السيسي يتعهد تشديد القوانين وتنفيذ الإعدامات بحق «الإخوان»

  • 7/1/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس تنفيذ أحكام الإعدام التي تصدر بحق جماعة «الإخوان المسلمين»، في تأكيد على غلق أي باب للمصالحة، والمضي في طريق اجتثاث الجماعة التي حملتها السلطة مسؤولية اغتيال النائب العام هشام بركات، كما وعد بإجراء تعديلات على قوانين لضمان سرعة التقاضي. وأقيمت أمس مراسم جنازة عسكرية للنائب العام بعد يوم من وفاته متأثراً بجروحه، جراء استهداف موكبه بسيارة ملغومة. وتقدم الجنازة التي خرجت من مسجد المشير حسين طنطاوي في ضاحية التجمع الخامس (شرق القاهرة) الرئيس السيسي وسلفه رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور ورئيس الحكومة إبراهيم محلب وشيخ الأزهر أحمد الطيب، إضافة إلى عددٍ من الوزراء وكبار رجال الدولة، قبل أن يوارى الجثمان الثرى في مدافن عائلة الفقيد في حي مدينة نصر (شرق القاهرة). وبركات هو أرفع مسؤول يتم اغتياله منذ اغتيال رئيس البرلمان رفعت المحجوب في القاهرة العام 1990، ما أثار عاصفة من الجدل حول من يقف وراء الحادث، وعدم قدرة الشرطة على تأمين مسؤول بارز بحجم بركات. كما أثار الحادث موجة من التشدد حيال جماعة «الإخوان المسلمين». وطالب قضاة وشخصيات عامة بتعديل قانون الإجراءات الجنائية لتقليص مدد التقاضي في المحاكمة، أو إصدار قانون لمكافحة الإرهاب، وهو ما وعد السيسي بإنجازه خلال أيام في تصريحات على هامش الجنازة. ونبه السيسي في تصريحاته إلى أن «يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين». وقال بلهجة غاضبة: «نحن لن ننتظر على هذا الوضع. سنعدل القوانين التي تجعلنا ننفذ القوانين والعدالة في أسرع وقت ممكن. خلال أيام ستعرض قوانين الإجراءات الجنائية التي تجابه التطور الذي نواجهه. نواجه إرهاباً يجب أن يكون لدينا قوانين ومحاكم تواجهه». وأضاف: «لن نظل خمس سنوات وعشر سنوات نحاكم الناس التي تقتلنا. هم يصدرون الأمر وهم داخل القفص، ويتم تنفيذ الحكم»، في تحميل لقادة جماعة «الإخوان» المحبوسين مسؤولية الاغتيال، وأضاف: «ونحن ننفذ القانون، سنحترم القانون، لكن سنجعله يجابه الإرهاب، وهذا مع السلطة القضائية». وتوعد بتنفيذ أحكام الإعدام بحق قادة «الإخوان» وعدم المواءمة مع انتقادات الخارج، قائلاً: «دم الشهيد في رقابنا جميعاً، الجيش والشرطة والقضاء والإعلام. من ارتكب الجريمة كان يريد النيل منا وإرسال رسائل بعدم قدرتنا. حتى الآن لم ننفذ أي إجراءات استثنائية، وأنتم لا تعرفون كيف هي يد الدولة. سننفذ أحكام القانون وأحكام القضاء، حين نصدر حكماً بالإعدام سيتم تنفيذ حكم الإعدام، وحين نصدر حكماً بالمؤبد سننفذ حكمَ المؤبد. اليوم قبل غدٍ ونحن جاهزون لتنفيذه». وتابع: «لا نراعي الداخل والخارج، وإنما قبل أي شيء نراعي الله والمصلحة الوطنية. مصلحة مصر. وما تم اتخاذه خلال العامين الماضيين كان الهدف منه مصلحة مصر. لا نعمل حساب سوى للمصريين. طالما أنتم على قلب رجل واحد، باستثناء أهل الشر، فسنقف في مواجهة الدنيا كلها، ولا أحد يمكنه أن يحارب شعباً». وشدد على «أننا لسنا مرتبكين ولا مهزوزين ولا مرتعشين. هناك غضب وحزن، لكن المصريين شعب عظيم لن تؤثر فيه مثل تلك الحوادث. وأقول لكل المصريين إن هذا البطل سقط حتى تعيش مصر، ونحن مستعدون كلنا أن نسقط وتبقى مصر»، داعياً إلى «ضرورة التكاتف لأننا نجابه حرباً ضخمة جداً وعدواً خسيساً يحتاج منا كلنا أن نقف معاً. ما حدث كنا نعلم أنه سيحدث، وكنا مستعدين لأن نتحمل ثمنه كي يعيش 90 مليون مصري. هذا أمر ليس جديداً علينا ولن يكون جديداً، هذا ثمن يدفعه المصريون. هذه معركتنا كلنا وسنسقط فيها من الجيش والشرطة والقضاء والإعلام. هذا أمر لن ينتهي وهذا لا يعني أننا سنتركهم». وتحدث إلى مجموعة من القضاة ووكلاء نيابة التفوا حوله بعد الجنازة، منوهاً إلى أن «الدولة لا تتدخل في عمل القضاء وشؤونه. لكن لا المحاكم بهذه الطريقة وهذه الظروف ستنفع ولا القوانين في هذه الظروف ستنفع. هذا الكلام ينفع مع الناس العاديين». وشدد على ضرورة «سرعة الانتهاء من إعداد مشاريع تعديلات القوانين تمهيداً لإصدارها. لن أقوم بتقديم واجب العزاء اليوم، وإنما سيتم ذلك عقب إصدار القوانين التي تمكن المصريين جميعاً من القصاص ممن يريقون دماء الشهداء». وما إن شيعت الجنازة، حتى اجتمع رئيس الوزراء إبراهيم محلب بوزير العدل أحمد الزند للبحث في التشريعات والتعديلات القانونية التي سيتم إجراؤها. وأفيد بأن هناك اتجاهاً إلى إجراء تعديل يلغي درجة من درجات التقاضي في قضايا الإرهاب، بحيث تتولى محكمة النقض إعادة المحاكمة في حال قبلت الطعن على الأحكام التي تصدرها محكمة أول درجة. وأعلن وزير العدل إلغاء الإجازة القضائية خلال الصيف هذا العام، للانتهاء من جميع القضايا المنظورة أمام المحاكم. وقال في تصريح أثناء تشييع الجنازة: «سنعمل كقضاة بكامل طاقتنا خلال هذا الصيف من أجل روح الشهيد المستشار هشام بركات». وأضاف أن «القضاة ماضون في رسالتهم، ولا يهابون الموت. لا نخاف من الموت، وقد أكون أنا التالي بعد هشام بركات وأرحب بذلك. وإن كان الهدف من ذلك هو إسكات مصر فمصر لن تسكت».

مشاركة :