بيروت: «الشرق الأوسط» تأمل المعارضة السورية أن يخرج الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد اليوم، بين المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وروسيا والولايات المتحدة، لبحث التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2»، بمقررات واضحة تتطابق مع توصيات اجتماع «لندن 11» لناحية دعم «الائتلاف السوري المعارض»، في وقت دعا فيه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الإبراهيمي إلى أن «يعير مهمته مزيدا من الاهتمام، من أجل إنجاح مؤتمر جنيف 2». وعلى الرغم من تلقيها دعوة للمشاركة في هذا الاجتماع الثلاثي في جنيف اليوم، فإن المعارضة السورية لا تجد ضرورة لحضوره، بحسب ما يؤكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «موقف المعارضة بات واضحا، لا سيما بالنسبة للأميركيين، وبالتالي لا حاجة لحضور هذه المشاورات الإجرائية». ويبحث الاجتماع اليوم «نص الدعوات التي ستقدم للمشاركين في المؤتمر الدولي لحل النزاع في سوريا»، بحسب ما أعلنته المتحدثة الإعلامية باسم الإبراهيمي، خولة مطر، موضحة أنه «سيجري النظر في نصوص الدعوات باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لكل من الحكومة السورية والقوى المعارضة واللاعبين الغربيين». واستبعدت مطر أن يتمخض الاجتماع عن إعلان موعد محدد لعقد مؤتمر «جنيف 2»، مذكرة بتصريح الإبراهيمي بأن «الأمين العام للأمم المتحدة هو من يجب أن يعلن عن تاريخ إجراء المؤتمر». ويشارك في المؤتمر عن الجانب الروسي الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، والنائب الآخر لوزير الخارجية غينادي غاتيلوف، فيما سيترأس الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، على أن ينضم إلى المشاورات الثلاثية في النصف الثاني من النهار باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومن ثم وفود من الدول المجاورة لسوريا وهي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، إذ سيبحث الجانب الإنساني للأزمة السورية، بحسب ما ذكرت وكالة «ايتار - تاس» الروسية. وفي حين يبدي قياديون في الائتلاف السوري المعارض ارتياحهم حيال الموقف الأميركي الذي سيطرح في اجتماع اليوم، فإنهم يرجحون في الوقت نفسه أن «تأتي العرقلة من الجانب الروسي». وأوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض أنس العبدة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «من المحتمل أن يقلل الروس من أهمية المسائل الإنسانية التي نضعها في أولوية شروطنا للمشاركة في (جنيف 2)، لا سيما فك الحصار عن المدن وإطلاق سراح المعتقلات والأطفال». وبحسب العبدة، فإن «الجانب الروسي لا يستطيع أن يتلاعب في الصيغة السياسية لـ(جنيف 2)، التي تنص على تشكيل هيئة انتقالية تحظى بصلاحيات كاملة، لأنه سبق أن وافق عليها في مؤتمر (جنيف 1)»، مستبعدا أن «يكون للتطورات الميدانية على الأرض أي علاقة بموقف الدول التي تحضر لمؤتمر (جنيف 2)». واعتبر العبدة أن «المواقف متطابقة بين المعارضة السورية والأمم المتحدة والولايات المتحدة بخصوص هيئة الحكم الانتقالية»، لافتا إلى «وجود حوار مع الأميركيين للحصول على ضمانات تكفل التزام النظام السوري بتطبيق مقررات مؤتمر (جنيف 2)، لأن مسألة الانتقال السياسي هي سيناريو كابوسي بالنسبة للأسد وسيعمل ما بوسعه لإفشاله». وأمل العبدة أن «يخرج اجتماع جنيف اليوم بمقررات لا ينخفض سقفها عن تلك التي أقرت في اجتماع (لندن 11) الداعم لمواقف المعارضة». وفي سياق متصل، نفت مصادر قيادية في الائتلاف المعارض مشاركة رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، في اجتماع جنيف اليوم. وأكدت المصادر أن «الغرض من بث هذه الشائعات تشويه صورة المعارضة وإرباكها إعلاميا»، نافية بشكل قاطع «وجود علاقة بين أي طرف من المعارضة مع رفعت الأسد». وكانت قناة «روسيا اليوم» نقلت عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله إن رفعت الأسد سيشارك في المشاورات مع ممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر «جنيف 2»، ضمن وفد المعارضة السورية، علما بأن رفعت الأسد يقيم منذ ثمانينات القرن الماضي بين باريس ولندن بعد أن اختلف مع شقيقه الرئيس الراحل حافظ الأسد. وكان رفعت الأسد يقود سرايا الدفاع، وهي وحدات عسكرية خاصة يقول معارضو النظام إنها لعبت دورا أساسيا في قمع «انتفاضة حمص وحماه» عام 1982، والتي قتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، وفق أرقام غير رسمية. ويأتي لقاء اليوم بين الأمم المتحدة وروسيا وأميركا بعد اجتماع لوزراء الخارجية العرب عقد في القاهرة وخصص لبحث تطورات الأزمة السورية والإعداد لمؤتمر «جنيف 2»، إذ دعا مجلس جامعة الدول العربية جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف السوري المعارض للتجاوب مع الجهود الدولية والإقليمية لعقد المؤتمر والتعجيل بتشكيل وفدها، بينما أكد رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا أن المعارضة لن تحضر المؤتمر من دون إطار زمني لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد. ومن المرتقب أن يجتمع «الائتلاف الوطني المعارض» في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي باسطنبول لحسم موضوع المشاركة في «جنيف 2». من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية السوري على أن «شعب سوريا هو الأساس في كل خطوة تقوم بها الحكومة، وهي تتعاون مع كل المنظمات على صعيد المساعدات في إطار احترام سيادة الدولة». واتهم «المجموعات المسلحة» بأنها «استولت على العديد من قوافل المساعدات ولم نسمع كلمة واحدة أو أي احتجاجات من أي دولة».
مشاركة :