أعلنت مجموعة "بوينج" الأمريكية لصناعة الطائرات أنها استأنفت إنتاج طائراتها من طراز "737 – ماكس" الممنوع من التحليق منذ أكثر من عام بعد كارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصا. ووفقا لـ"الفرنسية" لا يعد هذا الإعلان أن عودة هذه الطائرة إلى الأجواء وشيكة إذ لا يزال يتعين على "بوينج" الحصول على موافقة سلطات الطيران المدني على التعديلات التي أدخلتها على هذا الطراز ولا سيما نظام تعزيز خصائص المناورة المتهم بالتسبب في الحادثين المميتين. وكانت سلطات الطيران العالمية قد أمرت بوقف تحليق "737 ماكس" في أعقاب تحطم طائرة من هذا الطراز تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في آذار (مارس) 2019 في ظروف مشابهة لحادث تحطم طائرة من الطراز نفسه تابعة لشركة لايون إير في تشرين الأول (أكتوبر) 2018، في كارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصا. ويتعين على "بوينج" إخضاع الطراز المعدل لرحلة تجريبية تشرف عليها سلطات الطيران المدني الأمريكية، وكانت مصادر في هذه السلطات قد قالت لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي إن هذه الرحلة التجريبية لن تجرى قبل حزيران (يونيو) ما يعني أن "بوينج" لن تتمكن على الأرجح من الالتزام بالجدول الزمني الذي كانت تأمل الالتزام به والذي ينص على عودة "737 – ماكس" إلى التحليق بحلول منتصف عام 2020. وأعلنت مجموعة الطيران العملاقة في بيان صدر في مقرها في مدينة سياتل أمس الأول، أن "برنامج 737 استأنف تجميع الطائرات بوتيرة بطيئة، منفذا في الوقت نفسه أكثر من عشر مبادرات تهدف إلى تحسين سلامة بيئة العمل وجودة المنتجات". وكانت "بوينج" قد علقت إنتاج طراز "737 – ماكس" في كانون الثاني (يناير) في محاولة منها لتخفيف التوترات الحادة التي كانت قائمة بين دنيس مويلنبرج رئيسها التنفيذي السابق من جهة وسلطات الطيران المدني وشركات النقل الجوي من جهة أخرى. وقبل تعليق الإنتاج أنتجت "بوينج" 400 طائرة من طراز "737 – ماكس". يذكر أن "بوينج" تواجه أزمة مزدوجة نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19 التي أدت إلى انهيار صناعة الطيران والنقل الجوي في العالم، إلى جانب التداعيات المستمرة لأزمة وقف استخدام طائراتها من طراز بوينج 737 ماكس بعد تحطم طائرتين من هذا الطراز ومقتل 346 شخصا في إثيوبيا وإندونيسيا. وعلى أثر ذلك أعلنت الشركة اعتزامها فصل 6770 عاملا في الولايات المتحدة، وذلك بعد موافقة آلاف العمال بالفعل على ترك العمل اختياريا خلال الأسابيع الأخيرة. وقال ديف كالهون الرئيس التنفيذي للشركة في رسالة للموظفين عبر البريد الإلكتروني "وصلنا إلى اللحظة المؤسفة التي نضطر فيها إلى بدء عملية تسريح قسري" للعمال. وكان انهيار نشاط النقل الجوي قد أضر بشركات الطيران وهي العميل الرئيس لشركة بوينج. وكانت "بوينج" قد أعلنت في نيسان (أبريل) الماضي اعتزامها خفض قوة عملها 10 في المائة. وتراجع سعر سهم "بوينج" خلال تعاملات أمس الأول، 0.3 في المائة.
مشاركة :