كشف الاستطلاع الشهري لوكالة «تومسون رويترز» عن استقرار بنظرة المستثمرين تجاه الكويت مقارنة بنتائج استطلاع الشهر الماضي، إذ إن اثنين من مديري الصناديق توقعا زيادة استثماراتهم في سوق الأسهم الكويتية مقابل 2 توقعا خفضها، و11 المحافظة عليها. وأظهر الاستطلاع ان مديري صناديق الشرق الأوسط عادوا لتفضيل أسواق الأسهم الإماراتية بسبب التقييمات الأكثر جاذبية، في حين عمدوا إلى تخفيض المخصصات إلى تركيا بسبب عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد. وبحسب الاستطلاع الذي شاركت فيه 15 شركة استثمار تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها، فإن 33 في المئة من المشاركين في المسح يتوقعون زيادة مخصصات الأسهم الإماراتية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مقابل 7 في المئة فقط يتوقعون تخفيضها، مقارنة بـ 27 في المئة من مديري الصناديق أبدوا نيتهم زيادة مخصصاتهم و20 في المئة أبدوا نيتهم تخفيضها في استطلاع الشهر الماضي. وقالت شركة أبوظبي للاستثمار «نتوقع ان يسجل عدد من الشركات الإماراتية نمواً سريعاً وغير متوقع في الإيرادات هذا العام وأن تشعر ان تقييمات السوق لا تعكس هذا الرأي بشكل كامل». وتابعت الشركة ان «عائدات التوزيعات المتوقعة في عدد من الأسهم الإماراتية وخصوصاً في المصارف ستكون جذابة جداً ونتوقع ان يدرك المستثمرون هذا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة». وذكر المسح ان الأسواق الإماراتية قد تخلفت عن السعودية هذا العام مع ارتفاع مؤشر الرياض 9 في المئة حتى اليوم، ودبي 7 في المئة وأبوظبي 3 في المئة فقط. وأرجعت العديد من الصناديق هذه النتائج إلى الإقبال القوي من قبل المستثمرين المحليين على شراء الأسهم السعودية قبل فتح السوق أمام الاستثمار الأجنبي المباشر في 15 من يونيو هذا العام. وعلى الرغم من ان الصناديق كانت إيجابية تجاه السوق السعودية على المدى الطويل، يعتقد الكثيرون ان الأسهم قد تمّ تقييمها بشيء من المبالغة، كما ان دخول الأموال الأجنبية إلى السوق كان بطيئاً جداً منذ 15 من يونيو. وبالتالي يعتقد العديد من المديرين ان الأداء الإماراتي سيلحق أو يتجاوز السعودية خلال الأشهر المقبلة. وأظهر مسح الشهر الماضي ان 14 في المئة من الصناديق يتوقعون زيادة مخصصات الأسهم للسعودية و27 في المئة يتوقعون تخفيضها، مقارنة بـ 7 في المئة و27 في المئة على التوالي قبل نحو شهر. كما أظهر المسح زيادة المخاوف من الأسهم التركية حيث لا تتوقع أيّ من الصناديق زيادة مخصصاتها مقابل 20 في المئة تتوقع تخفيضها، ويعتبر ذلك أكثر النتائج سلبية تجاه الأسهم التركية منذ مارس 2014. وقد أدت نتائج الإنتاخابات الأخيرة التي أجريت في البلاد إلى بروز مخاوف تجاه طبيعة الحكومة المقبلة، إذ لا تزال المحادثات حول تشكيل حكومة جديدة مستمرة. كما ان نهج الولايات المتحدة في تشديد السياسة النقدية يترك الأسواق التركية، التي تعتمد بشكل كبير على التدفقات المالية، ضعيفة. وأظهر المسح استمرار التفاؤل تجاه مصر على الرغم من الأداء المتواضع للسوق المصري خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ أبدى 27 في المئة من الصناديق زيادة توزيعاتهم نحو الأسهم المصرية و7 في المئة فقط تخفيضها. ولابد من الإشارة هنا إلى ان العديد من الصناديق أجابت عن أسئلة المسح قبل اعتداءات يوم الجمعة التي تضمنت تفجير مسجد في الكويت ما أدى إلى قتل 27 شخصاً، وقبل انهيار المحادثات حول الأزمة اليونانية وزيادة احتمال مغادرة اليونان لمنطقة اليورو. وقد أثر هذان العاملان بشكل سلبي على أسواق الشرق الأوسط، غير أنهما لم يشكلا عاملين حاسمين بالنسبة للعديد من مديري الصناديق. فالدول الخليجية الكبرى لا تعتمد على الاستثمارات الأجنبية وتمتلك احتياطات مالية ضخمة تساهم في تحصينها من الاضطرابات السياسية والاقتصادية إلى حدّ كبير.
مشاركة :