تفاءلوا بالخير تجدوه، ردّدناها وردّدنا (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل)، والفرج قريب إن شاء الله إذا التزمنا بالضوابط الوقائية في الحل والترحال والاختلاط. الاختلاط وكسر المسافات في التجمعات والمجمعات وغيرها خطر على من يفعلونه وعلى أقرب الناس عليهم من أحبةٍ وأهلٍ حفظهم الله من كل شرٍ وسوء. نعترف بأن البعض استهان بالفيروس فراح ضحيةً لاستهانته وعدم وقايته، حدث ذلك لزعماء ومسؤولين في بلدانٍ مختلفة، وبعضهم استهان بالفيروس وانتقال العدوى فنقلها للأسف لأهله وأصدقائه ومحيطه القريب. الفرج قريب بإذن الله والتحوط واجب حين يرفع الخطر الذي سيظل موجودًا ويهددنا إذا لم نلتزم بما نعرف جميعًا من خطوات وقايةٍ وعناية. والاستهتار كما اكتشفنا مع انتشار الجائحة ظاهرة البلدان، فهناك فئات تستهين وتستهتر بالتعليمات، فهل جبلوا هؤلاء على كسر القانون والقيود حتى لو كانت لأجلهم ولأجل صحتهم وحمايتهم من فيروس لا يفرق بين أحدٍ في عدوانه؟ وهل الاستهتار والاستهانة والتقليل إلى درجة العدم من التحذيرات وعدم العمل بالإرشادات تستفز في بعض الفئات والجماعات شيئًا خفيًا داخل تكوينهم النفسي والسيكيولوجي، فلا يرتاحون إلا بعدم الالتزام بها وبأية إرشاداتٍ أو تحذيرات؟! هل للظاهرة علاقة بالتكوين التربوي والثقافي والاجتماعي، أم أنها ظاهرة فردية ظهرت مع (الجائحة) لتتسع دائرتها في بلدان وعواصم عديدة تختلف من حيث ثقافتها ووعيها وتعليمها ودرجاتها العلمية والاجتماعية؟ فالبعض كان يتسلل خفية فقط ليكسر حظرًا وتحذيرات وإرشادات هي بالأساس للمحافظة على صحته، والصحة كما نعلم أغلى ما يملكه كل إنسان، فكيف يتمرد الإنسان حتى على صحته ويهددها بفيروس فاتك وخطير؟! وكيف تستطيع هذه النزعة داخله أن تدفعه دفعًا قويًا لا يستطيع مقاومته أو رفضه لكسر الإرشادات والتعليمات، وهو يعلم علم اليقين كم هو خطير مثل هذا الكسر واختراق الإرشادات والوصايا؟ تركيبة الإنسان عجيبة درجة التناقض والتصادم، فهو يطلب ويلح على الشيء «أي شيء كان» وحين يحصل عليه يهمله، يستهتر به، ويخرج بعيدًا عنه. الطريف.. قرأت خبرًا في الصحف أن مسؤولة إقليم من أقاليمها اضطرت مع تكرار البعض هناك لكسر الحظر إلى اتخاذ قرار بعزل من يكسر الحظر في «بيت مسكون بالأشباح»، كما قالت. لعلها بهذا التحذير والتهديد تخيف أو ترعب المستغرقين في ظاهرة التمرد حتى على ما فيه المحافظة على صحتهم وحياتهم وسلامتهم. صحيح أن «بيت الأشباح» هو بيت مهجور لكنه بلا أشباح وبلا جن كما أشاعوا، لكنها حيلة اضطرت المسؤولة لاستخدامها ونشرها لعلها تستطيع ضبط من يُعانون من ظاهرة كسر التعليمات، وهي ظاهرة تحتاج إلى بحوث حادة علمية واجتماعية سوسيولوجية تفككها وتعيد تركيبها على نحوٍ نستطيع فهمها وسير أغوارها والوقوف على أسباب هكذا تكوين نفسي وتركيب اجتماعي مسكون بهاجس «كسر التعليمات» حتى لو كانت تعليمات من أجل الحفاظ على صحته بل على حياته وحياة أقرب وأحب الناس إلى قلبه كما أشرنا. ونعود من حيث بدأنا ونقول لعل الفرج قريب بإذن الله وسيقترب أكثر وأكثر كلما التزمنا بالإرشادات والوصايا الوقائية.. حفظكم الله.
مشاركة :