انتقدت مصادر إعلامية بريطانية ما وصفته بمواصلة الجيش التركي هجماته المكثفة على المناطق ذات الغالبية الكردية على الجانب السوري من الحدود بين البلدين، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه بين موسكو وأنقرة في مناطق بشمال سوريا. وقالت المصادر، إن الأكراد السوريين لا يزالون يواصلون مواجهة «العدوان التركي المتواصل» الذي يشكل انتهاكا صارخا لاتفاق الهدنة الذي أُعْلِنَ عنه. ونقلت المصادر البريطانية عن تقرير صادر عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المعروفة كردياً باسم «روج آفا» قوله، إن الهدنة لم تمنع الجيش التركي من مواصلة شن الغارات الجوية بوتيرة مكثفة ضد المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان ومرافق البنية التحتية، في الكثير من البلدات والمدن الخاضعة للإدارة الكردية في الشمال السوري. ويتناول التقرير الوضع في المناطق التي غزتها القوات التركية في أكتوبر 2019، في إطار حملة عسكرية أطلق عليها نظام أردوغان اسم «نبع السلام»، واستعان فيها بفصائل سورية متطرفة موالية له. وهاجم الجيش التركي خلالها مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، رغم الدور المحوري الذي اضطلعت به هذه القوات في حملة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. ووثق التقرير - الذي نشرت صحيفة «مورننج ستار» البريطانية - «فظاعات» ارتكبتها القوات التركية خلال الحملة، التي زعم أردوغان أنها تستهدف إقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومترا في شمال سوريا، ليُعاد فيها توطين نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون حالياً في تركيا، وهو ما اعتبر بمثابة محاولة من أنقرة، لتغيير التوازن الديموغرافي في الشريط الحدودي على الجانب السوري من الحدود. ومن بين الجرائم التي ارتكبها العسكريون الأتراك خلال الحملة التي لاقت إدانة دولية واسعة النطاق، «استخدام أسلحة كيمياوية، على رأسها قنابل الفوسفور الأبيض التي أُلقيت على بلدة راس العين، حينما قوبلت القوات البرية بمقاومة ضارية» من جانب (قسد). علاوة على ذلك، أعطت القوات التركية الضوء الأخضر للمسلحين الإرهابيين المتعاونين معه، لتنفيذ عمليات إعدام خارج إطار القضاء. وبحسب «مورننج ستار»، أكد التقرير أن الحملة الجوية والبرية التركية، أدت إلى نزوح أكثر من 300 ألف مدني من منطقة المعارك، التي شهدت أيضا مقتل 258 شخصاً رغم وقف إطلاق النار المفترض سريانه نظرياً. ويؤكد التقرير ما سبق أن أوردته منظمات حقوقية دولية، من أنها حصلت على أدلة تثبت إبداء «القوات التركية والمجموعات المسلحة المدعومة منها، تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين السوريين، وارتكاب الجانبين انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمّد وشن هجمات أدت لقتل وجرح» عشرات الأشخاص.
مشاركة :