غرِّدما إن دقت الساعة السادسة صباح يوم الخميس الموافق 5/10/1441هـ إلا وخرج الناس زرافات ووحدانا يزدحمون في الشوارع ويملؤون الحدائق والمنتزهات وتعج بهم الأسواق والمولات والمكتبات , دون تقيد بألية التباعد الاجتماعي أو المسافات الآمنة بينهم ودون اكتراث بأدوات التعقيم أو الكمامات والقفازات إلا ما ندر وقليل ما هم . يخيل لك معها أن الخطر قد زال إلى غير رجعة ,وأن الفيروس قد رحل وتلاشى , وأن كورونا قد أصبحت خبر بعد عيان ,وها قد حان الوقت لنعود كما كنا , سلام بالأيدي وقبلات في الوجوه وتجمعات شبابية ولقاءات عائلية ومناسبات عامة وخاصة . ولكن من هذا تفكيره فقد جانبه الصواب ,فجائحة كورونا لازالت تحصد الأرواح في كل أنحاء العالم ونحن جزء من هذا العالم الجريح ,كل يوم إصابات وكل يوم وفيات , والكل خائف يترقب ,وحكومتنا الرشيدة وفقها الله لم ترفع الحظر لزوال الخطر كلياً , ولكن لتأخذ وقتها في تقييم الوضع العام ,وخصوصاً أن مرحلة التثقيف قد اكتملت وقد اسمعت الصخرة الصماء بجميع الاحترازات فما بالك بمن شرفه الله بالعقل يسمع ويعي يرى ويسمع. فيا من شرفك الله بالعقل ليسعك بيتك ,وإذا اضطررت للخروج فليكن على قدر الحاجة وبكامل الاحتياطات والاحترازات التي تكفل بإذن الله السلامة , فلا تكن سبباً في ترمل زوجتك وتيتم أولادك وحسرة والديك عليك – إن كانا على قيد الحياة – ناهياك عن الإصابات التي قد تكون سببها بمخالطتك للناس . أيها العاقل : إن حكومتنا الرشيد وفقها الله لم تترك باباً ترى أنه سيأتينا منه هذا الوباء إلا وسدته مهما كلفها ذلك , تحمينا بعد الله مما يأتينا من الخارج فعلقت العمرة وعلقت الرحلات الخارجية واقفلت الحدود , وتحمينا في الداخل من أن يضر بعضنا بعضاً سواء بقصد أو بدون قصد, فمنعت التجمعات والإزدحامات في أماكن التسوق والمنتزهات وأغلقت المساجد وعلقت الدوام في مقرات العمل……الخ . كل ذلك حفاظاً عليك لأن ذلك من حقك على الدولة . ولكن من واجباتك للدولة أن تكون عضواً نافعاً , ومن نفعك أن تنفذ الأوامر والتوجيهات التي تصدرها الدولة ومنها هذه الاحترازات التي ينادي بها كل مسؤول في حكومتنا , فالحكومة حكومتنا والوطن وطننا والسفينة إن خرمناها غرقت وغرقنا معها- لا قدر الله- فهل يكون المواطن أهلاً لثقة الدولة؟ ويضع يده في يدها لنهزم كورونا ونجدد حياتنا ونبني وطننا فكلنا مسؤول. أيها المقيم الشريف : أنت جزء من هذا الوطن تعيش على أرضه وتأكل من خيارته لك كامل الحقوق وعليك كامل الواجبات , فألله الله لا يؤتى الوطن من قبلك .
مشاركة :