قال بيير بيكوارت، الخبير بالشؤون الصينية في جامعة باريس الثامنة، إن جائحة كوفيد-19 تسلط الضوء على الحاجة الملحة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، المبادرة التي طرحتها الصين من أجل السلام ورفاهية البشرية. جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) لدى تعليقه على المؤتمر الصحفي لعضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يى يوم الأحد. وأشار بيكوارت إلى أن "وانغ يي قال ببراعة إن الدبلوماسية الصينية ستواصل المضي قدما بالرغم من كوفيد-19"، مبديا إعجابه الخاص بتصريحات وزير الخارجية الصيني بشأن كيفية تفعيل الصين "للدبلوماسية السحابية" في الأشهر الماضية وتكييف السلك الدبلوماسي الصيني مع الوضع الطبيعي الجديد استجابة لجائحة كوفيد-19 والتركيز على خمس أولويات. وقال الخبير الفرنسي إن "وانغ يى شدد على الدور الدولي لمنظمة الصحة العالمية في المشكلات الصحية العالمية عندما قال إن دعم منظمة الصحة العالمية يدعم إنقاذ الأرواح"، مضيفا أن "الشيء الأكثر أهمية هو أن حياة وصحة الناس في مختلف البلدان لم تكن بهذا الارتباط الوثيق". وأشار إلى أنه" من خلال دعم التنمية السلمية والتعاون المربح للجميع، عززت الصين المنظمات الدولية والأمن والبيئة والتقدم الاقتصادي ورفاه الشعوب وتحديث البنية التحتية والتجارة العالمية والتنمية في العالم كله، وأيضا السلام العالمي والتعددية". وأضاف أن "كل هذه الأفكار الهادفة إلى بناء عالم سلمي وتعاون متكافئ الكسب والتعددية متجذرة في التقاليد الصينية وأصول الصين الإنسانية". وأكد أن" التزام الصين ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية هو أحد أجمل المفاهيم الفلسفية، ومبادرة صينية رائعة من أجل سلام ورفاهية الشعوب في تاريخ البشرية". وأضاف بيكوارت أن مفهوم المساعدة المتبادلة العالمية ومجتمع المستقبل المشترك مفيدان للعالم بأسره سواء في أزمة كوفيد-19 أو في هذا الوضع الدولي المعقد، مستشهدا بشبكات الشراكة، والتبرعات بالأقنعة والمعدات الطبية، والتعاون في البحث العلمي، وتبادل البيانات الصحية، وإرسال الفرق الطبية الصينية إلى البلدان الأخرى، كأمثلة وإنجازات ومظاهر مفيدة للشعوب في جميع أنحاء العالم. وقال الخبير الفرنسي "هذا يدل على أنه في عولمة اقتصادية تتسم بالتضامن والانفتاح والشمول والعالمية والتوازن ومبدأ الربح المشترك، يمكن معالجة مشاكل الإنسانية. وفي مواجهة الأزمات الاقتصادية أو الصحية، يعمل التعاون الدولي والمساعدة المتبادلة بفعالية. نحن مدعوون لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك أكثر من أي وقت مضى". كما شدد بيكوارت على أن منظمة الصحة العالمية لعبت دورا محوريا في تنسيق جهود الصحة العامة العالمية، لا سيما خلال جائحة فيروس كورونا الجديد. وقال إن "الدول التي أخذت توصيات منظمة الصحة العالمية على محمل الجد وبشكل جيد في مكافحتها للفيروس نجحت في السيطرة على الوضع بفاعلية، في حين دفعت الدول التي أهملت توصياتها ثمنا باهظا". وأكد بيكوارت في الختام على المساعدة المتبادلة والتضامن والتعاون كسبيل وحيد للمجتمع الدولي للتغلب على الجائحة وإنقاذ الكوكب، قائلا إن أزمة الصحة العامة العالمية تظهر الحاجة والضرورة الملحة لبناء وتعزيز "مجتمع ذي مستقبل مشترك".