الكنائس الكاثوليكية تحتفل بعيد تذكار القديسة جان دارك

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن سلسلة قديسين شهداء تحتفي الكنيسة الكاثوليكية بالقديسة جان دارك، حيث يحل عيدها في 30 مايو، ويتم الاحتفال بيه بعده بيوم وفي إطار المناسبة نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة السيرة الذاتية للقديسة وجاءت: ولدت جان دارك عام ١٤١٢ في قرية (دومرمي)، التي كانت جزءًا من (بريغاندي)- الولاية المستقلة عن السلطة الفرنسية في ذلك الوقت، لأب مزارع جون دارك ووالدتها (إيزابيل) التي لقنتها التعاليم الدينية. تأخذ حياة (جان دارك) شكل الأسطورة عند بعض الفرنسيين؛ فعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، كانت تسمع أصواتا تناديها، وتدعوها إلى تحرير بلدها من الاحتلال الإنجليزي (هذا ما أشارت االيه في مذكراتها)؛ فلبت النداء الداخلي، وعملت على تجميع قوات عسكرية، قادتها بنفسها لدحر القوات الإنجليزية، بعد ان تنكرت بزي الرجال. استطاعت بهذه الطريقة ان تحصل على نوع من السلطة، التي كان يصعب لامرأة الوصول اليها في تلك الفترة. ترجع شهرة جان دارك إلى نجاحها في رفع حصار قوات الاحتلال الإنجليزية عن مدينة "أورليانز" الفرنسية عام ١٤٢٩؛ حيث استطاعت لقاء الملك الفرنسي "شارل السابع" بمدينة "شينون" وأقنعته بالمهمة العسكرية التي نذرت نفسها لها وهي تخليص أورليانز من براثن الإنجليز. تقول جان دارك في اعترافاتها: " بين أفراد أسرتي، كان اسمي جانيت ومنذ مجيئي إلى فرنسا، سموني جان. تعلمت في الصغر الخياطة والغزل، ولا اخشى منافسة أي امرأة في ريون في هذا المجال، اما دراستي، فقد تعلمت عقيدتي والتصرفات الصحيحة للطفلة المهذبة بطريقة حازمة وفي الوقت المناسب. مرة كل عام اعترفت بخطاياي إلى الكاهن، ولقد شربت الماء المقدس وتناولت الخبز السماوي في عيد الفصح".حلم وجد طريقه للحقيقة: تتابع دارك في مذكراتها " أبلغتني امي ان ابى قد حلم أكثر من مرة بانني سأهرب بعيدا مع مجموعة من الجنود. قالت لي انه تحدث إلى اخوتي منذرا: لو أمنت بان هذه الأحلام ستتحقق لطلبت منكم إغراقها، واذا رفضتم فسأغرقها بنفسي. بسبب هذه الأحلام، قام والديّ بمراقبتي دائما، وحدا من حريتي. مع ذلك اطعتهما في كل شيء. ولكن، حين طلب الخالق مني الذهاب، اطعت. وهكذا فضل الخالق ان يحقق مشيئته عبر عذراء ريفية بسيطة سترد اعداء الملك على اعقابهم". نشأت جان دارك في كوخ صغير على مقربة من الكنيسة وكانت البلدة التي يعيشون بها بلدة صغيره على مقربة من حدود مقاطعتي شمبانيا واللورين وهي واحدة من الاف البلدان والقرى التي يكتظ بها الريف الفرنسي وقد نضجت شخصية وعقلية جان دارك بسرعة غير عادية فعندما بلغت الخامسة كانت تصلي وتدعو الله وهي تجثو على ركبتيها وعندما سالتها أمها يوما: لماذا تجثين على ركبتيك وانت تصلين فأجابت الطفلة ان اقل شيء نفعله لله الذي خلق لنا كل شيء ان نجثو على ركبتينا ونحن نصلي له.وهناك واقعه حدثت عندما كانت الطفلة جان دارك في السادسة من عمرها حين تعسرت ولادة جارة لها وكانت هذه الجارة طيبة القلب ودائما ما تلاطف جان دارك وعندما اشتدت خطورة حالتها يئست القابلة واخذت تبكي وايقن أهل المرآه بانها هالكه فدخلت جان دارك وسمعت اصوات البكاء والعويل فقالت الطفلة لهم ان بكاءكم هكذا لا يرضي الله أرجوكم كفو عن البكاء قليلا حتى ادعو الله واتوسل اليه ان ينقذها فجثت جان دارك جوار الفراش وأخذت تدعو الله وبعد وقت قصير ولدت السيدة ونجت هي وطفلها فتناقلت القرية كلها الخبر وشاع بينهم ان الطفلة جان دارك مباركه فصاروا يهرعون اليها كلما المت بأحدهم مصيبه.ويروى أن جان دارك عندما بلغت العاشرة من عمرها كانت تسمع أصوات تحدثها وتقول لها: جان دارك داومي على الابتهال. جان أنت الخلاص لوطنك.. استمري في عطفك على الفقراء. فرنسا تناديني: أخيرا قررت جان ان تخطو أول خطوه نحو تحرير فرنسا فاضطرت جان أن تكذب لأول مره في حياتها فقالت لوالديها بانها تشعر بالملل والضيق وتريد قضاء بضعة أيام عند خالتها فأذن والداها لها بذلك فأخبرت جان زوج خالتها عن الأصوات اتي تسمعها وعن نيتها لتحرير فرنسا وكان زوج خالتها رجل طيب القلب فصدقها ووافق على أن يصحبها لمقابلة حاكم منطقة فوكولور وعندما قابلت الحاكم قال بأنها فتاة مجنونه فعادت جان خائبة إلى بيت والديها. بعد مدة من الزمن عادت جان لزيارة خالتها وصادف في هذه المرة وجود فارسين في البلدة عرفا بالشهامة والشجاعة والتدين كان أحدهما يدعى "برتراند دي بولانجيه" والآخر يدعى "جان دي ميتس" وعندما سمعا عن جان ذهبا وبعد حديثهما معها وعدا بمساعدتها وذهبا لمقابلة حاكم فوكولور وكان الحاكم يحترمهما كثيرا فوافق على التوسط لتحديد موعد تلتقي فيه جان بالملك شارل السابع وفرح أهل القرية لأجلها فلطالما صدقوها واعتبروها فتاة صالحه فتبرعو بمالهم لها فاشترت حصان ودرع وسيف ورمحا وخنجرا وارتدت زي رجل وقصت شعرها.وتطوع شابان من البلده لخدمتها ومرافقتها وكان أحدهما يدعى جوليان والأخر يدعى هونيكور، سافرت جان ورفاقها إلى مدينة شتون واستغرقت رحلتها أحد عشر يوما واجهت خلالها الكثير من المشاق ووصلت إلى شتون حيث مقر الملك في السادس من شهر مارس ١٤٢٩م واستدعى الملك أولا الفارسين الذين كانا معها فلما سمع أقوالهما أذن لجان بأن تقابله في قصره وبعد أن قابل الملك جان لم يصدقها على الفور بل جعل مجموعه من الكهنة يحققون معها للتحقق من مزاعمها وبأنها تسمع أصوات فأقنعتهم بإجاباتها فأشار رجال من حاشية الملك عليه بأن يرسلها إلى مدينة بواتيه ليحقق معها النائب العام وذهبت جان إلى هناك وأمطرها النائب العام بوابل من الأسئلة كما انتدب عددا من كبار رجال الكنيسة للتحقيق معها وكان بينهم راهب يدعى غليوم أمري سألها: تقولين أن الملائكة أوحوا اليك أن تقودي جيش فرنسا لأن ربنا يريد نصرتنا، إذا كان ما تقولينه صحيحا فإنّ الرب ليس بحاجة اليك ولا إلى جنود فرنسا لينصرنا على الإنجليز.فأجابت جان: إن الجنود يحاربون والرب يكتب لهم النصر إنك تقول كما قال اليهود لنبيهم موسى إذهب أنت وربك فقاتلا...وهذا القول كفر مبين، فأفحم الراهب بإجاباتها وأشار بضرورة تنفيذ رغباتها. نجاحات جان: امر الملك بتجهيز فيلق ليكون تحت امر جان وجعلت جان كلا من الفارسين جان ميتس ودي بولانجيه مستشاريها العسكريين وتطوع العديد من الشبان وانضموا إلى جيش جان حتى بلغ عدد الجنود اثنا عشر الفا ولكن قبل البدء باي معركه أرسلت جان رساله لمحاولة التفاهم وديا أولا مفادها أن الله أرسلها لطرده من فرنسا " التي انتهكتَ سيادتها وعثتَ فيها فسادًا... لو أطعتني؛ فسأرحم رجالك وأسمح لهم بالذهاب إلى ديارهم، وستذهب المملكة إلى الملك تشارلز، الأحق بالإرث... وإلا سنشعلها حربًا ضروسًا لم ترَ فرنسا مثلها منذ ألف عام". ولكن الإنجليز لم يقبلوا فكان أن خاضت جان العديد من المعارك وانتصرت وحررت العديد من الحصون وتمكنت من فك الحصار عن مدينة أورليان وعرفت جان دارك منذ ذلك الحين باسم "لابوسيل دورليانز" أي عذراء أورليانز وتوج شارل السابع ملكا على فرنسا وزحفت جان نحو باريس حتى احتلت مدينة سان دينيس عام ١٤٢٩م.وحين اقتربت من مدينة سان أنورا أصيبت بسهم في فخذها الأيمن ولكنها نهضت وحثت الجنود على متابعة القتال وامتطت فرسها دون أن تأبه بجرحها وألمها، وعادت إلى المعركة وهي تشجع الجنود بقولها: "كونوا شجعانًا ولا تتراجعوا، وبعد قليل سيكون النصر لكم. هيا...المدينة لنا". كانت جان دارك رحيمة عطوفة؛ فحينما انسحب الإنجليز من المدينة، في الخامس من مايو قالت لرجالها والرقة تعلو وجهها: "لا تلحقوا بهم أي ضرر... وعندما أصبح سقوط باريس وشيكا أمرها شارل السابع بالعودة إلى مدينة سان دينيس ثم أقنعها بالعودة لتبقى بجوار الملك فنفذت الأمر ولكن كانت قد أصيبت بالحمى من جراء الجرح الذي أصيبت به وبعد أن سادت الفوضى الجيش الفرنسي بعد رحيل جان دارك استولى الإنجليز على مدينة سان دينيس ورغم كل ذلك أصر شارل السابع بضرورة بقاء جان دارك معه بحجة أنه يشفق عليها بعد كل ماكابدته من مشقه. تحايلت جان دارك على الملك وأقنعته بأن يسمح لها بالخروج فخرجت بعدد لا يتجاوز الاربعمائة جندي فقط ودارت معارك صغيره إنتصرت فيها جان دارك ورجالها فزحفت نحو مدينة كومبيان وهناك دارت معركه عنيفة هزمت فيها جان دارك وأسرها البرغانديون، عملاء الاحتلال البريطاني وباعها الكونت دي لكسمبورج للإنجليز وتمت محاكمة جان التي حكم عليها بالإعدام حرقا رغم أن التقاليد العسكرية لا تسمح بإعدام الأسرى لاسيما إذا كانوا قاده بل يتم دفع الفديه لإنقاذهم ولكن الملك شارل السابع لم يفعل بتحريض من بعض رجال حاشيته الذين باعو ضمائرهم للإنجليز والبورغونيين. اللحظات الأخيرة: أحرقت جان وهي في التاسعة عشرة بتهمة الهرطقة والسحر والقي رمادها في نهر السين: وتقول عن هذا: بعد ان ابلغونني بأنهم سيقيدونني إلى شجرة ويحرقوا جسدي، قلت لهم: "لو كنت في مكان إعدامي، وشاهدت الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنت في وسط اللهيب، حتى آنذاك لن اعترف بالمزيد، ألح على تكرار ما قلته حتى ساعة الموت.ليس لدي المزيد من الأقوال". يوم الإعدام.. تُـليت عليها موعظة من قبل رجال الكنيسة، استمعت لها بهدوء لكنها انهارت باكية وأخبرتهم أنها قد سامحتهم على فعلتهم وطلبت منهم الدعاء لها.. يقال إن عددًا من القضاء وبعض الحاضرين بكوا بصمت وأحسوا بغصة فلم يتفوهوا بكلمةٍ واحدة في حين شعر البعض الآخر بنفاد صبر وطالب بتعجيل الحكم! وفي عام ١٤٥٦ أصدرت كنيسة روما في السابع من يوليو حكما يقضي ببراءة جان دارك من التهم المنسوبة إليها وفي إبريل عام ١٩٢٠ أقيم حفل كبير في كنيسة سان بطرس واعتبرت جان دارك قديسة من القديسات، وتحتفل الكنيسة بعيد القديسة جان في يوم ذكرى موتها أي في الثلاثين من مايو من كل عام. وهي شفيعة الجنود في فرنسا.

مشاركة :