هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف حركة النشطاء اليسارية المناهضة للفاشية "أنتيفا" منظمة إرهابية بعد ليلة أخرى الاحتجاجات العنيفة، وذلك بعد أن ألقي بالمسؤولية على "اليساريين الراديكاليين" باثارة الفوضى في البلاد. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد (31 مايو/آيار) في تغريدة على تويتر إنه سيصنف حركة النشطاء اليسارية المناهضة للفاشية المعروفة باسم "أنتيفا" منظمة إرهابية محلية، بعد أن حمل الحركة مسؤولية الفوضى في البلاد. ويأتي إعلان ترامب الذي ورد على تويتر، وسط احتجاجات عنيفة تعم البلاد رفضا لوحشية الشرطة بعد وفاة جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من أصل إفريقي، ظهر في مقطع مصور وهو يحاول بصعوبة التنفس، بينما كان شرطي أبيض يجثو بركبته على عنقه في مدينة منيابوليس، قبل أن يفارق الحياة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب تسعى بجدية لإدراج أنتيفا في هذا التصنيف عبر القنوات الرسمية، إذ سيتطلب ذلك كما هو متعارف عليه التنسيق مع عدة أجهزة اتحادية. وذكرت وكالة أنباء بلومبرج أن التأثير العملي لإعلان ترامب غير واضح. وبينما تم تحديد الإرهاب المحلي في مشروع القانون الوطنية لعام 2001، ليكون بإمكان أجهزة إنفاذ القانون استغلال التصنيف لتعزيز سلطاتها للتحقيق مع أفراد المجموعة، لا توجد منظمات إرهابية محلية مصنفة في الوقت الراهن. وقالت بلومبرج إنه لا يوجد أيضا قانون واضح لتجريم الدعم المقدم لمنظمات إرهابية محلية، على خلاف الجماعات المصنفة منظمات إرهابية أجنبية. تغريدة ترامب اليوم الأحد ليست المرة الأولى التي يصف فيها أنتيفا بالجماعة الإرهابية. كما قام سياسيون محافظون آخرون مثل عضو مجلس الشيوخ عن تكساس تيد كروز بالإدلاء بتصريحات مماثلة. من جانبه قال وزير العدل الأمريكي وليام بار يوم السبت إن "متعصبين ومحرضين مندسين" اختطفوا احتجاجات في المدن الأمريكية على وفاة الرجل، وأضاف في بيان مصور "مجموعات من المتعصبين والمحرضين المندسين يستغلون الوضع لمواصلة تنفيذ أجندتهم المنفصلة التي تتسم بالعنف ". ولم يتضح عدد المحتجين المشاركين في المظاهرات في أنحاء البلاد من أنتيفا أو إذا كان أي من أعضائها مشاركا من الأصل. وقال جون هارينغتون، مدير إدارة السلامة العامة في مينيسوتا في مؤتمر صحفي اليوم الأحد إن نحو 20 بالمئة من الاعتقالات التي تمت السبت كانت لأشخاص جاءوا من خارج الولاية رغم أنه لم يحصل بعد على العدد الإجمالي للاعتقالات التي جرت مساء السبت. وتعهد دونالد ترامب بإيقاف الاضطرابات العنيفة في سائر أنحاء البلاد، متهما الأمريكيين المنتمين لليسار الراديكالي ببث الفوضى. وقال خلال فعالية في فلوريدا: "لن يتم السماح لمجرمي اليسار الراديكالي والبلطجية وغيرهم في جميع أنحاء بلادنا وفي جميع أنحاء العالم بإشعال النيران في المجتمعات". وذكر أن "أنتيفا"، وهي شبكة من الأشخاص الذين غالبا ما يروجون للفوضوية المسلحة، تقف وراء الاضطرابات. وأضاف : "إن إدارتي ستوقف عنف الغوغاء وستوقفه سريعا"، مضيفا أن الحكومة الاتحادية تنسق مع السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد. وتشهد مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة حالة تأهب لمزيد من العنف خلال الليل في الوقت الذي يحتج فيه عشرات الالاف من الأشخاص غضبا على وفاة جورج فلويد. وتخضع مينيابوليس لحظر التجول، كما يقوم 2500 جندي من الحرس الوطني بدوريات في الشوارع. الاحتجاجات ضد العنصرية متواصلة في عديد من المدن الأمريكية وحذر حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز بالفعل سكان مينيابوليس من أنهم يجب أن يتوقعوا المزيد من العنف ليلة السبت، حيث ستكون الليلة الخامسة على التوالي التي تشهد فيها المدينة اضطرابات. ودعا والز السكان المحليين في مدينة مينيابوليس إلى البقاء في منازلهم حتى تتمكن السلطات من كشف ما يعتقد أنهم محرضون من خارج الولاية يتطلعون إلى نشر "الإرهاب والدمار". كما زعم عمدة مينيابوليس جاكوب فراي أن الاحتجاجات العنيفة كانت بسبب أشخاص "ليسوا من سكان مينيابوليس". وانتهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نبرة شديدة التحزب داعيا إلى قمع أكثر صرامة للمتظاهرين واتهمهم بأنهم "مجرمين يساريين متطرفين". وانتشرت الاحتجاجات بداية في مدينة مينيابوليس قبل أن تتطور إلى موجة من المظاهرات وأعمال الشغب على مستوى البلاد. وقال عمدة لوس أنجليس إريك جارسيتي "أطلب من كل سكان لوس أنجليس أن يأخذوا نفسا عميقا ويتراجعوا للحظة". م.أ.م/ع.م ( أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاركة :