أعلن في دبي أمس عن إطلاق مشروع أول مبنى مكتبي ستتم طباعته بالكامل بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم، وذلك في خطوة ذكرت أنها للتوظيف الأمثل للتكنولوجيا في مجالات الهندسة المعمارية والبناء والتصميم، وبما يسهم في خفض تكاليف المشاريع الإنشائية والاستثمار الأمثل للوقت. وبحسب المعلومات الصادرة أمس فإن المبنى المكتبي الذي تبلغ مساحته ما يقارب الـ2000 قدم مربع يعتبر الأول من نوعه في العالم على الإطلاق من ناحية استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء مبنى بهذا الحجم وبهذا المستوى من التفاصيل الفنية للاستخدام الفعلي، إذ ستتم طباعة المكتب بالكامل باستخدام طابعة يبلغ ارتفاعها 20 قدمًا خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر فقط، كما ستتم طباعة كل مكونات الأثاث الداخلي والهيكل الخارجي بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يجعل من هذا المكتب الأكثر تطورًا في هذا المجال. وأكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوطنية للابتكار بأن هذه المبادرة تأتي تماشيا مع استراتيجية الإمارات للابتكار الساعية لتحقيق قفزات نوعية في القطاعات ذات الأولوية بما يساهم في الارتقاء بحياة الإنسان، وسيشكل هذا المشروع بداية لتحولات جذرية خلال السنوات المقبلة في عالم التصميم والبناء، حيث ستساهم تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل عنصري التكلفة والوقت، العنصرين الأهم بالنسبة للمشاريع الإنشائية. وأضاف: «هذه التكنولوجيا كانت مجرد فكرة تراود خيال البعض إلا أنها تتحول اليوم إلى واقع حقيقي وملموس، كما سيشكل هذا المبنى المكتبي المتكامل تجربة واقعية لمدى جدوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مما له الدور الكبير في إعادة ابتكار قطاع البناء والتصميم من خلال نقل هذه التكنولوجيا إلى نطاق التطبيق». ويشير الخبراء إلى أن الأثر الحقيقي لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد يكمن في قدرتها على توفير تكلفة البناء بنسبة تتراوح بين 50 في المائة إلى 70 في المائة وتكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50 في المائة إلى 80 في المائة، إضافة إلى تقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مما ينعكس إيجابا على المردود الاقتصادي للقطاع ويساهم في تحقيق استدامة البيئة والموارد. ويمثل هذا المشروع إحدى مبادرات «متحف المستقبل» الذي كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قد أطلقه مؤخرًا، إذ سيتم تصميم المبنى بالشراكة مع إحدى أهم شركات تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم، كما يستند تصميم المكتب على أبحاث معمقة حول مستقبل أداء فرق العمل، ويجسد أحدث ما توصل إليه الخبراء والباحثين في مجال تصميم بيئة العمل ومستقبل العمل. وفي هذا الإطار تم تصميم بيئة عمل المكتب لتضم مزيجًا من أصحاب الخلفيات المهنية والخبرات المختلفة إضافة إلى إمكانية الاستفادة من أفكار واقتراحات أفراد المجتمع والمجتمعات الأكاديمية والبحثية، وذلك بهدف الارتقاء بثقافة التعاون والابتكار.
مشاركة :