خلطة سحرية

  • 7/1/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختصرت دورة ندالشبا سنوات نضجها وتطورها، وأصبحت في عامها الثالث مضرب الأمثال في كل شيء، داخل الملاعب وخارجها، وبالإمكان رصد الأسباب والعوامل التي صنعت هذا الواقع الجميل، لكن العبرة في مثل هذه الحالات بالصورة الكاملة التي بين أيدينا من الجمال والنجاح والتكامل، تماماً مثلما تنظر إلى لوحة فنية فتنبهر بجمالها بغض النظر عن فهمك لمدرستها الفنية أو العناصر والنسب والألوان التي سببت هذا الانبهار، فعليك أن تسعد بذاك الجمال أولاً وثانياً وثالثاً حتى أخيراً، بدلاً من الاستغراق في سره، لأن المعادلة البسيطة في ظاهرها تنطوي على خلطة تبدو سرية أو سحرية. ** ومن باب الاختصار، يمكن القول إنها بدأت من حيث انتهى الآخرون، وإن القائمين عليها يعمدون إلى السيطرة على كل صغيرة وكبيرة، من دون ترك شيء للمصادفة أو المفاجأة، وإن هناك احترافية عالية في الوفاء بكل متطلبات التنظيم والإدارة، من لحظة الوصول إلى لحظة المغادرة، سواء كنت مشجعاً أو مشاركاً، كبيراً أو صغيراً، رجلاً أو امرأة، مواطناً أو مقيماً، فالخدمة كما يقال 5 نجوم، والضيافة المتوفرة للجميع بمستوى عال من الرفاهية ترتفع بعدد النجوم إلى الرقم 7، ولا تخطئ البصيرة البصمة الإنسانية في مسابقة سلة الكراسي المتحركة التي تساوي بين الأصحاء والمعاقين، والرؤية البعيدة في الرهان على مسابقة القوس والسهم، والمبادرة الجديدة في استيلاد ونشر البادل تنس، وهذه المحصلة الغنية تجعلك في النهاية تتساءل: لماذا لا يتم استنساخ هذا النجاح في أماكن وأزمنة أخرى؟ }} في وجود دورة أصبح مسماها أولمبياد لتعدد وتنوع ألعابها وتجاوزالمشاركين فيها أربعة آلاف رياضي، واقتربت من عشرينيتها، أعني دورة نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي التي أصبحت بدورها نموذجاً في كل شيء، جاءت دورة ند الشبا لتفرض وجودها كأنها تقول للنجاح وجوه كثيرة، وبالإمكان أن يكون بين أيدينا دورتان وثلاث وأربع ناجحات، علينا أن نأخذ بالأسباب ونطبقها فقط. ومع الدورتين الرائعتين يستوجب الأمر الاقتناع بأن الساحة تتسع وتستوعب، وأن المنافسة المشروعة من شأنها أن تحقق في النهاية حالة من التكامل والتنوع والثراء لدى الجمهور الذي يستهدف المتعة، سواء من خلال المشاركة او الفرجة. }} ولا يمكن النظر إلى التفاصيل الصغيرة المبهرة في هذه الخلطة السحرية، من دون الرجوع إلى القيادة التي صنعت الرؤية وصاغت الهدف منذ اللحظة الأولى، فسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، راعي الدورة وداعمها الأول، حاضر بقوة طول الوقت وتستشعر دوره وتوجيهاته في كل عمل وكل خدمة وكل نقلة تشهدها الدورة، فضلاً عن مشاركته الفعلية في بعض المسابقات، وتشجيعه المستمر من خلال الحضور والمتابعة اليومية، فسموه نموذج رائع لكل شباب الإمارات، قبل أن يكون قدوة تحتذى في التنظيم والإدارة، ولذا لا عجب ولا غرابة إذا وجدنا هذا الإقبال من نجوم اللعبة الشعبية، وذاك الزحام من الجمهور بمختلف طوائفه، وهذا الرواج في المسابقات، وذاك التفاعل مع الفعاليات المصاحبة، وهذا البريق من الإعلام، وذاك الصدى في كل قطاعات الشارع الرياضي. ضياء الدين علي Email: deaudin@gmail.com

مشاركة :