«مبادرات محمد بن راشد».. قصص ملهمة

  • 5/29/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعطى إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نتائج التقرير السنوي لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لعام 2019، ضمن فعالية جرت مؤخراً بتقنية الاتصال المرئي عن بُعد وتم بث أبرز محطاتها عبر القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية، حافزاً نوعياً جديداً لمشاريع ومؤسسات العمل الخيري والإنساني والإغاثي حول العالم بفعل الأرقام والإنجازات الهامة التي سجلها التقرير. وبيّنت نتائج التقرير تخصيص مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خلال عام 2019 مبلغ 1.3 مليار دولار لمشاريع وبرامج إنسانية نفذتها في 108 دول وانعكس أثرها الإيجابي على أكثر من71 مليون شخص حول العالم. كما أفسحت المؤسسة المجال لحوالي 125 ألف متطوع للمشاركة في العمل الخيري والإنساني وقدمت جوائز خيرية وإنسانية عام 2019 بقيمة 26 مليون درهم. ومن القصص المؤثرة في محور المساعدات الإنسانية والإغاثية قصة عرقية الغواراني الذين نزحوا عن أراضيهم ليصطدموا بغياب أبسط مقومات الحياة في الأماكن الجديدة التي انتقلوا إليها، هم السكان الأصليون لغابة الـ 400 مليار شجرة التي توفر أكثر من 20 بالمائة من أكسجين الأرض وتشكل رئة الكوكب. نزحوا من موطنهم الأثير في الغابة المطيرة، حيث يجري نهر الأمازون أغزر أنهار العالم وثاني أطولها على امتداد 6600 كيلومتر، بحثاً عن الرزق بعد حدوث حرائق هائلة متكررة أكلت الأخضر واليابس في قراهم على مدى عقود. هؤلاء هم شعب الغواراني. 300 أسرة منهم انتهى بها مطاف النزوح جنوباً في حي باراجيم بقرية تيوندي بورا قرب مدينة ساو باولو جنوب البرازيل، ليجدوا الصورة الخيالية «الماء محيط من كل صوب وليس من قطرة للشرب»، التي رسمها قبل قرون الشاعر صامويل تيلور كولريدج في قصيدة «الملّاح القديم»، حقيقة مرّة ماثلة أمامهم في هذا المكان الواقع على تخوم أكبر حوض مائي في العالم تتجاوز مساحته 7 ملايين كيلومتر مربع. هنا عانوا لعشرات السنوات من شح مياه الشرب التي كانت تأتيهم من محطة وحيدة تعمل حيناً وتتوقف أحياناً بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يشغلها، فيضطر أهل الحي وأطفاله إلى شرب مياه معرّضة للتلوث. ومن يختار منهم الذهاب إلى النبع البعيد لجلب مياه الشرب قد يعرّض نفسه وأسرته أيضاً لخطر التسمم بمياه الصرف الصحي التي قد تفيض على مجرى النبع. ولأن الماء النقي هو أساس الحياة، تولت «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية»، في إطار مشاريعها الهادفة لتمكين المجتمعات الهشة والمهمشة وإغاثة النازحين واللاجئين والمحتاجين في الوطن العربي والدول النامية والعالم، توفير محطتين مركزيتين لتنقية المياه باستخدام الطاقة النظيفة. تحل الأولى محل المحطة القديمة العاملة بالطاقة الكهربائية، فيما أقيمت المحطة الثانية عند رأس النبع الذي يغذي القرية. وإلى جانب عمليات ضخ مياه الشرب على مدار الساعة باستخدام الطاقة الشمسية، تقوم المحطتان بتنقية المياه باستخدام التكنولوجيا الكهروضوئية والأشعة ما فوق البنفسجية لضمان توفير مياه صالحة للشرب لأفراد هذا المجتمع. واستكمالاً للإجراءات الصحية، زودت المؤسسة مدرسة القرية بنظام جديد لمعالجة مياه الصرف الصحي يعمل بالطاقة الشمسية هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة. كما نظمت مجموعة فحوصات طبية مجانية استفاد منها 3000 شخص وشملت كشوفات مشاكل البصر والأمراض الوبائية والمزمنة، لتتوج عملها مع هؤلاء المنسيين بتوزيع حزم من المواد الغذائية الأساسية التي تعينهم، تأكيداً على أخوّة البشر والتضامن مع الإنسان في كل مكان. قصة أخرى من مصر هذه المرة للسيدة المسنة فوز، التي كانت ترى كد زوجها وكدح أبنائها في طلب الرزق بعرق الجبين من الفجر حتى المغيب كل يوم، فتتمنى لو تجد طريقة لتعاونهم وتوفر مصدر دخل إضافي للأسرة المنتجة، يساهم في تحقيق الحد الأدنى من اكتفائها وتلبية احتياجاتها الأساسية. وفي قريتها، كان الكثيرون يربون المواشي التي توفر لهم إمكانية إنتاج الألبان والأجبان ومشتقاتها، وبيعها طازجة بشكل يومي في سوق القرية أو لتجارها أو للقادمين إلى السوق الزراعي الأسبوعي من البلدات والمدن المجاورة. حاولت كثيراً اقتراض ثمن بقرة لكنه مبلغ كبير بالنسبة للأسر محدودة الدخل، فيما المصارف تطلب ضمانات لقاء القرض، ولا تقبل اعتبار بيتها المتهالك ضمانة مقبولة. وجرّبت مراراً مبدأ الجمعية حيث يساهم عدد من المعارف بمبلغ شهري يقبض مجموعه شخص من المجموعة كل شهر، لكن ما إن يحين دورها لقبض المبلغ المتواضع حتى تستهلكه حالة طارئة من عملية جراحية لعزيز أو المساعدة في سداد دفعة قرض متأخر لقريب، حتى لا يتم الحجر على أرضه الزراعية التي سبق له أن رهنها مقابل القرض. وجاءت قافلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية لتكسر هذه الحلقة المفرغة في حياة السيدة فوز، وقدمت لها رأس ماشية تكون لها مصدر الدخل الإضافي الذي أرادته دائماً ولم تستطع توفيره لأسرتها. كما عاونها أحد أعضاء الوفد التابع للمؤسسة في ترميم منزلها وتدعيم بناه التحتية. ولقاء حرصها وتفانيها في مساندة أسرتها وابتكار حلول منتجة مستدامة تدعم أفراد العائلة وتوفر لها احتياجاتها الأساسية، تم اختيار السيدة فوز ضمن قائمة الأمهات المثاليات في المهرجان الدولي للأم المثالية الذي ترعاه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.

مشاركة :