اليمين المتطرف التهديد الأكبر الذي تواجهه ألمانيا | | صحيفة العرب

  • 5/28/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

برلين – حذر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الأربعاء من أن عدد جرائم معاداة السامية في بلاده ارتفع العام الماضي بنسبة 13 في المئة ملقيا باللوم الكامل في ذلك على المتطرفين من التيار اليميني. وكثفت ألمانيا جهودها للتصدي للجماعات اليمينية المتطرفة في الأشهر القليلة الماضية خاصة بعد أن قتل مسلح في مدينة هاله شخصين خارج معبد يهودي في أكتوبر في حادثة أثارت جدلا واسعا، لاسيما أنها جدت بعد حادثة اغتيال سياسي بعد حملة تحريض من قبل شعبويين. وقال زيهوفر وهو من المحافظين بولاية بافاريا “التهديد الأكبر في بلادنا يأتي من اليمين. هذا واقع، يتعين علينا أن نظل حذرين ونتصدى له”. وسجلت السلطات 2032 جريمة ذات صلة بمعاداة السامية العام الماضي بزيادة قدرها 13 في المئة عن عددها في 2018. وقال زيهوفر إن متطرفين من التيار اليميني ارتكبوا ما يربو على 90 في المئة من هذه الجرائم. وتأتي تحذيرات المسؤول الألماني بعد سلسلة إنذارات سابقة استهدفت تطويق تهديدات اليمينيين. وتضاعفت هجمات هؤلاء في الأشهر الماضية ضد اليهود والمسلمين على حد السواء، كما تنامت معاداة المهاجرين وهو ما يستدعي تدخلا أكبر من السلطات لمحاصرة المتطرفين. تحذير جادّ تحذير جاد وفي 19 فبراير قتل 9 أشخاص بالرصاص في مقهيين في مدينة هاناو قالت السلطات إنها تتعامل مع الحادثتين على أنهما هجومان إرهابيان يمينيان متطرفان. وعقب هذا الهجوم أدان شتاينماير الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، هذا الاعتداء، وعبّر عن حزنه العميق قائلا “إن الغالبية الساحقة من الشعب في ألمانيا تدين هذا الهجوم وكل أشكال التمييز العرقي والكراهية والعنف. لن نكفّ عن الدفاع عن التعايش السلمي في بلادنا”. ورجح مراقبون أن يكون هذا التصريح حملة دعائية سياسية حيث تم ربطه بملف الهجرة الذي كان وراء جل حملات التشكيك والانتقاد التي طالت المستشارة أنجيلا ميركل. ويستغل اليمين المتطرف ملف الهجرة للتشكيك في المؤسسات الألمانية والدفع نحو معاداة المهاجرين لاسيما المسلمين منهم. وكان الهجوم أحدث علامة على الصعود المقلق لأقصى اليمين المتطرّف في ألمانيا. وإضافة إلى ذلك، أظهر ردّ المؤسّستين السياسية والأمنية الهزيل على عمليات القتل هذه عدم قدرة ألمانيا مرة أخرى على التعامل مع التهديد المتزايد الذي يواجه مواطنيها وسكانها. وبالرغم من الحملات الأمنية الكبيرة والعديد من الإجراءات الأخرى إلا أن اليمين المتطرف لا يزال مثيرا لقلق كبير. ويخشى مراقبون أن تصل الأطراف التي تمثل خطاب الشعبويين على غرار حزب البديل من أجل ألمانيا إلى دوائر الحكم.

مشاركة :