ينما لا يزال العالم يكافح تفشي وباء «كوفيد ـ 19»، أعرب قادة 50 دولة عن تطلعهم إلى عالم يسوده «التعاون» ويتميز اقتصاده بمزيد من «الصلابة» في مرحلة ما بعد الوباء، وذلك خلال مؤتمر واسع للأمم المتحدة انعقد عبر آلية الفيديو كونفرنس، مساء أمس الخميس، وفي غياب ثلاث دول كبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا). واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، في كلمة مسجّلة أمام المؤتمر الذي دعت إليه كندا وجامايكا، أنّ الهدف هو وجوب «عدم ترك أحد في الخلف». وبدوره، قال رئيس جنوب إفريقيا ،سيريل رامابوزا «يتوجب علينا أن نكون مبتكرين، والتفكير خارج الصندوق»، مستعيداً بذلك دعوات رئيسي وزراء كندا وجامايكا، جاستن ترودو واندرو هولنس. وأعرب أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن السعادة بمشاركته في «اجتماع تضامني»..وبعد دعوته إلى تعليق ديون الدول الأكثر هشاشة، طالب «بالذهاب أبعد بإقرار) تدابير لخفض الديون في إطار تضامني يرتكز على الاحتياجات والشفافية» . وقلل أمين عام الأمم المتحدة من أثر عدم إلقاء قادة الولايات المتحدة والصين وروسيا كلمات. ولم يكن بإمكان هذه الدول الثلاث المشاركة على مستوى رفيع بسبب إشكالات على مستوى جداول الأعمال، ولكنّها ستشارك في مجموعات العمل الست التي تشكلت في أعقاب المؤتمر مساء أمس، وحددت مواعيد لانعقادها في نهاية شهر يوليو/ تموز، ومنتصف شهر سبتمبر/أيلول، ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول. وستكون من مهام هذه المجموعات العمل بشكل خاص على مسائل هشاشة الدول النامية، والاستقرار المالي، والمواءمة بين سياسات إعادة الإعمار وأهداف التنمية المستدامة المحددة لعام 2030. وعدد تلك الأهداف 17، وهي تغطي مجالات شتى على غرار المناخ، التنوع البيئي، المياه، الفقر، المساواة بين الجنسين، الازدهار الاقتصادي، السلام، الزراعة والتربية، فيما اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنّها «صارت بالغة الأهمية اكثر من اي وقت مضى» وشددت خلال المؤتمر على أنّه «يتوجب العمل والكفاح سوياً». واعتبر الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنّ الأزمة الحالية يمكن أن تشكّل «فرصة» لتطوير اقتصاد «أكثر صلابة»، يعزز مكافحة تغيّر المناخ على وجه الخصوص.
مشاركة :