سينما العيد.. قاعات مغلقة وأفلام معلّقة

  • 5/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جاء عيد الفطر هذا العام فاقداً الكثير من بريقه المعتاد بسبب الظلال التي ألقاها فيروس «كوفيد ١٩» على العالم، فالفرحة ناقصة، والمتعة مفقودة، والتواصل يقتصر على الاتصالات الهاتفية والمعايدات الصماء عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي فقط. جاء كما لو أنه عيد افتراضي، وليس واقعياً، اكتسى ملامح إلكترونية بعد أن أصبح كل شيء عن بعد، والحياة نفسها عبر التباعد الاجتماعي أكثر أماناً، وسلاماً. حتى السينما التي كانت من طقوس الاحتفال بالعيد، وتمنح الناس فرصة الاستمتاع بالخروج، وقضاء بعض الوقت مع نجومهم المحببين، وفي قاعات مزودة بكل مؤثرات الصوت والصورة والمتعة، غابت لأول مرة، وأغلقت أبوابها في زمن «كورونا»، وكان طبيعياً أن تكون من أكثر القطاعات تضرراً بهذا الخبيث الملعون، عدو الحياة، وقاتل الفرح؛ فالسينما تجمع ولا تفرق، في وقت يفرض فيه «كورونا» على العالم قانون حياة جديداً، علينا مراعاته والالتزام به، فهل من بديل؟ وهل من وسيلة لإنتاج الأفلام وعرضها عوضاً عن الشاشة الكبيرة؟كان طبيعياً أن تفقد السينما واحداً من أهم مواسمها، وهو موسم عيد الفطر الذي تتنافس خلاله أهم الأفلام على جذب الجمهور في الدول العربية، وهذا العام، جاء العيد وقاعات السينما مغلقة، ومظلمة، وخالية إلا من مقاعد خاوية. وللأسف، فإن «الفن السابع» كان من أول القطاعات التي طالها الإغلاق حفاظاً على حياة الناس، وستكون آخر القطاعات التي ستعود إليها الحياة أيضاً، حفاظاً على حياة روادها، وعشاقها.أمام الإغلاق الذي لا مفر منه في إطار مكافحة «كوفيد ١٩»، فكان ينبغي على صناع السينما ورعاة الفن البحث عن وسائل بديلة حتى لا يتوقف لا الإنتاج، ولا العرض، مثل الكثير من قطاعات الحياة التي أعادت النظر، وتخلّت عن نمطيتها، وبحثت لنفسها عن وسيلة للوصول إلى الناس، بينما بقيت السينما العربية، حتى الآن، تنتظر العودة النمطية، ولم يبادر أحد إلى البحث عن وسائل بديلة لمواصلة هذه الصناعة، وإيصال الأفلام إلى جمهورها.نستغرب أن تكون صناعة «الفن السابع» قد عجزت أمام هذه الأزمة، ولم يفكر أهلها بإيجاد بديل سريع، لن يكون اختراعاً جديداً، ولكنه بلا شك استغلال للممكن والمتاح عبر استخدام التطبيقات الإلكترونية الموجودة، والمتاحة، والتي تسمح بتقديم المسلسلات والأفلام للجمهور مقابل اشتراكات شهرية، ومن تلك النماذج «واتش إت» المصري، و«شاهد»، و«شاهد في أي بي» السعوديان والمملوكان لشبكة «إم بي سي». وكان بالإمكان عرض الأفلام الجديدة التي تم تصويرها وحال «كورونا» دون عرضها في عيد الفطر، من خلال دفع رسوم خاصة، بعيداً عن الاشتراك المتعارف عليه. الأزمة مستمرة ندرك أن الخسائر كبيرة، وتقدر بالمليارات، وندرك أن السينما قد تحتاج دعماً من الدولة لتواصل رسالتها ومهمتها في التثقيف، والتوعية، والتصدي للتطرف من الأفكار، ورغم ذلك لا نستوعب وقوف صناع السينما، ومنتجيها، ومخرجيها، وغرفة صناعتها، مكتوفي الأيدي تجاه هذه الأزمة. كان الأحرى بهم إنشاء تطبيق جديد خاص بالسينما يتيح عرض الأفلام الجديدة عبره حفاظاً على استمرار تدفق «الفن السابع»، وحرصاً على صغار العاملين في هذا المجال الذين ليس لهم من مصادر رزق سواه، خصوصاً أن الأزمة مستمرة ولن تزول قريباً.في المقابل، لم تقف السينما العالمية مكتوفة الأيدي، وبعض شركاتها الكبرى اتفقت مع «نتفلكس» على عرض أفلام لها عبرها، وشركات أخرى بحثت عن منافذ جديدة كي تواصل العمل، وحتى لا تتوقف حركة الإبداع السينمائي.لا نفهم حالة الشلل، إذا صح التعبير، التي أصابت المنتجين وصناع الأفلام، علماً بأن هناك عدداً من الأعمال جاهز للعرض، لنجوم يحبهم الجمهور، ويذهب خصيصاً لمشاهدتهم عادة في الصالات، والأفلام كانت سترى النور في عيد الفطر، ونستعرض هنا البعض منها: «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» يأتي رداً على فيلم عادل إمام المعروف «البعض يذهب للمأذون مرتين»، يقدمه كريم عبد العزيز مع مجموعة من النجوم منهم دينا الشربيني وماجد الكدواني وبيومي فؤاد وعمرو عبد الجليل ونسرين أمين، وهو من الأفلام الكوميدية.أما أحمد عز الذي اعتاد التواجد خلال المواسم المهمة، فكان جاهزاً بفيلم «العارف»، ويشاركه في بطولته أحمد فهمي ومحمود حميدة ومصطفى خاطر وأحمد خالد صالح، عن قصة وسيناريو وحوار محمد سيد بشر، وإخراج أحمد علاء.أحمد السقا أيضاً كان من الحالمين بموسم للنجاح في عيد الفطر من خلال فيلم الحركة «العنكبوت»، أمام منى زكي وظافر العابدين ومحمد لطفي ويسرا اللوزي.كريم فهمي كان استعد للموسم بفيلم من بطولته وتأليفه باسم «ديدو» إخراج كريم صلاح، ويشارك فيه شقيقه أحمد فهمي، مع بيومي فؤاد وحمدي الميرغني وهشام ماجد وشيكو.هيفاء وهبي أيضاً، كانت ستدخل حلبة المنافسة خلال العيد بفيلمها الجديد «أشباح أوروبا»، الذي يشارك فيه أحمد الفيشاوي وأحمد داوود.«كورونا» لم يعطل عرض الأفلام سالفة الذكر فقط، ولكنه أوقف عرض أفلام لم تأخذ حقها من العرض بعد صدور قرار إغلاق دور السينما في مارس/ آذار الماضي، ومن هذه الأفلام: «يوم وليلة» لخالد النبوي ودرة وأحمد الفيشاوي وحنان مطاوع، و«الفلوس» لتامر حسني وزينة وخالد الصاوي، و«لص بغداد» بطولة محمد عادل إمام وياسمين رئيس وأمينة خليل وفتحي عبد الوهاب، وغيرها، ونتيجة أن الأفلام التي كانت داخل صالات العرض توقف عرضها، وأفلام كانت جاهزة للعرض لاحقاً وبقيت محفوظة، وأفلام توقف تصويرها، وتأجيل تصوير أفلام كان مخططاً أن تدخل الاستوديوهات مثل «الكاهن» لهاني سلامة ودرة و«مش أنا» لتامر حسني و«صابر وراضي» لسمية الخشاب وأحمد آدم. منافذ جديدة السينما حول العالم تأثرت كثيراً بانتشار «كوفيد ١٩»، وأغلقت دور السينما حول العالم، ولكن بعض الشركات بحثت عن منافذ جديدة لتواصل أداء رسالتها، في حين أن شركات أخرى بكت وتباكت ولم تجد سوى لطم الخدود أمام أزمة ألقت بظلالها على تفاصيل الحياة الإنسانية، ولم يسلم من أذاها أي قطاع، وإن كانت بعض القطاعات تضررت أكثر من غيرها مثل السينما، التي لا بد من اجتماعات تجمع صناعها والمسؤولين عن الثقافة والمال للبحث عن حلول لأزماتها. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :