كشف شاهد عيان، وهو أحد العمال الذي تمكن من النجاة، تفاصيل الحياة المأساوية التي تعيشها العمالة الأجنبية في قطر. كتب نوح، الذي كان يعمل في قطر وأنهى تعاقده بسبب الوضع الصعب هناك، عن الانتهاكات التي تصل إلى حد الاستعباد للعمالة الأجنبية في قطر، وفقا لموقع “Migrant Rights” المعني بحقوق العمالة الأجنبية والمهاجرين. يقول العامل في شهادته إن كان يتقاسم غرفة نوم واحدة لا تزيد مساحتها عن 20 مترا مربعا مع 4 عمال آخرين، وتحتوي على جهاز تكييف متهالك يخرج الهواء كاللهب، ويرقد على سرير مكون من طابقين، و6 خزانات معدنية ومتعلقات شخصية يرمونها تحت الأسِرة. يضيف نوح أنه كان يضطر هو وزملائه إلى المرور فوق أشخاص آخرين في الغرفة نفسها حتى يستطيع ارتداء ملابسه، ناهيك عن أن هناك 8 مقصورات للاستحمام وتحولت فيما بعد إلى دورات مياه تخدم 72 عاملا كلهم يخرجون إلى أعمالهم في الموعد نفسه.. هذه مأساة لا يمكن إلا من عاش فيه تصورها، على حد قوله. وأكد “فوق كل ذلك، تأتي الشركة التي نعمل لصالحها وهي مؤسسة قطر، وتخرج على وسائل الإعلام لتصور عن طريق دعاية خاصة، نبل أهدافهم ورفاهية موظفيهم.. الأمر لا يعدو كونه نكتة مأساوية”. يحكي نوح “أنه رغم معيشته ومكان سكنه الكئيب، إلا أن حاله كان يعتبر أفضل بكثير بالمقارنة مع المقيمين في المساكن العمالية، التي تغطي المنطقة الصناعية بالكامل، حيث يقيم من 8 إلى 10 عمال داخل غرف أصغر حجما وفي أحوال صحية مؤسفة”. كارثة كورونا ويقول نوح في شهادته “في وقت تفشي كورونا في البلاد كان هو و5 من زملائه يقيمون في غرفة واحدة، ثم تم نقلهم إلى فيلا معينة في مجمع سكني ليس بعيداً عن المنطقة الصناعية. ولكن تبين أنها خطوة للاستغلال التجاري أكثر منها محاولة لتطبيق الإجراءات الاحترازية، إذ تبين أن إغلاق المدخل من وإلى المعسكر العمالي السكني كان وشيكاً. بل وزاد الطين بلة، إذ تم توزيعهم للإقامة بواقع 8 إلى 10 أفراد لكل غرفة، وكان صغيرة وضيقة أيضًا، بل تم إغلاق المدخل الأمامي في الطابق الأرضي من المبني وتم تحويل غرفة المعيشة إلى منطقة للنوم بوضع 6 أسرة بطابقين ليصبح عدد من يقيمون في غرفة المعيشة 12 شخصاً، بعدد إجمالي 54 شخصا في المبنى، يستخدمون 4 دورات مياه فقط”. The post أحد العمال الهاربين يحكي تفاصيل أوضاعهم المأساوية في قطر appeared first on صحيفة الوئام الالكترونية.
مشاركة :