ذكر تقرير عمل الحكومة الذي تم تقديمه إلى الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني للمراجعة أن الصين أحرزت التقدم بخطوات هامة في الإصلاح والانفتاح في العام الماضي وستقوم بدفع الانفتاح الأعلى مستوى على العالم الخارجي. كما أكد التقرير أن الصين ستنفذ التشارك في بناء “الحزام والطريق” بصورة عالية الجودة. وفي هذا السياق، تعد الدول العربية الواقعة على طول “الحزام والطريق” شريك تعاون رئيسي للصين في شتى المجالات. ومع إبداء الجانبين لرغبة أقوى في دفع البناء المشترك للحزام والطريق وهما يتحليان بعزيمة تتحدى الصعاب، أعرب بعض الخبراء الصينيين والعرب عن آرائهم وتطلعاتهم تجاه دفع البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين والعالم العربي. — الصداقة الوطيدة هي الأساس “إن أخاك من آساك”، هكذا قال شيويه تشينغ قوه البروفيسور بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين في حديثه عن الصداقة التي تجمع بين الجانبين الصيني العربي. شيويه تشينغ قوه البروفيسور بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين وذكر شيويه أن الدول العربية صديق وشريك حميم للصين والصداقة بينهما تتجسد في مساندتهما لبعضهما البعض في السراء والضراء مثل تضامنهما سويا عند تفشي كوفيد-19. ففي أصعب الأوقات التي مرت بها الصين خلال تفشي الجائحة، قدمت العديد من الدول العربية المساعدة للصين في أسرع وقت ممكن. والآن، عادت الصين تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وأخذت تقدم المساعدة للدول العربية. وأضاف شيويه أن مد الصين يد العون للدول العربية لمكافحة كوفيد-19 لا يعكس فقط الصداقة الصينية العربية، وإنما أيضا مسؤولية الصين كدولة كبرى، وهو ما يسهم في تعزيز أواصر هذه الصداقة الوطيدة. فـ”المساعدة المتبادلة تعد بمثابة روح قيمة ونفيسة”، حسبما قال شيويه. ومن جانبه، أكد عبدالعزيز الشعباني، الكاتب السعودي والخبير في الشؤون الصينية، إن تاريخ العلاقة بين الصين والعرب قديم قدم التاريخ، ومبادرة الحزام والطريق جاءت لتحيي هذه العلاقة من جديد وبطريقة أكثر قوة وبشكلٍ عصري خصوصاً وقد أصبحت الصين البلد الاقتصادي الثاني عالمياً. عبدالعزيز الشعباني الكاتب السعودي والخبير في الشؤون الصينية — مواصلة الإنتاج والابتكار لإعادة تحريك الاقتصاد كان لكوفيد-19 تأثيرات سلبية على دول العالم كافة ومن بينها الدول العربية في مجالات الصحة والاقتصاد والتجارة وغيرها. ونتيجة لذلك، توجهت بعض الشركات الصينية العاملة في بلدان عربية إلى وسائل إنتاج خاصة من أجل إعادة تحريك الاقتصاد ومكافحة المرض. “وفقا لما أعرفه، فإنه في ظل تفشي كوفيد-19 في مصر، قامت بعض الشركات الصينية المشاركة في مشاريع الحزام والطريق بإنتاج أقنعة للوجه، وهو ما ساهم بدوره في مكافحة كوفيد-19 وزيادة فرص العمل وإعادة تحرك الاقتصاد في مصر وسط الجائحة”، حسبما ذكر ما شياو لين، البروفيسور في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، ومدير معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط. ما شياو لين البروفيسور في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية ومدير معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط وأشار ما شياو لين إلى أن مشاريع مبادرة الحزام والطريق في مصر ومنها على سبيل المثال تلك الجارية في العاصمة الإدارية الجديدة تعد نموذجا بارزا لاستقرار المشاريع المقامة في إطار المبادرة والتي تصب في صالح الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، وهو ما يجعل الجانبين الصيني العربي يتمتعان برؤية أقوى للتعاون. وتعقيبا على ما قاله ما شياو لين بأن بعض الشركات الصينية العاملة في الدول العربية لم توقف عملها وساهمت في الوقت ذاته في مكافحة المرض. عبر عبدالعزيز الشعباني عن وجهة نظره لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا “لا شك أن قيام الشركات الصينية المستثمرة في بعض الدول العربية بالمساعدة في مكافحة كوفيد-19 يأتي من باب التعاون في كل ما من شأنه تجاوز هذه المحنة للاستمرار في كل الخطط المرسومة مسبقاً للنهوض بالمشروعات الجبارة التي ستخلق مستقبلاً جيداً لكل الأطراف في كل القطاعات التي يُستثمر فيها وتكون في صالح شعوب الدول المتعاونة”. وتابع الشعباني قائلا إنه “يُحسب للجانب الصيني أنه لم يتوان أو يتقاعس في المشاركة بخبرته ومعرفته بكل ما يتعلق بهذه الجائحة من إجراءات وسُبل وقاية وما إلى ذلك، وهذا يتجاوز التعاون الاقتصادي والتجاري إلى التعاون الإنساني العميق، ولعلها تكون نقطة مضيئة في تاريخ مبادرة الحزام والطريق من منطلقات وجوانب أخرى”. ولفت الشعباني إلى أن المشاريع لم تتوقف بشكلٍ تام ولكن كانت هناك إجراءات احترازية اتُخذت في المقام الأول لتخفيف وطأة الجائحة التي أثرت على مشاريع العالم ككل، وواصلت تلك المشاريع العمل بطرق وبدائل أخرى. — حاجة للنهوض بالاقتصاد بعد تراجع حدة الجائحة والآن تشهد بعض دول العالم انخفاضا في حدة جائحة كوفيد-19، وبات لديها حاجة كبيرة إلى إعادة تدوير عجلة الاقتصاد. وفي هذا الصدد، تحدث الباحث والمحلل الاقتصادي خالد الزبيدي عن رأيه لـ((شينخوا)) قائلا إن الأردن يعي تماما أهمية التعاون مع الصين، وهناك مشاريع صينية في الأردن، توفر الكثير من الفرص والإيرادات على مستوى المشاريع للدولة الأردنية. خالد الزبيدي مدير تحرير في صحيفة الدستور الأردنية وكاتب مقالة يومية فيها ورغم تعثر هذه المشاريع على مدى شهرين بسبب الإغلاقات الناتجة عن مكافحة فيروس كورونا، لكن الزبيدي قال إن “الاقتصاد بدأ يعود تدريجيا، وأعتقد أنه خلال الشهور القادمة ستتضح الصورة أكثر وهنا يأتي الدور الصيني في التقدم أكثر في هذا المجال وتوطيد العلاقات الاستثمارية والتجارية مع الجانب الأردني. وأعتقد أنا سنرى تقدما إضافيا، خاصة أن الأردن مهتم بالمشاريع الصينية الكثيرة ونأمل أن نرى مشاريع بنوع مختلف في الاقتصاد الأردني في مجالات السكك الحديدية والنقل والبنى التحتية”. وأفاد ما شياو لين بأن كوفيد-19 هو مرض ظهر بالصدفة وسوف تتمكن البشرية من التغلب عليه، لافتا إلى أنه “نظرا لكون الصين محرّكا مهما للاقتصاد العالمي، فإن حاجة الدول العربية الواقعة على طريق الحرير القديم إلى التعاون مع الصين ستبرز بشكل أكبر لأن بناء وتنمية الاقتصاد يشكلان الموضوع الدائم خاصة بعدما خفت حدة الجائحة التي تعرضنا لها. وتأتي مبادرة الحزام والطريق لتوفر منصة مهمة للدول الساعية إلى تنمية اقتصادها”.
مشاركة :