(التاريخ يكتبه المنتصرون) عبارة ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في ردة فعل طبيعية من أولئك الذين لم يتسنَّ لهم كتابة رواياتهم للأحداث نتيجة استحواذ المنتصرين في تلك الحروب على السلطة.. أو من المنظّرين والكتّاب الذين سبروا أغوار التاريخ، وفهموا ما وراء السطور! في الرياضة لا شيء يستحق أن يُكتب على غير حقيقته؛ فالأحداث واضحة، والتاريخ قريب، ويفترض أن لا توجد مصلحة تستدعي تزييف ذلك التاريخ أو التلاعب به؛ فالرياضة في مفهومها العام إنما هي تنافس ينتهي بعناق بين الرياضيين. ما يلفت النظر أن العبث في تاريخ رياضتنا وصل لمرحلة باتت مخجلة بشكل كبير.. ولا يوجد ثمة منطق يمكنه أن يفسر سلوكيات البعض في شهاداتهم على بعض الأحداث، رغم أنها لم تحدث في أزمنة غابرة أو قبل سنوات بعيدة!! الكل يرى ويسمع هذه الجلبة التي أحدثها بعض النصراويين الذين تقاطروا فرادى وجماعات من أجل الدفاع عن عالميتهم المزعومة.. يؤكدون أنها حدثت من الملعب، ولم يبقَ إلا أن يقسموا على ذلك!! في حقيقة الأمر، يدهشني أن يظهر إعلامي خبير، أو إداري سابق، ممن عاصروا ذلك الترشيح، وينفي هذه الحقيقة دون أن يرف له جفن، أو تطرف له عين.. في حين أن كل الشواهد تؤكد أن النصر تأهل في تلك النسخة من كأس العالم للأندية بعد أن تم ترشيحه من قِبل الاتحاد الآسيوي في الاجتماع الشهير، وذلك بعد نهائي السوبر الآسيوي بأشهر عدة! وقد ذكر بعض تفاصيل هذا الاجتماع عضو الاتحاد السابق رهيف علامة -وكان عضوًا في ذلك الاجتماع - في لقاء مع الزميل أحمد العجلان في جريدة الجزيرة في رمضان قبل أيام عدة! هناك الكثير من الأدلة والشواهد التاريخية التي تثبت ترشيح النصر، أبرزها تصريحات النصراويين أنفسهم ممن عاصروا ذلك الاجتماع الشهير - قبل أن ينقلبوا عليها - أو حديث نجومهم بكل وضوح! وأقلها أن المعلق لم يذكر مطلقًا لا قبل المباراة ولا بعدها أن الفائز سيتأهل للعالمية على غرار كل الفرق المتأهلة، ومنها الهلال عندما تأهل للمشاركة عام 2000م. سأتجاوز عن كل هذا، وأود ممن يشكك في ترشيح النصر أن يجيب عن سؤال واحد فقط: هل بإمكانهم تزويدنا بقرار الاتحاد الآسيوي القاضي بمشاركة بطل سوبر 98 بالبطولة العالمية؟! أليس الاتحاد الآسيوي هو الجهة المسؤولة عن تحديد ممثلها في البطولة العالمية؟!! ألا يجب أن يكون هناك قرار قد صدر قبل المباراة من الاتحاد الآسيوي، اعتمد عليه النصر في إعلان تأهله للعالمية مع نهاية مباراة السوبر الآسيوي؟!! أم إن الاتحاد الآسيوي همس سرًّا للنصراويين: ستكونون ممثلين للقارة وما عليكم سوى الفوز في المباراة!! هذه ليست مزحة؛ فهناك من يرددها، ويقول إن أحدًا ما أخبرهم في غرفة الملابس بأن الفائز سيشارك في مونديال الأندية!! مثل هذا الهراء يقدم للجماهير على أنه (صك أحقية النصر بالمشاركة العالمية)! إنَّ تناقل مثل هذه الرواية يؤكد بشكل قاطع عدم وجود أي دليل يدعم حجتهم، بل إن هذه القصة مدعاة للسخرية! أخيرًا أتمنى أن نكون أكثر مصداقية في أطروحاتنا.. وميولنا لا يجب أن تعطينا الحق في القفز على الحقائق، وتغيير كتابة التاريخ بأيدي شهود لم يحسنوا حبك روايتهم الضعيفة.