باريس - أكدت الخارجية الفرنسية أن الوضع في ليبيا مزعج للغاية على خلفية التدخل التركي على خط الأزمة ووسط مساعي روسية لإيجاد موطئ قدم جنوب المتوسط، وهو ما يشكل خطرا على النفوذ الغربي في المنطقة. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أسفه لـ"سَوْرَنة" النزاع في ليبيا، داعياً طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ "الأزمة تزداد سوءاً لأنّنا -وأنا لست خائفاً من استخدام الكلمة- أمام سورنة لليبيا". وأوضح الوزير الفرنسي أن التدخل التركي لدعم حكومة الوفاق برئاسة السراج ساهم في مزيد تعقيد الوضع في ليبيا وصعد من العنف كما عرقل مساعي السلام تحت غطاء المجتمع الدولي، مشيرا إلى العدد الكبير من المرتزقة السوريين الذي يحاربون باسم الجيش التركي. وشدّد الوزير الفرنسي على خطورة الوضع في ليبيا الواقعة قبالة السواحل الجنوبية لأوروبا. وقال "لا يمكننا أن نتصوّر نزاعاً من هذا النوع: (سورنة) على بُعد 200 كلم من السواحل الأوروبية"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يهدّد "أمننا وأمن الجيران، بمن فيهم تونس والجزائر". وطالب لودريان طرفي النزاع الدائر في ليبيا باحترام اتفاق برلين المبرم في يناير والذي ينصّ على العودة إلى وقف لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية. وقال "يكفي تنفيذه (الاتفاق)، ومن ثم احترام حظر (الأسلحة المفروض على ليبيا)، وبعدها انسحاب القوات الأجنبية" من هذا البلد. ولفت لودريان إلى أنّه سيبحث الوضع في ليبيا مع نظيره الإيطالي الأسبوع المقبل في إيطاليا. وجاء الموقف الفرنسي تجاه الوضع في سوريا ليسلط الضوء على مخاوف أوروبية حقيقية من التواجد الروسي في المنطقة والذي يبحث عن نفوذ له من بوابة الأزمة الليبية جنوب المتوسط. وكات التحرك الروسي مصدر إزعاج للإدارة الأميركية، حيث اتهم الجيش الأميركي روسيا بنشر طائرات مقاتلة في ليبيا. وفي بيان شديد اللهجة، قالت القيادة الأميركية الإفريقية (أفريكوم)، إن الطائرات العسكرية الروسية وصلت إلى ليبيا مؤخراً من قاعدة جوية في روسيا عبر سوريا. من جهتها، وصفت روسيا الزعم بأنه مجرد "معلومات مضللة".
مشاركة :