الشمول المالي، وبنك الفقراء هو الحل الوحيد لمشكلة الفقر في المجتمع، وخاصة في أزمة كورونا ويعتبر مسؤولية الجميع بما فيها الجهات المسؤولة عن الفقر، وخاصة عند تاسيسه في المناطق البعيدة، والقرى النائية، والاستفادة منه في حل مشكلة ذوي الدخل المحدود والمحتاجين، وقدمت دولة بنجلاديش نموذجا نجحا في إيجاد توازن مالي بين الغني والفقير. وقد أسس الخبير المالي، والاقتصادي محمد يونس بنك الفقراء في بلده بنجلاديش عام 1983م بأسم (مصرف جرامين Grameen Bank) وتعني بالبنغالية مصرف القرية، وكان أول مصرف في العالم يقوم بتوفير القروض للفقراء، والمحتاجين من دون أي ضمانات مالية، وإشراك الفرد والاسرة، والمجتمع الفقير في منظومة الاقتصاد المالي. لقد حقق البنك نجاحًا كبيرا في تأسيس المشروعات الصغيرة وفق أهدافه الاجتماعية، كما قام بتسويق المنتجات الوطنية، خاصة الناتجة عن المشاريع الزراعية، والصناعية الريفية في المجتمعات الفقيرة، وذات الكثافة العمالية داخل، وخارج بنجلاديش، إلى جانب دعم الأعمال، والصناعات الريفية، وتمويل منتجاتها التقليدية. وتم تصميم نظام مصرفي جيد للفقراء في ذلك البلد من أهل الريف، وتوفير الموارد المالية لهم بأساليب، وشروط ميسرة ومناسبة، وحقق نهضة تنموية كبيرة، ومشروع ناجح، وساهمت حكومة بنجلادش بنسبة 60% من رأس المال، و40% للفقراء من المقترضين الصغار، وفي عام 1986م صارت النسبة 25% للحكومة، و75% للمقترضين الفقراء. فتجربة بنجلاديش في مكافحة الفقر، وفكرة(بنك الفقراء)تعتبر نوع من الضمان الاجتماعي، وحققت نتائج ايجابية في الحد من الفقر عن طريق تقديم قروض صغيرة للافراد والاسرة، والمجتماعات الفقيرة دون شروط، وضامن مالي، مما مكن آلاف منهم في الكثير من الدول الخروج من الفقر وتحسين مستوى معيشتهم. وقد صمم البنك برنامجا خاصا لتأهيل المتسولين ليصبحوا مندوبي تسويق، وانضموا للعمل في البنك، واصبحوا مندوبي تسويق، وتم تعميم الخدمات المالية لمختلف أفراد المجتمع حسب احتياجاتهم، ومتطلباتهم بعدالة وشفافية، وتجسيدا للشمول المالي في جميع الدول، وتعزيز وتعميم الشمول المالي في المستقبل لشرائح المجتمع الضعيفة. ولنا في برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) القدوة الحسنة، وهو منظمة إقليميه أسسها الأمير طلال بن عبدالعزيز – رحمه الله – وتسهم في الحد من الفقر، ودعم مجتمع الفئات الضعيفة وتعزيز أهداف التنمية المستدامة 2030م، وتحقيق الشمول المالي للأشخاص المهمشين، وبناءِ الإنسان للمشاركةِ في تقدمِ مجتمعه، والمساهمة في حل مشكلاته الاجتماعية والاقتصادية. وأطلق ( أجفند) مبادرتَه بتأسيس بنوكِ الفقراء في المنطقةِ العربية، وتفعيل الشُمول المالي، وتأسيسَ 14بنكاً في أفريقيا بالتعاون مع المصرف العربي للتنميةِ، ونجحت البنوك بامتياز في تحقيق التنمية المستدامة، وقدمت خدماتها لاكثر من 4ملايين مستفيد بمبلغ 600 مليون دولار، ومنتجات مصرفية وادخار، وقروض صغيرة، وتعليم ومساكن، وتأمين صحي. ونتمنى ان تطبق تجربة، وفكرة بنك الفقراء في المملكة كأحد برامج الشمول المالي، وباعتبار أن المملكة من أهم الدول التي تسعى إلى تعزيز، وتطوير قطاعها المالي، وتحقيق الشمول المالي لجميع شرائح المجتمع في ظل مبادرات الرؤية السعودية2030م، والتي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتوجيهات خادم الجرمين الشريفين الملك سلمان – حفظهم الله – احمد بن عبدالرحمن الجبير مستشار مالي عضو جمعيه الاقتصاد السعودية Ahmed9674@hotmail.comمرتبطالمشاركة
مشاركة :