القيادة الحكيمة الحضارية المشرقة تمثل نبراساً للاخرين وتعكس ثقافة القيم فالأخلاق موجه رئيسي لسلوك الأفراد والمجتمعات، وترتبط بتفاصيل حياتهم اليومية، وإن الدول تتنافس فيما بينها في مجالات الأخلاق وما يتفرع عنها من الأعمال الخيرية والإنسانية واحترام الآخرين، بسمعتها الطيبة، ومعاملتها الراقية. لكونه واجهة لسمعة الدول والشعوب والأفراد، وسمة من سمات التحضر والرقي، وركيزة أساسية من ركائز التعايش السلمي، ونزع فتيل الصدامات، ومحاربة التطرف والكراهية، وصمام أمان لمنع إلحاق الضرر بالآخرين، وأخلاقيات السلم والحرب، وأخلاقيات المهنة ، والأخلاقيات البيئية، وأخلاقيات الاقتصاد والسياسة والتعليم والإعلام وغيرها. حيث ان المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات العمل من أهم التحديات التي تواجه المنظمات وذلك في كيفية التصرف أخلاقيا إتجاه البيئة التي تعيش فيها، حيث أصبح ملزما على منظمات الأعمال أن تغير من نظرتها للمجتمع والبيئة ، لتحسين صورتها لاداء دور فعال وايجابي ففي الآونة الأخيرة كثرت الدراسات التي ترتبط بالأعمال وعلاقتها وتبنيها لمسؤوليات اجتماعية وأخلاقية، لهذا الموضوع الحيوي، وهذا ما أدى إلى ترسيخ المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية ثقافة وقناعة وتطبيقاً وتزايد أهميتها الدول التي أدخلته ضمن خططها منذ فترةطويلة ، والمسؤولية الاجتماعية منهج شامل من أخلاقيات العمل , أوضح ان الأخلاقيات تتعلق بالقيم الداخلية التي هي جزء من البيئة الثقافية للمنظمة وأيضا بأشكال القرارات المتعلقة وذلك بما يتصل بالبيئة الخارجية. إذ أن المسألة الأخلاقية تؤثر في تصرفات الفرد أو المجموعة أو المنظمة بشكل سلبي أو ايجابي وأخلاقيات العمل هي كل ما يتعلق بالعدالة وبعض النواحي مثل توقعات المجتمع والمنافسة بنزاهة والإعلان والعلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية و الإطار الشامل الذي يحكم التصرفات والأفعال إتجاه شيء ما، وتوضح ما هو مقبول أو صحيح وما هو مرفوض أو خاطئ بشكل نسبي في ضوء المعايير السائدة في المجتمع بحكم العرف ، فالحديث عن غياب أخلاقيات الأعمال لا يخص مجتمعا بعينه أو دولة بذاتها ، وإنما هو ظاهرة عالمية تشكو منها كل الدول ، لما له من خطر على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري ، ومن هنا حازت هذه الظاهرة على اهتمام كل المجتمعات وكل الدول وتعالت النداءات إلى إدانتها والحد من انتشارها ووضع الصيغ الملائمة لذلك. استلهم الحديث النبوي الشريف : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وفي الحديث أيضا: «خالق الناس بخلق حسن»، أي: عاملهم معاملة حسنة، وتضافرت النصوص التي تحث على مكارم الأخلاق، وترفع شأن أصحاب الخلق الحسن، ومن ثمرات المعاملة الحسنة اكتساب السمعة الطيبة، كما أن الأخلاق تأسر القلوب، وقديماً قيل: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم. من خلال رئاستي لفرسان السلام والتي أسست لنشر ثقافة السلام المجتمعي والحوار والمحبة والتآخي لمست وأدركت أبعاد هذه المشكلة ولهذا فإنها ضرورة حتمية لإيجاد الحلول و تسليط الضوء عليها لتغيير السلوكيات الأخلاقية و تطويرها في العمل العام وترسيخ المبادىء التي تربينا ونشأنا عليها لإستمرارية الأجيال القادمة. نعمل من اجلكم و بمحبتكم نستمر. الدكتور أمين أبو حجلة رئيس فرسان السلام.
مشاركة :