هل ينتقل موسم السفر الصيفي إلى إجازة شتاء 2020؟ سؤال يحكمه عاملان رئيسيان، بدءاً بانتهاء أزمة فيروس كورونا بشكل كلي محلياً ودولياً، إلى جانب استعادة ثقة الناس في السفر من جديد. فمعظم المسافرين الذين حجزوا تذاكرهم لفترة الصيف، قاموا بإلغائها، في حين حافظ عدد منهم على تذاكرهم ومددوا صلاحيتها، حتى يستطيعوا معاودة الحجز في الوقت المناسب، وسط تسهيلات مقدمة من شركات الطيران بخصوص إلغاء أو تأجيل التذاكر دون تكبد أي خسائر للمسافرين. وكانت الاتحاد للطيران أعلنت سابقاً توفير إعفاءات وحلول ومزايا لمساعدة المسافرين في ظل جائحة كورونا، حيث يحظى العملاء الذين حجزوا مباشرة من الشركة، قبل 31 يوليو المقبل، على مرونة أكبر إذا أرادوا تعديل حجوزاتهم أو الاستفادة من رصيد الاتحاد، فالعميل يحصل على قيمة التذكرة الأصلية غير المستخدمة و400 دولار، ونحو 5 آلاف ميل من أميال ضيف الاتحاد، لاستخدامها في سفره المقبل، وتوفير إمكانية استرداد قيمة التذاكر التي تم حجزها مباشرة من الناقلة من داخل أوروبا والولايات المتحدة عند الرغبة. وأوضح مديرو مكاتب سفر وسياحة، أنه إذا انتهت هذه الأزمة الصحية خلال الأشهر القليلة المقبلة، فإن إجازة الشتاء في ديسمبر، ستكون الفرصة الأكبر للناس لمعاودة السفر من جديد، لكن ذلك أمر لا يمكن التنبؤ به، حيث يعتمد على انتهاء الأزمة وعودة الثقة بالسفر. وقال سعود الدرمكي، الرئيس التنفيذي، مؤسس «بريمير» للسفر والسياحة، إن «معظم المسافرين ألغوا حجوزاتهم، إلا أن عدداً منهم قرر التخطيط لسفره في الموسم الشتوي المقبل، نظراً للتسهيلات التي قدمتها شركات الطيران من إمكانية تأجيل السفر واسترجاع قيمة التذاكر في حال الإلغاء». وقال الدرمكي إنه «بناء على التحليلات العالمية، فمن المتوقع أن تبدأ حركة الطيران في الانتظام تدريجياً في منتصف يونيو المقبل، لذا لا نتوقع عودة السفر قبل شهرين أو ثلاثة، بالتالي فإن الموسم الشتوي هو الفرصة الأكبر للسفر للعام الجاري إذا انتهت الأزمة الصحية». وأكد الدرمكي «أن عودة السفر من جديد موضوع يحتاج إلى وقت وتقييم ودراسة، حيث يتوقع خلال الأشهر الستة المقبلة، أن تبدأ حركة الطيران بالعودة لطبيعتها تدريجياً». وقال صلاح الكعبي، المدير التنفيذي لـ«بافاريا» للعطلات: «إن معظم المسافرين قاموا بإلغاء حجوزات الصيف لأن الناس لا يزالون يخافون السفر وسط أزمة كورونا، ولا توجد لديهم نية للسفر خلال الموسم الصيفي». وأضاف أن «جزءاً بسيطاً من الناس قرروا تأجيل تذاكرهم، حسب شروط تذاكرهم التي تسمح لهم بتغيير تواريخ الحجز، حتى تتضح الأوضاع أمامهم، حيث يعتمد ذلك على انتهاء الأزمة وظروف الدول السياحية الأخرى». وأكد علاء العلي، مدير عام نيرفانا للسفر والسياحة، «أن كثيراً من المسافرين الذين حجزوا لرحلات الصيف ألغوا حجوزاتهم، فيما أجل جزء آخر رحلاتهم وسط تسهيلات الناقلات الوطنية، بالتالي موسم الشتاء هو موسم الإجازات المقبل الذي يمكن أن تنشط فيه حركة السفر إذا انتهت أزمة «كورونا». وأكد العلي أن عدداً من المسافرين «ممن حجزوا لشهر أغسطس أبقوا على حجوزاتهم وينتظرون، بينما قام عدد منهم بالتأجيل أو الإلغاء أيضاً، خوفاً من كورونا». الحلبي: لا نتوقع تدفق الحجوزات خلال الصيف قال محمد الحلبي، مدير إدارة العملاء في الإمارات بوكالة عمير للسفريات: «ألغى كثير من المسافرين حجوزات الصيف، ومنهم من حافظ على تذاكر السفر، بحكم شروط التذكرة بأنها مسترجعة، والبعض استفاد من تسهيلات شركات الطيران بتمديد صلاحية التذكرة، ومعاودة الحجز من دون رسوم إضافية لاحقاً، حسب الرحلات والجداول المحددة للسفر». وأضاف: «لا نتوقع تدفق الحجوزات خلال الصيف، لكن يوجد لدينا قليل من الأمل، اعتماداً على مدى موافقة الدول على استقبال السياح، ومدى السيطرة على فيروس كورونا، وفعالية الإجراءات الاحترازية المتبعة في هذه الدول». وأكد الحلبي: «الناس بحاجة لبناء الثقة مجدداً قبل البدء بالسفر من جديد، لأن العامل الصحي أصبح من أهم ما يتطلع إليه العملاء في هذا الوقت الاستثنائي». وحول عودة السفر في الموسم الشتوي قال الحلبي: «لا يمكن الجزم في الوقت الراهن، لكن موسم الشتاء سيكون الأفضل إذا تم التوصل إلى لقاح وحل الأزمة الصحية، واستعاد الناس الثقة بالسفر والسياحة وشغف اكتشاف مدن جديدة». وبحسب مجلس السفر والسياحة العالمي، أنفق سكان الإمارات نحو 91.8 مليار درهم على السفر للخارج في 2019، بعد أن أنفقوا 87.2 مليار درهم في عام 2018.
مشاركة :