بيت الشعر التونسي: دورة عربية في مواجهة "كورونا"

  • 5/27/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الحجر الصحي عائقا أمام الأفكار الجميلة والمبادرات التي ترسّخ تواصل الفعل الثقافي والإبداعي رغم كل ما ألمّ بالبشرية من صنوف التضييق على الحركة واقتصار الفعل البشري على أمور مخصوصة تهمّ أبسط ضرورياته. وفي تونس كما في دول أخرى كان للأفكار المبتكرة فرصة للبروز والظهور وتقديم البديل عن واقع بدا متجهّما غير واضح المعالم، فانطلقت المبادرات من هنا وهناك، لنعيش طقوسا أخرى للفعل الثقافي. بيت الشعر التونسي لم يبتعد عن الحراك رغم غلق مسارات الحركة في مفهومها المادي، ليعلن القائمون على هذا البيت برمجة دورة جديدة من "رمضانيات بيت الشعر التونسي" في نسخة اِفتراضية. دورة عربية و"حرصا على استمرارية التظاهرات المركزية لبيت الشعر التونسي، في ظل ما شهدته تونس كما أغلب بقاع العالم من تأثيرات الوضع الوبائي وضرورة الاِلتزام بالحجر الصحي، واِنعكاس ذلك على جميع المجالات، خاصة منها المجال الثقافي"، عمل فريق بيت الشعر التونسي خلال فترة الحجر على تنظيم تظاهرة "رمضانيات بيت الشعر" لهذا العام عن بعد بتقنية البثّ المباشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وقد تمّ التنسيق مع 76 ضيفا من شعراء وموسيقيين وإعلاميين، كما تمت استضافة ثلة من الشعراء التونسيين المقيمين في المهجر، ونخبة من الشعراء العرب من تسع دول هي الجزائر، المغرب، ليبيا، مصر، السودان، السعودية، الإمارات، عمان، الأردن لتأثيث عشر سهرات شعريّة وفنيّة في الفترة من 9 إلى 19 مايو/آيار 2020. الحجر الصحي بقدر ما كان عائقا في تأثيث سهرات عادية تجمع الشعراء والفنّانين مع الجمهور في فضاءات بيت الشعر، بقدر ما كان فرصة لتشريك عدد أكبر من المبدعين ومن عدّة دول وهو ما لا يمكن ضمانه في برمجة عادية نظرا لعدة أسباب مادية ولوجستية. إذن كان للحجر الصحي العام فوائده أيضا، من ذلك أن الشعراء والفنانين المشاركين التقوا افتراضيا وبطرق مختلفة وكلّ في بيته أو أي مكان يتخيّره لتأثيث سهرات جمعت صنوفا من الإبداع الشعري والموسيقي في تنسيق وتنشيط لثلّة من الإعلاميين والإعلاميات. بانورما من الصور والأصوات تتدفّق عبر خاصية "الفيديو نت" وجمهور يتابع من شتّى أنحاء العالم فعاليات سهرات عشرٍ كانت فرصة للوقوف عند عديد الإقرارات لعلّ أهمها أنّ الفعل الإبداعي لا يقف لمجرد انتشار مرض أو وباء، كما أنّ إنجاز لقاءات إبداعية ليس في الشعر فقط لا تقف أمامه الإمكانيات المادية بل يمكن بإمكانيات تُتيحها التقنيات الإلكترونية التي تشهد تطوّرا يوميّا مذهلا.وسهرات بيت الشعر التونسي، ومن منطلق الحرص على توثيق فعالياتها متوفرة على القناة الخاصة ببيت الشعر التونسية على موقع "اليوتيوب". شارك في سهرات بيت الشعر 55 شاعرة وشاعرا من داخل تونس وخارجها ومن مختلف المدارس والأجيال بينهم 34 شاعرا تونسيا مقيما في تونس و8 شعراء تونسيين مقيمين في المهجر، و13 شاعرا عربيا، كما تمّ تقديم 9 عروض موسيقيّة شارك فيها 13 موسيقيّا بين فنانين وعازف وأدار السهرات 9 صحفيين وصحفيين تونسيين. وتمّ خلال الدورة الأخيرة تفعيل شراكات مع مؤسسات ثقافية وطنية وعربية منها بيت الشعر الجزائري وبيت الشعر المغربي واتحاد الكتّاب التونسيين واتحاد كتّاب المغرب العربي والمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية وتظاهرة 24 ساعة شعر. رمضانيات بيت الشعر وتظاهرة "رمضانيات بيت الشعر" وكما يقدّمها مدير البيت الشاعر أحمد شاكر بن ضية هي "تظاهرة شعريّة وموسيقيّة تنتظم خلال شهر رمضان من كل سنة، وتعتبر من أهمّ التظاهرات التاريخية والمركزية لبيت الشعر التونسي، فقد تأسّست منذ أكثر من 20 عاما، واكتسبت فضلا عن طابعها الثقافي الإبداعي، طابعا ترفيهيّا وسياحيّا، فهي تندرج ضمن برنامج تنشيط مدينة تونس وإحياء لياليها الرّمضانية، وتتميز بالمراوحة بين الشعر وفنون شتّى أبرزها الموسيقى التونسية الأصيلة في أجواء تقليدية، تزيد طبيعة مقرّ البيت بفضاء "دار الجزيري" بالمدينة العتيقة، في منحها طابعا خاصّا وهو ما يرفع من نسب الإقبال عليها…" تأسس بيت الشعر التونسي كمؤسسة ثقافية وطنيّة مختصة، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1992 واِفتتح رسميّا في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1993 واِتّخذ من "دار الجزيري" وسط المدينة العتيقة، مقرّا. وهو أوّل بيت للشعر في الوطن العربي أنشأه وصاغ مشروعه الشاعر الراحل محمد الصغيّر أولاد أحمد وأداره من سنة 1993 إلى سنة 1998. ويهتمّ البيت بالشعر والشعراء في مجالات الكتابة، والنشر، والنقد، والتبادل الإقليمي والدولي. كما يقوم بتنظيم الأمسيات الشعرية والتظاهرات الفنية، ويستضيف أهمّ الشعراء والفنانين من داخل تونس وخارجها.

مشاركة :