أجرى السفير الأميركي روبرت فورد أمس لقاءات مع شخصيات سورية في جنيف عشية المحادثات التمهيدية بين الجانبين الأميركي والروسي مع المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي لاتخاذ قرار في شأن موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» والاتفاق على نص الدعوة التي ستوجه إلى المشاركين في المؤتمر من ممثلي النظام السوري والمعارضة والدول الإقليمية. وأفادت قناة «روسيا اليوم» أن نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد وعم الرئيس بشار الأسد توجّه إلى العاصمة السويسرية، في حين قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن مساعدي فورد أعدّوا «قائمة طويلة» من الشخصيات لعقد لقاءات معها في جنيف، وشملت رجال أعمال ومعارضين وشخصيات مقربة من نظام الرئيس الأسد. وأشارت إلى أن بعض المدعوين اعتذر في اللحظة الأخيرة عن عدم السفر إلى المدينة السويسرية. وكان اللقاء في جنيف بين فورد ونائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل في آخر الشهر الماضي، أحد الأسباب المعلنة التي دفعت الأسد إلى إقالة جميل من منصبه. وأوضحت المصادر الديبلوماسية الغربية أن الإبراهيمي سيقدم إلى الوفدين الأميركي برئاسة ويندي شيرمان والروسي ميخائيل بوغدانوف عرضاً عن نتائج جولته في المنطقة والدول المجاورة لسورية وتقويمه لاحتمالات إرجاء انعقاد «جنيف 2» ربما إلى أواخر هذه السنة أو بداية العام المقبل، في مقابل اقتراح موسكو بعقده في نهاية الشهر المقبل. وأشارت المصادر إلى أن الوفد الأميركي يميل إلى عقده بأسرع وقت ممكن. وزادت انه بعد الاجتماع التمهيدي سيتوجه الإبراهيمي إلى نيويورك لاطلاع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على نتائج اتصالاته، بالتوازي مع توجّه فورد إلى إسطنبول لحض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لاتخاذ قرار بالمشاركة في المؤتمر، خلال اجتماعاته يومي الجمعة والسبت المقبلين. وأعلنت ناطقة باسم الإبراهيمي أن ممثلي الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة سيبحثون خلال اللقاء الثلاثي الاستشاري اليوم نص الدعوة التي ستوجه إلى المشاركين في «جنيف 2». وكانت مصادر ديبلوماسية قالت إن الدول الغربية تصر على أن يتضمن نص الدعوة أن الهدف من المؤتمر تطبيق «جنيف 1» وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ما يعني أن مشاركة النظام السوري على الحضور وحليفته إيران ستكون على هذا الأساس. وأوضح بعض المصادر انه في حال الفشل على الاتفاق على مشاركة إيران في «جنيف 2» اقترح بعض الأطراف اقتصار المشاركة على «الدول المجاورة» لسورية، ما يعني استبعاد إيران. وسيعقد في جنيف اليوم بعد اللقاء الثلاثي للإبراهيمي والوفدين الأميركي والروسي لقاء للموفد الدولي مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ثم لقاء موسع لهذه الدول مع ممثلي «دول الجوار» السوري. إلى ذلك، علمت «الحياة» أن رئيس أركان القوات الفرنسية ادوارد جييو الذي التقى كبار المسؤولين القطريين أمس، بحث في الدوحة «الوضع في سورية ومنطقة الخليج»، إضافة إلى دعم العلاقات مع الدوحة ودول مجلس التعاون الخليجي في إطار جولة خليجية. وقال مصدر فرنسي لـ «الحياة» إن جييو زار الإمارات قبل وصوله إلى الدوحة وإن جولته تهدف إلى لقاء نظرائه في المنطقة للبحث في دعم التعاون العسكري واستعراض الوضع في المنطقة والأزمات الراهنة ومنها الأزمة السورية. وزاد أن هذه المحادثات تأتي في إطار لقاءات فرنسية خليجية مستمرة تتناول التعاون في مجالات عدة ومنها المجال العسكري. ميدانياً، نقلت وكالة «رويترز» عن وكالة مهر الإيرانية للأنباء إن قائداً في الحرس الثوري قُتل في سورية بعد تطوعه للدفاع عن ضريح السيدة زينب في دمشق. وقالت الوكالة إن محمد جمالي زاده من فيالق «الحرس الثوري» في محافظة كرمان جنوب شرقي إيران قُتل في الأيام القليلة الماضية على أيدي «إرهابيين وهابيين». وجمالي زاده كان مقاتلاً في الحرب الإيرانية - العراقية بين عامي 1980 و 1988، ثم خدم في وحدات مكافحة التهريب. وقالت «مهر» إنه لم يسافر إلى سورية باسم فيالق «الحرس الثوري، وإنما بصفته متطوعاً للدفاع عن مقام السيدة زينب في الضواحي الجنوبية لدمشق. في غضون ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير له من محافظة الحسكة السورية، إلى سيطرة مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» في شكل كامل على 13 قرية ومنطقة جديدة في ريف مدينة راس العين على الطريق الواصل بين مدينتي راس العين والحسكة والذي يمر بمدينة تل تمر. ويُعتبر هذا التقدم للأكراد نكسة لـ «الجهاديين» الذين تردد أنهم يحشدون قواتهم لشن هجوم معاكس. وأشار «المرصد» في بيان إلى أن من بين القرى التي سيطر عليها الأكراد قرية مشرافة، ليرتفع بذلك عدد القرى التي سيطرت عليها «وحدات حماية الشعب الكردي» منذ بدء الاشتباكات قبل نحو يومين إلى 19 قرية، بعدما سيطرت في اليومين الماضيين على ست قرى هي الأسدية التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة الأيزيدية، وبير نوح وجكيما وتل ذياب وقصير وقرية مجيبرة. وأشار «المرصد» إلى أن السيطرة على هذه المناطق جاءت «عقب اشتباكات عنيفة لمقاتلي وحدات الحماية (الأكراد) مع الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي الكتائب المقاتلة وجبهة النصرة».
مشاركة :