تقرير إخباري: خبراء عرب يشيدون بما قدمته الصين من إجابات حول قضايا في بؤرة اهتمام العالم

  • 5/30/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 29 مايو 2020 (شينخوا) اختتمت الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في البلاد، في بكين يوم 28 مايو. وكان عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد أشار إلى أن "الدورتين السنويتين" لأعلى هيئة استشارية سياسية وأعلى هيئة تشريعية، حدث سياسي رئيسي في الصين. -- "الدبلوماسية السحابية" الصينية قال وانغ يي يوم 24 مايو، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش الدورة السنوية للهيئة التشريعية الوطنية الصينية، إن الدبلوماسية الصينية لم تتوقف لحظة رغم تفشي كوفيد-19 المتسبب بفيروس كورونا الجديد، بل تحولت إلى نمط "الدبلوماسية السحابية" في أشكال مكالمات هاتفية وتبادل للمراسلات وعقد لمؤتمرات عبر الفيديو. وذكر وانغ أنه منذ تفشي كوفيد-19، قاد الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصيا جهود الصين الدبلوماسية، ودفع التعاون الدولي قدما. وأوضح أن الرئيس شي أجرى مكالمات هاتفية أو اجتماعات عن بعد مع ما يقرب من 50 من الزعماء الأجانب ورؤساء المنظمات الدولية. وحضر الرئيس الصيني أيضا القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة مجموعة العشرين وألقى خطابا في مراسم افتتاح الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية عن طريق رابط فيديو، مؤكدا على التزام الصين القاطع بالتضامن والتعاون على الصعيد الدولي ضد كوفيد-19، وفقا لما قاله وانغ. كما أشار وانغ إلى أن الدبلوماسية الصينية ستتكيف مع الاستجابة للمرض على أساس منتظم، وستركز على خمس مهام رئيسية، من بينها بناء شراكات أقوى، والبقاء على الالتزام بالتعددية، والتوسيع الفعال للتعاون الدولي. ومن خلال هذه الدبلوماسية، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية غسان العزي أن الرئيس الصيني وضع أجندة دولية لمواجهة مخاطر الجائحة تتمثل في استجابة جماعية تجتمع فيها نقاط قوة الدول. -- دعوة التعاون الدولي في مكافحة كوفيد-19 قام وانغ شي بالإجابة على أسئلة الصحفيين من الداخل والخارج بشأن السياسة الخارجية والعلاقات الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر يوم 24 مايو الجاري على هامش الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، وقال خلاله إن الصين ليست منقذا ولكنها تعتزم أن تكون الصديق وقت الضيق والشريك الصادق في المساعدة المتبادلة في الأوقات الصعبة. وتابع أن الصين أطلقت في الأشهر القليلة الماضية أكبر عملية إنسانية عالمية في تاريخ جمهورية الصين الشعبية، وتطبيق رؤية مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. فقد قامت الصين بشحن إمدادات طبية إلى ما يقرب من 150 دولة وأربع منظمات دولية لتلبية احتياجاتها الفورية، وعقدت مؤتمرات بالفيديو مع خبراء من أكثر من 170 دولة لتبادل الأساليب والبروتوكولات المثبتة للتشخيص والعلاج ومكافحة الجائحة. كما أرسلت الصين 26 فريقا من الخبراء إلى 24 دولة لتقديم المعلومات والتوجيه في الوقت المناسب. وأشاد الباحث والكاتب السوري الدكتور حسام شعيب بهذه الخطوات، مشيرا إلى أن الصين كثفت جهودها وعملت على إرسال فرق طبية إلى عدد من الدول العربية والأجنبية للاستفادة من التجربة الصينية في كيفية كشف المرض والتقليل من انتشاره، مؤكدا أن الصين قدمت أيضا مساعدات طبية وصحية لتلك الدول في خطوة منها لمنع انتشاره والمساهمة في تقليص عدد الوفيات. هذا وتعمل المصانع في الصين بكامل طاقتها لتقديم إمدادات طبية عالية الجودة تشتد الحاجة إليها في أنحاء العالم. فقد تم تصدير ما مجموعه 56.8 مليار كمامة و250 مليون بدلة واقية، من بين إمدادات أخرى، من الصين إلى الدول الأخرى. وقال وانغ إن الصين مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة للدول المحتاجة ضمن أقصى استطاعتها، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء. وفي هذا الصدد، ذكر رئيس لجنة "تنمية العلاقات مع الصين" بجمعية رجال الأعمال المصريين أحمد منير عزالدين أن "المثل يقول: الصديق وقت الشدة، وهذا ما قامت به الصين، التي أرسلت وفودا طبية وشحنات تحوي معدات ومستلزمات طبية لعدد كبير من الدول" للمساعدة في مواجهة الفيروس، مضيفا أن الصين كانت خطواتها متميزة في مساعدة الدول على احتواء الفيروس. -- دفع مبادرة الحزام والطريق بعد الجائحة قال وانغ إن ثقة الصين وعزمها فيما يتعلق بالتعاون مع الدول الأخرى في دفع مبادرة الحزام والطريق قدما لم يتغيرا. وأوضح أن التأثير السلبي لكوفيد-19 على التعاون بين دول مبادرة الحزام والطريق مؤقت ومحدود، وسيتعزز التعاون عقب القضاء على المرض. وذكر وانغ أن التعاون بين دول الحزام والطريق قائم على المنافع الحقيقية لشعوب الدول الشركاء ويقوده التزام قوي ومشترك لتحقيق تنمية مشتركة، لافتا إلى أن الصين ستواصل اتباع مبدأ تحقيق نمو مشترك من خلال التشاور والتعاون ودعم تنمية منفتحة وخضراء ونظيفة. وقال إنه عن طريق "السعي إلى تحقيق تقدم رفيع المستوى ويرتكز على البشر ومستدام، سنجعل مبادرة الحزام والطريق نموذجا للتنمية والتعاون والصحة لجميع المشاركين فى المبادرة". ونظرا لكون مستقبل مبادرة الحزام والطريق يعتمد على توسيع التعاون في مجالات جديدة، فقد دعت الدكتورة هبة جمال، نائب مدير قسم الدراسات المستقبلية بالمعهد القومي للتخطيط بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى إعطاء مبادرة الحزام والطريق الأولوية للتعاون الطبي، إضافة للتعاون الاقتصادي الحالي، والاهتمام بقطاعات الصناعات الدوائية والذكاء الاصطناعي والتعليم عن بعد. -- العلاقات الصينية الأمريكية قال وانغ إن بعض القوى السياسية الأمريكية تحاول أخذ العلاقات الصينية-الأمريكية كرهينة وتحاول دفع الدولتين إلى "حرب باردة جديدة". وأضاف أن هذه محاولة خطيرة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء. وذكر أن هذه المحاولة ستفسد نتائج التعاون التي حققها الشعبان على مدار أعوام، وتقوض تطور مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة ويعرض استقرار وازدهار العالم للخطر، مؤكدا أنه يتعين بذل الجهود لوقف هذه الممارسات الخطيرة. وقال وانغ إن فيروس كورونا الجديد عدو مشترك للصين والولايات المتحدة، وإن الشعبين يأملان في دعم ومساعدة بعضهما البعض. وبينما نستعد لقتال طويل الأجل ومستمر ضد المرض، يتعين على الدولتين البدء في التنسيق والتواصل بشأن السياسات الكلية، في أقرب وقت ممكن، لتخفيف تأثير المرض على الاقتصادين والاقتصاد العالمي. وقد نوه خبراء عرب إلى أن فيروس كورونا الجديد عدو مشترك للبشرية جمعاء، حيث أشار الدكتور أيمن أبوالعلا القيادي بحزب المصريين الأحرار وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب (البرلمان) المصري، إلى أن العالم الآن في أزمة، ولابد أن ينبذ الجميع كل الخلافات والمشاحنات السياسية، ويركزون في الإنسانية، لأن الإنسانية تحتاج إلى تضافر العالم أجمع، وليس توجيه الاتهامات. -- العولمة اتجاه حتمي لدفع التنمية في العالم قال وانغ إن المحاولات الخاصة برفض العولمة وعودة الحمائية لا مستقبل لها. صرح وانغ بذلك خلال مؤتمر صحفي على هامش الدورة السنوية للهيئة التشريعية الوطنية الصينية، موضحا أن العولمة تمثل اتجاها حتميا لدفع التنمية في العالم ومدا قويا يقود التقدم الإنساني. وقال وانغ "بينما نواصل تحسين التخصيص العالمي للموارد وزيادة كفاءة التكلفة إلى أقصى حد، ينبغي أن نولي مزيدا من الاهتمام لمعالجة القضايا التي نجمت عن العولمة، مثل اتساع فجوة الثروة والاختلالات الإقليمية". وأوضح أن "الحل يكمن في إحراز مزيد من التقدم للعولمة. وهذا يتطلب منا توجيه العولمة نحو الاتجاه الصحيح". ونوّه وانغ إلى أن التعددية تحتاج إلى الحماية والتقدم بمزيد من الحزم، مضيفا أن كوفيد-19 يثبت أن أي بلد، بغض النظر عن مدى قوته، لا يمكن أن يكون بمنأى عن تفشي المرض. وأضاف وانغ أن الحوكمة العالمية بحاجة إلى إصلاح وتحسين أكثر توجيها، قائلا "يجب إفساح المجال كاملا للدور الجوهري الذي تلعبه الأمم المتحدة ولمهام منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الأخرى". وفي هذا السياق، يرى رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف أن العالم يحتاج الى نمط جديد من العولمة التي تدعو إلى تعزيز الحوكمة العالمية وتعزيز التنمية المشتركة. وأشار عصام شرف إلى أن التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، تفرض على العالم ضرورة التنسيق والتعاون الدولي بإخلاص لأنه في النهاية تحد عالمي يواجه البشرية جمعاء، مؤكدا على أن المساعدة المتبادلة بين الصين والدول العربية في مواجهة الجائحة تعكس درجة كبيرة من التوافق بين الجانبين في العديد من القضايا المصيرية وروح الصداقة.

مشاركة :