بدأت وزارة الصحة استخدام ثلاث روبوتات طبية في أجنحة العزل الطبي بالمستشفيات والمراكز المخصصة للعزل، إذ انطلقت تجربتها في مركز إبراهيم خليل كانو الصحي للعزل، حيث يمكن استخدام الروبوت الأول في نقل الأدوية والطعام، ويمكنه من خلال كاميرا حرارية أن يُرسل صورة مع درجة الحرارة لمركز التحكم، بينما يقوم الروبوت الثاني بتعقيم غرف العزل ومرافق المركز الطبي، أما الروبوت الثالث فيستخدم لنقل المستلزمات الطبية ويتميز بسهولة الحركة وحمل أوزان ثقيلة. وبهذا الشأن، كشفت فاطمة عبدالواحد الأحمد الوكيل المساعد للموارد والخدمات بوزارة الصحة، رئيس مشروع استخدام الروبوت في الخدمات الصحية، أن القطاع الصحي بمملكة البحرين يشهد طفرة جديدة مع بدء استخدام الروبوتات الطبية في مواقع العزل والعلاج من فيروس كورونا «كوفيد 19»، وأن هذة التجربة ونتائجها ستحدث نقلة نوعية وتغييرًا جذريًا في أساليب وتقنيات التشخيص والعلاج في المملكة، لافتةً إلى أنه لأول مرة في تاريخ القطاع الصحي بمملكة البحرين يتم استخدام الروبوت في تقديم الخدمات الصحية. وأضافت الأحمد أنه سعيًا من وزارة الصحة لتوفير أعلى درجات الحماية والسلامة للكوادر الصحية، ومن خلال متابعة آخر المستجدات والتقنيات التي تطرح في مجال تشخيص وعلاج فيروس كورونا «كوفيد 19»، وبعد الاطلاع على تجارب عدة دول في هذا المجال، ارتأت وزارة الصحة في مملكة البحرين الاستفادة من هذه التقنية المتطورة لمساعدة الأطباء والممرضين في رعاية الحالات القائمة بالفيروس، وتقييم مدى فعاليتها، ومن ثم دراسة الاحتياجات لزيادة عدد هذه الروبوتات الذكية لدعم خدمات الطواقم الصحية بالعزل والعلاج مستقبلاً. وأوضحت الأحمد أنه تمت الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة للحد من التعرض المباشر بين الحالات القائمة ومقدمي الرعاية الصحية؛ حفاظًا على صحة وسلامة مقدمي الرعاية الصحية في الصفوف الأولى لمكافحة جائحة فيروس كورونا. وأكدت سعي المعنيين في الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا ووزارة الصحة لإيجاد حلول تقنية متقدمة؛ منها استخدام الروبوت الذكي في تقديم بعض الخدمات التمريضية مثل فحص حرارة الجسم والمؤشرات الحيوية وتقديم الأدوية وتتبع المريض وتقديم الوجبات والتعقيم، وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها المريض. وقد قامت الوزارة بالتعاون مع إحدى الشركات الفرنسية الموجودة بالمملكة لتوفير عدد من الروبوتات لتجربتها وتقييم مدى فعاليتهم في تقديم الرعاية الصحية. وأضافت: «إن ثلاثة أنواع من الروبوتات نقلت إلى أجنحة العزل والعلاج، ويجري تدريب الممرضين على استخدامها وبرمجتها». وفي ذلك، قالت استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي الدكتورة جميلة السلمان إن هذه الأجهزة ستقدم حماية أكبر للكادر الطبي وستقلل من نقل العدوى، وستحمي العاملين في قسم التعقيم من تعرضهم إلى مواد كيمياية بشكل دائم، كما ستوفر الوقت وتقلل الجهد على الكادر الطبي، لافتةً إلى أن هذه تجربة أولية لتقييم أداء الروبوتات في المراكز الصحية، وهي التجربة الأولى على مستوى مملكة البحرين والخليج العربي. من جانبه، قال رئيس التمريض بمركز إبراهيم خليل كانو الصحي للعزل حسين علي مرزوق إن استخدام هذه الروبوتات سوف يحدث نقلة نوعية في تعامل الكادر الصحي مع المرضى في مركز العزل، إذ يُسهم استخدامهم في الحد من الاتصال المباشر مع المرضى من الحالات القائمة، وبدوره يُسهم في التقليل من نقل العدوى للطاقم التمريضي، كما يخفف من الأعباء التي يقوم بها الطاقم التمريضي مثل فحص الحرارة للمريض وغيرها من مهام، ما ينعكس ذلك على زيادة وسرعة العمل المنجز. من جهته، قال مهندس المشاريع الطبية في وزارة الصحة علي الصباح إن الوزارة تسلمت ثلاثة أنواع من الروبوتات الطبية، الأول (Robot Net 20) وهو من أهم الروبوتات في العزل الصحي، إذ يستطيع توزيع الطعام والأدوية للمرضى ويستطيع أيضًا التعرف على وجه المريض وإعطائه جملة ترحيب، ويمكن متابعة حركته عبر الانترنت من غرفة التحكم، كما يمكن للمريض أن يتحدث مع الدكتور المعالج من خلاله، فبهذا قد يحمي الفريق الطبي من خطر العدوى بنسبة 80%، إذ يمكن تعقيمه لعدم خروج العدوى من المستشفى، وأيضًا يوفر من نفقات تعقيم الفريق الطبي وتقليل عدده. وأشار إلى أن الروبوت الثاني (Robot Infirmiere nurse robot) يُعد من أشهر الروبوتات العالمية التي تنقل الأدوية والطعام للمرضى، ويمكن تزويده بأجهزة طبية متطورة مثل تخطيط القلب وقياس الضغط وأجهزة تنفس صناعي والميكروسكوبات وغيرها، كما أنه مثبت به كاميرا حرارية لنقل درجة الحرارة عبر الإنترنت لموقع الفريق الطبي، ويوجد كاميرا حرارية أخرى تعرض صورة للجسم بتدرج الألوان من الأزرق إلى الأحمر حسب الحالة، كذلك يمكن استخدامه في خدمة الاستقبال لمنع دخول فرد يحمل درجة حرارة مرتفعة، فيعطي صوت تحذير إذا ارتفعت عن 37.3، فيرسل التاريخ والوقت والرقم الشخصي لغرفة التحكم في حالة تزويده ببيانات الموجودين في المكان. وأضاف الصباح: «أما الروبوت الثالث (Robot Net 21)، فهو روبوت معقم يمكنه استخدام عدد كبير من السوائل المعقمة، فيستطيع تعقيم الحجر الصـحي باستمرار، وأيضًا غرف العمليات والأماكن التي يجب تعقيمها دون وجود إنسان، فنستطيع التحكم به عن بُعد، وبه كاميرا للتعرف على الوجوه ويستطيع إرسال رسائل صوتية قبل التعقيم بلغات مختلفة».
مشاركة :