. لكن حتى هنا، يوجد جنود مسلحون بكامل عتادهم القتالي. ويقول الأفغاني أوميد وفا “على مدار شهرين، لم نستطع مغادرة الأرض مطلقا.. الأمور كانت على ما يرام هنا، لكنّ هناك قدرا كبيرا من الملل”. خلال شهر رمضان، تلقى المهاجرون وجباتهم في أوقات منتظمة، لكن يتم لفها ليتناولوها في الإفطار بعد غروب الشمس. ويشكل الأفغان والجزائريون أكبر المجموعات المهاجرة وبإمكان الأشخاص الذين لديهم تصاريح فقط المغادرة. وفي البلدة، توقف دورية للشرطة العسكرية وتفتش ثلاثة مهاجرين. ويهمهم رجل يقف عند باب محل قطع الزجاج الخاص به، قائلا إنه يجب أن تتم إعادتهم إلى حيث أتوا. ويقول وفا إن أفراد أسرته قاموا بتجربة “اللعبة” مع الكروات العام الماضي، لكن تم القبض عليهم. وضرب شرطي والده على ظهره وجثا الرجل المسن على ركبتيه. ويقول إنه سينتظر الآن الوثائق الرسمية، مع العلم أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر، في حالة حصوله عليها. ويرغب العراقي، منتدى شيبان، أيضا في أن يمر بالانتظار غير المؤكد للحصول على وثائق بعد أن أمضى تسعة أشهر في واحدة من مناطق العبور بالمجر على الحدود الصربية برفقة زوجته وأبنائه الخمسة وشقيقيه، ويأمل حاليا في الذهاب بشكل قانوني إلى كرواتيا. وقال من خلال مترجم، “الأمر فظيع في المجر، إنه سجن. هناك أسلاك في كل مكان وطعام سيء. وعندما مرضت زوجتي، تم اقتيادها من جانب أربعة رجال شرطة إلى طبيب كما لو كانت مجرمة”. والآن تستعد الأسرة لانتظار طويل آخر، مثل الآخرين جميعهم الذين يريدون اتخاذ المسار القانوني إلى الاتحاد الأوروبي.

مشاركة :