المتجاهل للإبلاغ عن الفئة الضالة آثم وشيطان أخرس

  • 7/1/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع، أن الإبلاغ عن أصحاب الفكر الضال والمفسدين في الأرض واجب على من يعلم وجودهم أو مخططاتهم وأعمالهم الخبيثة، لافتا إلى أن من لم يفعل ذلك فهو آثم ومتعاون على الإثم والعدوان وشيطان أخرس. وقال في الجزء الثاني من حواره لـ«عكاظ»: ينبغي أن نتعاون مع ولاة أمورنا ومع أي جهة تحمي ديننا وعقيدتنا وأمننا واستقرارنا، ويجب على جميع أفراد المجتمع أن يكونوا على جانب كبير من التعاون لمكافحة الشر والتعاون على القضاء عليه. ووصف ما يحصل من تفجيرات في المساجد وأماكن العبادة وخلافها وتحويلها إلى أماكن قلق وخوف، بادرة تاريخية لا يمكن أن يوجد لها مثيل في التاريخ منذ آدم عليه السلام، وأنه لم يسبق الإرهابيين في الوقت الحالي أي أحد قبلهم... فإلى التفاصيل: • كيف تعلقون على التفجيرات التي ابتليت بها الأمة وآخرها في الكويت الأسبوع الماضي، وما حصل فيها من إراقة للدماء في دور العبادة بلا وازع ولا رحمة ولا خوف من الله ولا احترام لحرمة هذا الشهر العظيم؟ •• أتألم كتألم الجميع وكل إخواننا المسلمين من هذا الاتجاه السيئ الذي مع الأسف ينسب للإسلام وهو بريء منه براءة كاملة، فالإسلام دين الرحمة والعاطفة والتعاون والتراحم والتعاطف، يدعو للخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحرم حقوق عباد الله من أن تنتهك ومع الأسف الشديد هؤلاء يسلكون مسالك لا يقرها دين ولا عاطفة ولا عقل ولا أي شريحة بشرية في أنحاء الأرض مع الأسف اتجهوا اتجاهات سيئة، بيوت الله التي هي المأمن ومكان الطمأنينة ومحل انشراح الصدر أصبحت محل قلق وخوف، من ذا الذي قال ذلك، قاله من يدعون الإسلام وهم في الواقع أبعد عباد الله عن الإسلام، والله لا يوصفون بوصف من أقبح الأوصاف وأشرها إلا وهم دونها، فنسأل الله أن يهديهم أو أن يعجل بالقضاء عليهم، وفي نفس الأمر نحن نرى شرهم انتشر ليس على البلاد الإسلامية والعربية فقط بل على البلاد الأوروبية كفرنسا مثلا، فنحن نأمل من هيئة الأمم المتحدة انتفاضة أو عزمة من العزمات التي من شأنها أن يجمعوا قوة تقضي على هؤلاء الذين هم في الواقع يعتبرون شرا ومصدر فساد وقلق وانتهاك محارم عباد الله، نحن نتألم وأكثر تألمنا أن هذا ينسب للإسلام ومع هذا مجموعة من ضعاف العقول يصدقون هذا ويقولون إن هذا هو الإسلام الذي ينادى إليه. والله إن الإسلام دين رحمة وشفقة وتعاون ورعاية وعناية وعدل ورعاية للحقوق، يقول الله عن رسول الإسلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) هل الرحمة للعالمين تفجير بيوت الله، أو هل هي انتهاك حرمة بيوت الله على اعتبار أن الحركات حركات بغي وعدوان ليست حركات جهاد في سبيل الله، فنحن نتألم بلا شك ونأمل من العالم أن يجمع شتات أمره ويهيئ قوة تقضي على هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فسادا، فقد أذوا الإسلام أذية لم يعرفها التاريخ من قبل. دور العلماء • لكن ما دور العلماء في هذا الصدد للوقوف في وجه هذا التيار المنحرف؟ •• لا نرى من علماء الأمة من يؤيد هذا العمل، ونرى الكثير من التوجيهات والبيانات التي تصدر عن ضلال هذه الاتجاهات السيئة وما هم عليه من فساد وانحراف وأنهم يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا، نحن نرى مجموعة كبيرة من علماء المسلمين يحذرون ويبينون البيان الشافي، ونحن ننظر إلى المقالة الصادقة (يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) نأمل من هيئة الأمم أن تجمع قوة ليست كالتحالف المودجود الآن الذي ما هو في الواقع إلا قطع أسبرين ليس له أثر في تخفيف الشر، ولكننا نريد أن تكون هناك قوة تقضي على هذه الفئة الباغية، هذه سيكون لها مع الأسف إن لم يتدارك أمرها شر لجميع العالم وليس فقط للعالمين العربي والإسلامي، ونحن نرى ماذا حصل في فرنسا وما يمكن أن يحصل في غيرها، نحن ننادي بضرورة إيجاد قوة قوية تكون لها القدرة التي تقضي بها على هذه الفئة الباغية، أما القول بالتحالف الموجود فقد مضى عليه أكثر من سنة، وما زاد الأمر إلا انتشار شر، فإما أن تكون هناك قوة رادعة بحق وإلا سيزيد الأمر شرا وبلاء. دور الأسر • ما دور الأسر، فقد تورط في هذه الأعمال صغار سن وشباب، كيف يمكن إيقاف الزج بهم في هذا الجحيم؟ •• الآباء والأمهات وجميع القائمين على قيادة الأسر ينبغي أن يكون لهم أثر فاعل في سبيل توجيه أبنائنا وإزالة الشبه التي يغررون بها، لا شك أن هذا يجب أن يكون، كذلك أن الجهات المختصة بالتربية والتوجيه يجب أن يكون لها مجال كوزارتي التعليم والشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ينبغي أن يكون هناك تكثيف توجيه وكشف هذه الشبهات التي شبه بها على أولادنا وهم أغرار، نحن حينما يقبض على مجموعة عصابات نجد أطفالا لا يتجاوزون 15 سنة وهؤلاء في الواقع أطفال وإن بلغ أحدهم مبلغ التكليف إلا أنه لايزال في سن مراهقة، وينبغي حماية هؤلاء بمجموعة متابعات وكذا التوجيه الذي من شأنه أن يعطيهم الحصانة والمعرفة التي من شأنها أن يعرفوا بها عدوهم من صديقهم. الإبلاغ عن المفسدين • هناك مسألة تخص الإبلاغ عن هؤلاء المفسدين في الأرض، قد يقول البعض لا يهمني ذلك، هل يأثم شخص يعلم حقيقة هؤلاء أو تمويلهم؟ •• نعم لا شك أنه يجب عليه وإن لم يفعل فهو آثم ومتعاون على الإثم والعدوان وشيطان أخرس، ينبغي أن نتعاون مع ولاة أمورنا ومع أي جهة تحمي ديننا وعقيدتنا وأمننا واستقرارنا، كما يجب علينا رعاية أبنائنا الرعاية الكاملة ومعرفة مكان ذهاب ومجالس الأبناء وأصدقائهم وبناء على هذا، فإنه على الأسر وقياداتها مسؤولية عظيمة ويجب على جميع أفراد المجتمع التعاون الكامل مع ولاة أمورهم في سبيل النصح والتوجيه وإذا علم شخص أي جهة مشبوهة فيجب عليه أن يخبر ولاة الأمر لأن ذلك شر مستطير يصل إليك وإلى غيرك فلا بد من مكافحة الشر والتعاون على القضاء عليه، ونحن نتألم أن تتحول بيوت الله التي هي مصدر الأمن والاستقرار إلى مصدر خوف وقلق مع الأسف، هذه بادرة تاريخية لا يمكن أن نجد لها مثيلا في التاريخ، وممكن القول منذ أبينا آدم إلى وقتنا هذا، لا يمكن أن نجد أن المعابد والمساجد وما يتعلق بها أن تكون مصدر قلق، فنقول حسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء، ولكن الله يمهل ولا يهمل والله يقول (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). تأويلات فاسدة • أصحاب الفكر المنحرف لديهم تأويلات فاسدة لنصوص الكتاب والسنة كيف يتصدى العلماء لها؟ •• هذه مسؤولية العلماء فيما يتعلق بدحض الشبه والرجوع لما يحتج به من تأويلات تعسفية ضالة، فبيان العلماء لخطأ وانحراف هؤلاء في تأويلهم وتعسفهم في التأويل له أثر كبير في كشف الشبهات التي تغرر بمجموعة كبيرة من شبابنا ونحن بناء على هذا نأمل أن يكون في استراتيجياتنا ومنهجنا ما يزيل الشك ويقف أمام تيار هذا الانحراف الفكري. اتهام العلماء • هناك اتهامات طالت عددا من العلماء، وصلت حد التكلم في دينهم وفتاواهم، كيف تنظرون إلى هذه الاتهامات؟ •• هذا الاتجاه الذي تشير إليه لم يسلم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وجد من أعدائه سواء الكفار أو المنافقون الذين يعلنون الإسلام ويظهرون الكفر الكثير من الحديث عنه وعن أصحابه. لكن الذي يتحدث هو في الواقع مسيء لنفسه أكثر ممن يتحدث عنه، لأنه وقع في الغيبة والنميمة والافتراء ومن يتحمل هذه الذنوب هو من يأتي بها. من يتصرف مثل هذه التصرفات ضار لنفسه في المقام الأول ونافع لمن يتحدث عنهم، لأنهم يتحدثون بغير الحق. فأهل العلم لهم توقيرهم ومكانتهم وجهودهم في مجالات التوعية والعلم والفتوى والبحوث. ويأتي هؤلاء ليصنفوهم ويقولون إن هذا كذا وذاك كذا. العلم وطلبه فضل من الله لمن يشاء. هذه المواقع الشبكية تعج بالكثيرين من أمثال هؤلاء وكلهم يهرفون بما لا يعرفون ولكن الحق يعلو والباطل يذهب. تواجد العلماء • تواجد العلماء في الساحة.. ألا ترون أن فيه منعا لأصحاب الفكر الضال وغيرهم من غير المؤهلين للفتوى؟ •• لعله لا يمنعهم، لكن يزيد الناس إيضاحا وتوجيها لهم ولغيرهم، فأنت تعلم أن الطبيب الذي يكون في مجال التعلم ويحضر العمليات الطبية يستفيد فائدة كبيرة من كبار الأطباء والمتخصصين في المجال ذاته، فكذلك العلماء الناشئين يستفيدون فائدة كبيرة من إخوانهم الذين هم بمثابة مشايخ لهم، فلا أقول إنهم يحدون منهم ولكن تواجد العلماء سيزيدهم بصيرة وقوة في سبيل المساعدة لإزالة الشبهات. دور الشباب • ما دور الشباب تجاه تلقي العلم الشرعي الصحيح من العلماء وارتياد المنابر المختلفة التي يتواجد فيها العلماء المعتبرون؟ •• يجب على شبابنا أن يعنوا باجتماعات العلماء على أساس أنهم ينهلون منهم ويستفتونهم ويستشيرونهم ويطرحون عليهم الشبهات القادمة من ذوي الأفكار الضالة، وهذا من أكبر الأسباب في سبيل دحض شبه الضالين وفي نفس الأمر فإن التوجيه ذاته موجه بالدرجة الأولى للشباب أنفسهم فهم بحاجة إلى كل ما يكون سببا في صلاحهم واعتدالهم. تأثير العلماء • ألا ترون أن أصحاب الفكر الضال ينتهجون منهج تزهيد الشباب في العلماء وتشويه صورتهم سعيا حتى يتمكنوا من بث سمومهم؟ •• لا شك، ولهذا فالدعوة إلى ضرورة تكثيف جهود العلماء نحو الشباب هو الهدف وإيصاد الأبواب تجاه ذوي الأفكار المنحرفة والتصدي للتأويلات السيئة التي تعطي أفكارا منحرفة وتحدث فجوة بينهم وبين علمائهم. مواقع مشبوهة • البعض يرتادون مواقع معلوماتية مشبوهة ويرون أنها مصدر لتلقي العلم والفتاوى، ماردكم على هؤلاء؟ •• نحن نقول لشبابنا أيها الشباب عليكم بالاتجاه الصحيح والاعتدال في الأفكار والتلاحم مع علمائكم والسؤال فيما يشكل عليكم ممن هم محل ثقة، والله تعالى يقول (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). فالشباب عليهم مسؤولية كبرى في العناية بأمن هذه البلاد واستقرارها وقواعد ثوابتها ويجب أن تكون هناك رعاية تامة من الشباب واهتمام منهم بتحصين أنفسهم بشكل صحيح، فإن الفتن إذا جاءت لا تفرق بين صغير وكبير وشاب وشيخ ولكنها نار تأكل الأخضر واليابس، فعلى إخواننا الشباب أن يتقوا الله ويتعظوا بما حولهم من البلدان الأخرى التي هي في حال من الارتباك والاضطراب وغير ذلك، فنحن في نعمة عظيمة ولله الحمد وعلينا أن نحميها بما نستطيع من أي تيار يؤثر عليها. تجييش العواطف • لكنهم يجيشون العامة عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ما تعليقكم؟ •• لا نريد أن نعطيهم أكبر من حجمهم، وإذا حسبنا عددهم لا نجد أنهم يمثلون واحدا إلى 10 آلاف من أفراد المجتمع وهؤلاء أصحاب أهواء. نحن على ثقة بأنهم لا يسمع لهم إلا أمثالهم وهم قلة، وعندما نجد مناداة بمظاهرات واعتصامات وكلها تبوء بالفشل والندامة والخسارة. والله سبحانه وتعالى يقول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) هذا في الجدال مع النصارى، فكيف يكون الأمر مع من هم من نفس دينك وملتك؟. كذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة» قيل لمن؟ قال «لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». النصيحة لا تكون بالتشهير بهذا والقول إن الأمير أو الوزير الفلاني مخطئ. هل هذه نصيحة أم فضيحة؟ هي بالتأكيد فضيحة، حتى لو كان جوهرها صحيح لا يمكن أن يقبلها من ينصح ما دامت بهذا الأسلوب. الله تعالى يقول لرسوله موسى وهو متجه إلى فرعون (فقولا له قولا لينا). هذا مع فرعون وهو أكثر الناس كفرا ومع ذلك يطالب الله نبيه عليه السلام بأن يخاطبه بطريقة طيبة. لا بد أن تكون النصيحة بأسلوب جيد وأدب كبير ومبنية على قصد المصلحة والبعد عن أسلوب الفضائح. أحاديث استراحات • لكن هناك مسيئون من نوع آخر يرمون العلماء بأنهم منحصرون في قضايا المرأة وأن فتاواهم لا تتجاوز ذلك، كيف تعلقون؟ •• قلنا إن هؤلاء متفرغون لأحاديث الاستراحات والاجتماعات. العلماء صاروا محل سخرية ويهاجمهم الكثيرون بالتجريح. أكثر عباد الله علما نالهم من هذه الأوصاف التي تطلقها جراثيم المجتمع الهدامة.

مشاركة :