"بدلة" ميدان التحرير تخطف أضواء "المحاكمة"

  • 11/5/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

خطف إصرار الرئيس المعزول محمد مرسي على الظهور أمام هيئة المحكمة أمس مرتديا ملابس مدنية، دون الخضوع لرغبة رئيس المحكمة في ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي الأضواء من كواليس محاكمته، سواء داخل الأوساط القانونية أو النفسية في مصر. وقال الدكتور سمير صبري، في تصريحات إلى"الوطن"، "طبقا للائحة وقانون مصلحة السجون، يتعين أن يرتدي المتهم المحبوس احتياطيا الملابس البيضاء، أما المحكوم عليه بجريمة جنائية، فيلتزم بأن يرتدي الملابس الزرقاء، بينما يرتدي المحكوم عليه بالإعدام زيا باللون الأحمر، ومرسي لم يكن تحت سيطرة مصلحة السجون، وكان في مكان غير معروف، وعلى ذلك، فإن المحكمة تلزم المصلحة بأن يرتدي المتهم الرداء المخصص، إعمالا لقاعدة المساواة بين المحبوسين احتياطيا، وإذا لم يرتد المتهم هذا الزي، فإنه يتم تنفيذ القرار بالطريقة الجبرية، وعليه أن يرتدي هذا الزي ويمثل به أمام المحكمة في الجلسة القادمة". وبدوره، قال أستاذ القانون بجامعة الزقازيق، الدكتور نور فرحات، "هناك إخلال من جهات الضبط، فكان يتعين أن يحضر مرسي إلى المحكمة، وهو يرتدي الملابس البيضاء، كونه متهما محبوسا احتياطيا، وليس له حرية الاختيار، والمحكمة سوف تستأنف نظر الجلسات المقلبة، وهذه الأشياء التي يفعلها المتهم لتعطيل سير القضية لن تؤثر على المحكمة، وقد يتم استبعاده حال إصراره على عدم ارتداء الملابس البيضاء". في المقابل، قال محمد الدماطي ـ أحد أعضاء فريق الدفاع عن المتهمين ـ في تصريحات إلى"الوطن"، إن "المحكمة لم تطلب من الدكتور محمد مرسي ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي، ولم تتطرق إلى ذلك الأمر من قريب أو بعيد، وما تردد حول إصرار المحكمة على ارتدائه الملابس البيضاء عار تماما من الصحة". وأضاف الدماطي الذي التقى مرسي لنحو نصف ساعة على هامش المحاكمة: "مرسي كان يرفض الرد على أسئلة قضاة التحقيق الذين أتوا إليه، وذلك على الرغم من أنهم كانوا يلاحقونه من مكان لآخر داخل مقر احتجازه، وأنه كان محتجزا طوال الفترة الماضية في قاعدة بحرية بالإسكندرية، ومرسي لم يوكل أحدا حتى الآن للدفاع عنه، وأنه تم الاتفاق بيه وبين الدكتور سليم العوا على تأجيل حسم قضية توكيله له من عدمه إلى حين لقاء آخر في محبسه الجديد، وأنه بدا متماسكا من حيث مظهره ومتقبلا لكل شيء". وعلى الصعيد النفسي، قال سكرتير عام جمعية الطب النفسي، الدكتور مصطفى فهمي، "أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت مرسي لعدم ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء ألا يظهر أمام أنصاره بمظهر المهزوم، وأن يبدو أمامهم على أنه ما زال صاحب الشرعية، وبناء على هذا الاعتقاد، فإن صاحب الشرعية لا يرتدي ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء". وأضاف "شخصية مرسي عنيدة، لأسباب عديدة، أولها أنه تربى على السمع والطاعة، وآخر ما صدر له من تعليمات من مكتب الإرشاد أن يتمسك بالشرعية وبأنه رئيس مصر الشرعي. وأعتقد أن الأفضل هو أن يتم منعه من الحديث والدفاع عن نفسه في مرحلة معينة؛ لأن كلامه سيحفز مناصريه وسيؤدي إلى عواقب سيئة" وكان مرسي قد ارتدى أثناء مثوله للمحاكمة داخل قفص الاتهام بدلة تماثل نفس التي كان يرتديها في خطابه بميدان التحرير عقب نتيجة الانتخابات الرئاسية.

مشاركة :