ذكّر البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأحد، في مستهل رسالة الفيديو التي وجهها إلى العالم عبر التكنولوجيا الحديثة بمناسبة عيد العنصرة، وقامت الصفحة الرسمية للفاتيكان بنشرها منذ قليل وجاء نصها كالآتي: بما جاء في بداية الفصل الثاني من سفر أعمال الرسل الذي تم الاستماع إليه "ولَمَّا أَتى اليَومُ الخَمْسون، كانوا مُجتَمِعينَ كُلُّهم في مَكانٍ واحِد"، وأضاف أنه أيضًا اليوم، وبفضل التقدم التقني، نجتمع، مؤمنين من مختلف أنحاء العالم، عشية العنصرة، وتابع متوقفا مجددا عند سفر أعمال الرسل (2، 2 – 4) "فانْطَلَقَ مِنَ السَّماءِ بَغتَةً دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة، فمَلأَ جَوانِبَ البَيتِ الَّذي كانوا فيه، وظَهَرَت لَهم أَلسِنَةٌ كأَنَّها مِن نارٍ قدِ انقَسَمت فوقَفَ على كُلٍّ مِنهُم لِسان، فامتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس".الروح القدس الذي وعد به يسوع يأتي ليجدد ويشفي كل واحد منا. يأتي ليشفي المخاوف، ليشفي جروحنا. يأتي ليحوّلنا إلى تلاميذ، تلاميذ مرسلين، شهود ممتلئين بالشجاعة الرسولية الضرورية لإعلان إنجيل يسوع.نحن نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى أن يرسل لنا الآب الروح القدس، وأضاف أن في الفصل الأول من سفر أعمال الرسل يقول يسوع لتلاميذه أن ينتظروا ما وعد به الآب، "وسَمِعتُموه مِنِّي، ذلك بأَنَّ يوحَنَّا قد عَمَّدَ بِالماء، وأَمَّا أَنتُم ففي الرُّوحِ القُدُسِ تُعَمَّدونَ بَعدَ أَيَّامٍ غَيرِ كثيرة"، ويضيف "ولكِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيكم فتَنَالون قُدرَةً وتكونونَ لي شُهودًا في أُورَشَليمَ وكُلِّ اليهودِيَّةِ والسَّامِرَة، حتَّى أَقاصي الأَرض". الروح القدس يقودنا إلى الشهادة ليسوع. والعالم اليوم يتألم، هو مجروح؛ نعيش في عالم مجروح جدا. العالم يحتاج إلى شهادتنا للإنجيل، إنجيل يسوع. ونستطيع أن نقدّم هذه الشهادة فقط بقوة الروح القدس.نحتاج إلى أن يهبنا الروح القدس أعينًا جديدة، قال البابا فرنسيس، أن يفتح عقولنا وقلوبنا كي نواجه الحاضر والمستقبل من خلال الدرس الذي تعلّمناه: نحن بشرية واحدة. وأستطرد البابا فرنسيس في رسالة الفيديو التي وجهها أنه عندما سنخرج من هذا الوباء لن نستطيع الاستمرار في القيام بما كنا نفعله وكيف كنا نفعله. سيكون كل شيء مختلفا. وأضاف أن كل هذه المعاناة ستكون عديمة الفائدة إذا لم نقم معا ببناء مجتمع أكثر عدلا ومساواة ومسيحية. إذا لم نعمل على إنهاء وباء الفقر في العالم، وباء الفقر في كل بلد من بلداننا، في المدينة التي يعيش فيها كل واحد منا، يكون هذا الوقت قد ذهب سدى. وأشار البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى أن من المحن الكبيرة للبشرية، ومن بينها الوباء، نخرج أفضل أو أسوأ. ولهذا ننفتح اليوم على الروح القدس كي يغيّر قلوبنا ويساعدنا لنخرج من هذا الوباء أفضل. وذكّر أيضًا بكلمات يسوع "لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وكنت سَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني" (راجع متى 25، 35- 36).وفي ختام رسالة الفيديو التي وجهها إلى Catholic Charismatic Renewal International Service ) CHARIS) لمناسبة لقاء صلاة نظمته عبر الإنترنيت عشية عيد العنصرة، ذكّر قداسة البابا فرنسيس بالكلمات التي وجهها يوحنا الثالث والعشرون معلنًا المجمع الفاتيكاني الثاني، وتمنى للجميع عزاء الروح القدس، قوة الروح القدس للخروج من لحظة الألم هذه، والحزن والمحنة، التي هي الوباء؛ لنخرج منها أفضل.
مشاركة :