يعد إطلاق الولايات المتحدة صاروخ «سبايس إكس» وعلى متنه رائدا فضاء «خطوة ثورية» على حد تعبير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وذلك على الرغم من المهمة المتواضعة للمهمة. فقد كسرت الولايات المتحدة احتكار روسيا رحلات الفضاء المأهولة منذ عام 2011، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اعتبار عملية الإطلاق «استعادة الولايات المتحدة مكانتها كقائدة للعالم في مجال الفضاء». ونقلت كاميرا وقائع ما يجري داخل الكبسولة في شكل مباشر، مظهرةً رائدي الفضاء موصولين بمقعديهما خلال تحليقهما بسرعة تعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت. وتبدو المهمة خطوة متواضعة على صعيد استكشاف الفضاء، إذ إن الرائدين لن يتوجها إلى القمر أو المريخ بل إلى محطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع 400 كيلومتر من سطح الأرض، والتي يستخدمها رواد روس وأمريكيون منذ عام 1998. ولكن «ناسا» تعد الخطوة «ثورية» لأن «سبايس إكس» ستسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى الفضاء بتكلفة أدنى مقارنة ببرامجها السابقة. وإذا أنجزت مهمتها بنجاح، فهذا يعني أن الأمريكيين لن يعتمدوا بعد الآن على الروس للسفر إلى الفضاء. فمنذ عام 2011، كانت صواريخ «سويوز» الروسية المركبات الفضائية الوحيدة المتاحة لهذه المهمات. وقال إلون ماسك، مؤسس «سبايس إكس» إن «أداة القفز (ترامبولين) أدت عملها»، وذلك رداً على رئيس وكالة الفضاء الروسية الذي سخر قبل ست سنوات من عجز الولايات المتحدة عن إرسال رحلات فضائية مأهولة. ففي خضم توتر بين البلدين، هددت موسكو خلاله بوقف التعاون الفضائي مع واشنطن، قال ديمتري روغوزين عام 2014 إن رواد الفضاء الأمريكيين قد يحتاجون إلى «ترامبولين» للوصول إلى محطة الفضاء الدولية. وأشعل هذا التلميح مواقع التواصل الاجتماعي الروسية، وانتشرت العديد من «الميمات» والنكات على الإنترنت التي تسخر من روغوزين. كما انتشر اسم رئيس وكالة الفضاء الروسية على تويتر في روسيا. وقدّمت «ناسا» أكثر من ثلاثة مليارات دولار لشركة «سبايس إكس» لتصميم مركبتها القابلة لإعادة الاستخدام مدة ست رحلات فضائية مستقبلية وبنائها واختبارها وتشغيلها. وهذه المرة الأولى التي يجري خلالها نقل أمريكيين إلى المدار باستخدام مركبات فضاء تجارية تملكها وتديرها شركة خاصة وليس ناسا. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :