إعداد: بنيمين زرزور منحت تباشير فتح الاقتصاد التدريجي، الأسهم العالمية القدرة على الصمود على مسار صعودي بغض النظر عن تبعات تأثير «كوفيد-19» في اقتصادات العالم ومعه بوادر الحرب الباردة التي تتوالى فصولها بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. سجلت معظم المؤشرات أداء قوياً خلال أسبوع من أربعة أيام في «وول ستريت» بسبب عطلة يوم المحاربين القدماء، عزز مكاسبها خلال شهر مايو/أيار لتنهي الأسبوع والشهر على ارتفاعات متفاوتة، لكنها توحي بأن أسواق الأسهم العالمية تتحرك في معزل عما يدور في قطاعات اقتصاد العالم المختلفة. ورغم أن نتائج الشركات للفصل الأول، والتي بلغ موسمها نهايته مع نهاية الشهر، لم تجد نفعاً في منح الأسهم المزيد من طاقة الصمود، حيث تركزت توقعات التنفيذيين فيها على خفض توقعات النمو في الأرباح أو حتى عدم الكشف عن تلك التوقعات وسط غياب الوضوح. مكاسب قوية لا يزال التركيز منصباً على التطورات التي تشهدها الجبهة الصحية، حيث تتعزز بواعث التفاؤل نتيجة الإعلان عن قرب التوصل إلى لقاح هنا أو هناك، متزامناً مع تراجع أعداد الإصابات في كثير من الدول التي كانت على رأس قائمة تفشي الوباء ولها وزن اقتصادي كبير مثل ألمانيا وإيطاليا، وقد ساعدت تلك الأنباء، مضافاً إليها المواقف الحكومية الأكثر من مشجعة فيما يخص تقديم الدعم المالي وكل ما يلزم لمواجهة انتكاسة الاقتصاد التي يتسبب بها الفيروس، في حفاظ الأسهم على مسارها الصعودي لتنهي الأسبوع على مكاسب كانت قوية جداً في مؤشر نيكاي الياباني الذي حصد أكثر من 7% خلال الأسبوع الماضي، وتصدر المؤشر قائمة الرابحين، مضيفاً 7.31% ومستقراً بنهاية الأسبوع عند 21,877.89 نقطة، لتبلغ مكاسبه خلال شهر مايو/أيار 8.34%. كما نجح مؤشر هونج كونج في الإفلات من اللون الأحمر بنهاية الأسبوع رغم خسائره المتكررة منذ بداية الشهر في ظل التوترات السياسية، وقد أنهى أسبوعه على مكاسب بلغت 0.14% مستقراً عند 22,961.47 نقطة، لكنّ أداءه الشهري أفقده 6.38% ليتقدم المؤشرات الخاسرة خلال مايو. «وول ستريت» وتقدم مؤشر داو جونز قائمة الرابحين خلال الأسبوع في «وول ستريت»، مضيفاً 3.75% ومستقراً عند 25,383.11 نقطة، لكن المكاسب الشهرية تصدرها مؤشر ناسداك الذي ارتفع بنسبة 6.45% خلال مايو، وبلغت مكاسبه الأسبوع الماضي 1.77% وأغلق مساء الجمعة على 9,489.87 نقطة، أما مؤشر «إس أند بي 500» فكانت مكاسبه الأسبوعية 3.01% واستقر عند 3,044.31 نقطة، بينما بلغت مكاسبه خلال مايو 3.75%. الأسهم الأوروبية في أوروبا، جاء أداء المؤشرات متناسقاً مع مناطق العالم الأخرى، حيث منحت أخبار الاتفاق على برنامج دعم أوروبي بقيمة 750 مليار دولار، قوى السوق مزيداً من الأمل ليعكس مؤشر داكس الألماني ارتفاع معنويات المستثمرين بتحقيق مكاسب أسبوعية بلغت 4.36% مستقراً عند 11,586.85 نقطة وبلغت مكاسبه الشهرية قريباً من ذلك. النفط استمر النفط في الصعود رغم تراجعه يوم الجمعة تحت تأثير بيانات مفاجئة حول زيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية، لكن ذلك لم يؤثر في مسار الأسعار التي ارتفعت بنسبة 90% خلال شهر مايو، في أفضل أداء شهري منذ إبريل 1990، واستمر صعود سعر البرميل نتيجة انتعاش الطلب العالمي، وسط تراجع الإنتاج الأمريكي الذي عكسته إحصاءات منصات الحفر التي تراجع عددها إلى 301 منصة وهو الأدنى منذ عشر سنوات، مضافاً إليه خفض «أوبك بلس» الإنتاج تنفيذاً لآخر اتفاق بهذا الخصوص، وقد أضاف خام برنت 5% إلى سعر البرميل مساء الجمعة ليستقر عند 35 دولاراً، بمكاسب أسبوعية بلغت 6.7%. الذهب عززت تهديدات الرئيس ترامب بالرد على الإجراءات الصينية في هونج كونج مكاسب الذهب بنهاية الأسبوع، حيث ارتفع سعر الأونصة يوم الجمعة بنسبة 1% لتستقر في العقود الأمريكية الآجلة عند 1751 دولاراً، وبمكاسب أسبوعية لا تذكر، أما مكاسبه الشهرية فقد تجاوزت 9%.
مشاركة :