مدير برنامج الأغذية العالمي في الدولة لـ الخليج: الإمارات من كبرى الجهات المانحة عالمياً

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: محمد ياسينكشف مجيد يحيى، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دبي، وممثل البرنامج في منطقة دول مجلس التعاون، أن جائحة «كورونا» أدت إلى زيادة أعداد الجياع في العالم، إلى أكثر من ربع مليار.وقال خلال حوار مع «الخليج» إن البرنامج أرسل خلال العام الماضي فرقاً نفذت أكثر من 140 مهمة في 50 دولة. ومنذ بداية عمله في دبي نفذ البرنامج نحو 1500 مهمة في 130 بلداً.مؤكداً أن البرنامج يحظى بدعم سخي من حكومة الإمارات، التي تعد واحدة من كبرى الجهات المانحة للبرنامج في العالم. وأن البرنامج استفاد من وجوده في الإمارات ومن موقعها الاستراتيجي في تنفيذ برامجه وتالياً نص الحوار. * كيف هو عمل البرنامج في الإمارات؟ وما أهمية مكتبه في الدولة؟- منذ تأسيس مكتبه في دبي عام 2001، والبرنامج يحظى بدعم سخي من حكومة الإمارات التي تعد واحدة من كبرى الجهات المانحة في العالم. كما يستفيد من وجوده في الإمارات والموقع الاستراتيجي المتميز للدولة، على ملتقى طرق الحركة الجوية والتجارية. وهذا ما يمكنه من توفير المساعدات الإنسانية اللازمة إلى المناطق المنكوبة في حالات الطوارئ بسرعة كبيرة. حيث يستطيع عبر مكتبه ومستودعاته الإنسانية في دبي الوصول إلى ثلث المستفيدين، في غضون ثلاث ساعات، والباقي خلال سبع ساعات.ونستفيد، كذلك، من البيئة العامة للأعمال في البلاد ذات التوجه العملي الجاد الذي يركز على تسهيل التنفيذ، وتحقيق النتائج من دون بيروقراطية. أضف إلى ذلك روح الابتكار وإيجاد الحلول التي تسهم في تشجيع الأعمال وتمكينها.ويقدم البرنامج من مكتبه في دبي، عدداً من الخدمات الإنسانية الحيوية لفائدة المجتمعات المتضررة من الأزمات والكوارث الطبيعية. كما يدير أكبر مستودع من مستودعات الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية التابعة له في العالم. حيث يقدم خدمات الدعم اللوجيستي للمنظمات الإنسانية في مختلف المجالات الحيوية، بما في ذلك خدمات التخزين وتكنولوجيا المعلومات والاتصال السريع في حالات الطوارئ، وخدمات المشتريات الإنسانية. * كم مركزاً للبرنامج؟ وما البلدان المستفيدة من مساعدات مكتب دبي؟ - لدى البرنامج 6 مراكز في مناطق استراتيجية عدة، ويعدّ المستودع في دبي، واحداً من أهم مراكز البرنامج، وعلى مدى السنوات السبع الماضية، أعد وشحن نحو 29 ألف طن متري من مواد الإغاثة في 2200 شحنة، قيمتها الإجمالية نحو 122 مليون دولار، لفائدة 72 بلداً. كما أن البرنامج بفضل موقعه المتميز في دبي، يستطيع تنسيق ومتابعة وإنهاء عمليات شراء المعدات والخدمات اللازمة للاستجابة الإنسانية، بالنيابة عن كثير من المنظمات الإنسانية. وقد تمكنت فرق دبي من التأهب لحالات الطوارئ، والاستجابة لها في تكنولوجيا المعلومات والاتصال في أي مكان في العالم في غضون 48 ساعة.وفي عام 2019 نفذت 140 مهمة في 50 دولة. ومنذ بداية عمله في دبي، نفذ البرنامج نحو 1500 مهمة في 130 بلداً.* ما دور فرق البرنامج في حالات الطوارئ؟يدير البرنامج انطلاقاً من دبي، محطة لتلبية جميع احتياجات المركبات الخفيفة والمدرعة اللازمة للاستخدام الميداني، في حالات الطوارئ والكوارث. ويتولى الفريق المشرف على هذه المحطة شراء وتجهيز وإرسال أكثر من 500 مركبة سنوياً، إلى مكاتب البرنامج في جميع أنحاء العالم، مجهزة تجهيزاً كاملا للعمل في المناطق الصعبة والمعقدة.ويحتفظ فريق إدارة الأسطول التابع للبرنامج بأكثر من 250 مركبة مدرعة مجهزة. ويشكل الأسطول العام للبرنامج عنصراً رئيساً في تعزيز قدرته على تقديم الخدمات اللوجستية في حالات الطوارئ. حيث يتألف الأسطول من 750 شاحنة ثقيلة لتقديم المساعدات الغذائية إلى المواقع النائية. كما يضمن مستودع دبي المركزي، توفير قطع الغيار المناسبة في الوقت والمكان المناسبين، والكمية والجودة. *كيف تقيمون دعم دولة الإمارات للبرنامج حتى الآن؟ بما أن البرنامج لا يملك مصدراً مستقلاً للتمويل، ويعتمد كلياً على المساعدات الطوعية لشركائه، فإن مهمته المتمثلة في إنقاذ الأرواح، لم تكن ممكنة لولا الدعم السخي من الجهات المانحة والشركاء الإنسانيين. وعلى رأسهم شركاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وهم من بين أكبر المانحين والمساهمين في الاستجابة الإنسانية في حالات الطوارئ، خصوصاً في الشرق الأوسط.أود هنا أن أنوه بالدور المهم والريادي لدولة الإمارات في المساعدات الإنسانية، وبدعمها الكبير والمتواصل للبرنامج ولجهوده منذ سنوات عدة. ما جعلها تحتل مكانة مرموقة على قائمة الدول المانحة، بعد أصبحت على مدى العامين الماضيين (2018 و 2019) واحدة من كبرى 10 جهات مانحة في العالم، بمساهمة تراكمية بلغت نحو 500 مليون دولار.وبادرت الإمارات، على مستوى الاستجابة العاجلة لآثار جائحة كوفيد 19، بتخصيص أسطول جوي سيمكن البرنامج من توفير ملايين المستلزمات والوحدات الطبية، وآلاف الأطنان من البضائع الحيوية، للاستجابة لاحتياجات المجتمعات الهشة والعاملين في الصفوف الأولى في 100 دولة، حتى نهاية العام. *ما تأثير تفشي انتشار فيروس «كورونا» في أعمال البرنامج؟ كان البرنامج حذراً، حتى قبل اندلاع الجائحة، من أن عام 2020 سوف يكون أسوأ عام للأزمات الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. ويعزى ذلك لأسباب عدة، منها استمرار الحروب والصراعات، وتفاقم الأزمات والكوارث الطبيعية، والانكماش الاقتصادي. ومع تفشي «كورونا»، لم نعد نواجه جائحة صحية عالمية فحسب، بل كارثة إنسانية عالمية بكل المقاييس، تهدد الملايين الذين يعيشون في دول تندلع فيها الصراعات وتعاني تأثير التغيرات المناخية والصدمات الاقتصادية وغيرها، وتضعهم في مواجهة مع شبح المجاعة. فإذا كانت المجاعات عادة تحدث نتيجة تعذر شديد في الوصول إلى الغذاء، سواء من حيث قدرة الأشخاص أنفسهم على الحصول عليه، أو اقتصادياً. وفي الوقت الحالي، فإننا نشهد التأثير الشديد للجائحة على المستويين. لذلك فإنه ليس مستغرباً أن يحدق خطر المجاعة بملايين العالقين في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم. * كيف يساعد برنامج الأغذية العالمي المجتمعات المتضررة على مواجهة الجائحة الصحية الحالية؟ ـ تتمثل الأولوية القصوى في المحافظة على برامج المساعدات الغذائية الضرورية والأساسية التي نقدمها في مختلف أنحاء العالم، لاسيما المجتمعات الأكثر حاجة، حتى نتمكن من تفادي الآثار المدمرة للجائحة في هذه المجتمعات ونحمي أمنها الغذائي.وبطبيعة البرنامج، فإنه يعمل داخل مجتمعات تعد أحياناً الأكثر ضعفاً وهشاشة. وعلى الرغم من أن عدد الإصابات المسجلة في هذه الدول والمجتمعات مازالت أقل بكثير، مما هي عليه في دول متقدمة، فإن هذا الوضع قد يتغير بسرعة، وعندئذ يصبح التأثير الذي يحدثه انتشار الفيروس في صحة الناس مهولاً، لأسباب عدّة، منها مثلاً أن الناس فيها يعيشون في بيئة سكنية مزدحمة، ما يجعل المحافظة على المسافة المطلوبة بين الأشخاص صعبة للغاية، ويزيد فرص سرعة انتشار الفيروس (خاصة في مخيمات اللاجئين / ومستوطنات النازحين ).وأدى إقفال المدارس إلى تغيب نحو 1.6 مليار طفل وطالب عن صفوفهم، وبذلك تعرض نحو 370 مليون طفل للحرمان من الوجبات المدرسية المغذية التي كان يقدمها لهم البرنامج داخل المدارس. لذلك، ففي المناطق التي توقفت فيها الوجبات بسبب إغلاق المدارس، يعمل البرنامج على استبدال حصص غذائية منزلية بها، حيثما أمكن ذلك. *هل يمكن موافاتنا ببعض الإحصاءات والأرقام عن أعداد المتضررين بسبب «كورونا» والمستفيدين من خدمات البرنامج؟ ـ لا بد من التذكير أنه حتى قبل انتشار الفيروس وبداية الجائحة، كان هناك 821 مليوناً يعانون الجوع وانعدام الأمن الغذائي. وكان البرنامج قبل الجائحة يقدم مساعداته الغذائية المنقذة للأرواح لنحو 87 مليوناً في 83 بلداً.أما بعد الجائحة، فإن تحليلاتنا تظهر أن أكثر من ربع مليار شخص قد ينزلقون إلى مستوى الجوع الشديد، بحلول نهاية العام. ويشمل هذا التقدير 135 مليوناً كانوا يعانون الجوع الشديد خلال 2019، و130 مليوناً انزلقوا إلى حالة الجوع الشديد هذا العام، ما يرفع العدد الإجمالي إلى نحو 265 مليوناً يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد. كما يشعر البرنامج بقلق بالغ حيال أوضاع 30 مليوناً يعيشون على حافة المجاعة في أكثر المجتمعات هشاشة، ويعانون الجوع الشديد وآثار العنف وتأثير الجائحة. ومن دون المساعدات المنقذة للحياة التي يقدمها لهم البرنامج وشركاؤه، فمن الممكن أن يتعرض ما يقارب 30 ألفاً من هؤلاء للوفاة يومياً على مدى الأشهر الثلاثة القادمة.وفي هذا السياق، يقدم البرنامج المساعدات الغذائية الضرورية لنحو 100 مليون شخص، من بينهم 30 مليوناً على الأقل ممن يمكن وصف حالتهم بأنها «حالة جوع عاجلة» وهذا يعني أن العائلات تعتمد كلياً تقريباً على المواد الغذائية التي يقدمها البرنامج. فإن انقطعت سلسلة التوريد لنا، أو لم نحصل على الحجم الذي نحتاج إليه بسبب تأثير فيروس «كورونا»، فسيتسبب ذلك في عواقب وخيمة على الأمن الغذائي لهؤلاء الناس وأمنهم وأمانهم بشكل عام.

مشاركة :