اكد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس الاربعاء اجراء الاستفتاء في موعده الاحد ودعا اليونانيين الى التصويت ب"لا"، ما ادى الى اعلان الاوروبيين عن وضع اي استئناف للمحادثات رهنا بنتيجة التصويت. وقال ان "اللا" ستشكل برأيه "خطوة حاسمة لاتفاق افضل" مقارنة بالمقترحات الاخيرة التي عرضها الدائنون في الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وفي رسالة متلفزة الى الامة كرر تسيبراس انه سيواصل المفاوضات مع الدائنين بعد استفتاء الاحد. وقال "ان ال+لا+ لن تعني القطيعة مع اوروبا بل العودة الى اوروبا القيم، و+لا+ تعني ضغطا شديدا" لمواصلة المفاوضات. واوضح "ان ال+لا+ ليست فقط شعارا بل خطوة حاسمة لاتفاق افضل". وقال متوجها الى الناخبين اليونانيين "تخضعون للابتزاز من خلال حملكم على التصويت بنعم على كافة التدابير من دون اي حل للخروج من الازمة". لكن اوروبا تعتبر ان فوز اللا قد يؤدي الى خروج اليونان من منطقة اليورو وازمة في المؤسسات الاوروبية. وكان الاوروبيون ياملون في رسالة مختلفة. وكانت المفاجئة كبيرة للاوروبيين خصوصا بعدما المحت الحكومة اليونانية الثلاثاء عن احتمال تعليق الاستفتاء وفقا لعدة مصادر اوروبية. ونقلت الليلة الماضية رسالة الى الدائنين قالت فيها انها مستعدة لقبول الاصلاحات المطلوبة بشروط جديدة وتعديلات. في المقابل تطلب اليونان مساعدة مالية جديدة على عامين تسمح بتغطية حاجاتها اي 30 مليار يورو مع اعادة جدولة ديونها. وستكون خطة المساعدة هذه الثالثة نظرا الى ان الثانية انتهت الثلاثاء لعدم التوصل الى اتفاق وعجزت اثينا عن سداد دين لصندوق النقد بقيمة 1,5 مليار يورو. وتم درس اخر المطالب اليونانية خلال مؤتمر عبر الهاتف لوزراء مال منطقة اليورو بدأ عند قرابة الساعة 15,30 تغ. وقرر وزراء مالية منطقة اليورو خلال الاجتماع انتظار نتائج الاستفتاء في اليونان قبل البدء بمحادثات جديدة حول خطة جديدة للمساعدة، بحسب ما اكد الوزير السلوفاكي بيتر كازيمير. واشار كازيمير على حسابه على تويتر ان "مجموعة اليورو قررت بالاجماع انتظار نتائج الاستفتاء قبل استئناف المحادثات"، مضيفا في تغريدة ثانية انه "لا يجب وضع العربة أمام الحصان". ودون انتظار، دعا وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله اثينا الى "توضيح مواقفها" قبل اي مفاوضات جديدة بشأن المساعدات. وقال خلال مؤتمر صحافي في برلين "كل هذا لا يشكل اساسا لمناقشة تدابير جدية. لهذا على اليونان اولا ان توضح مواقفها حول ما تريده حقا ومن ثم نتحدث عنه". وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه من غير الوارد ايجاد "تسوية باي ثمن" مع اليونان مؤكدة ان لا مفاوضات قبل نتيجة الاستفتاء. اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فاعتبر على العكس انه لا يمكن "تأجيل" الاتفاق مع اليونان اكثر. وقال "علينا ان نكون واضحين يجب الاتفاق الان!" مضيفا انه "يريد الحفاظ على وحدة منطقة اليورو". وقال مصدر قريب من الملف مساء الاربعاء "لقد استنفدنا. حاولنا حتى النهاية ايجاد حل جماعي"، معتبرا ان "رسالة تسيبراس كانت اساسا ممكنا للحل، ولكن بعد خطابه، ودعوته للتصويت بلا، لم يعد ذلك ممكنا". وقال مصدر آخر مطلع على المفاوضات "من النظرة الاولى، تبدو المقترحات اكثر ضعفا من تلك التي اقترحها الدائنون"، فلكي تحصل اليونان على مساعدة على مدى سنتين ينبغي ان تكون الشروط المصاحبة لها اكثر ثباتا من خطط المساعدات المقدمة في 2010 و2012. وقال نائب رئيس المفوضية الاوروبية المكلف اليورو فالديس دومبروفسكيس ان "هناك امكانية للتوصل الى اتفاق قبل الاستحقاق المقبل" في 20 تموز/يوليو عندما سيتوجب على اليونان تسديد 3,5 مليارات يورو للبنك المركزي الاوروبي. وحاليا وحده البنك المركزي الاوروبي يضمن استمرارية البلاد المالية من خلال مد مصارف اليونان بالسيولة. وقرر مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي الاربعاء الحفاظ على سقف المساعدات الطارئة للمصارف اليونانية، التي هي بامس الحاجة اليها بعدما سحب اليونانيون القلقون من الوضع مدخراتهم. الى ذلك، قال صندوق النقد الدولي في بيان الاربعاء ان القبول بتأجيل السداد، الذي طلبته اليونان، "لا يساعد" البلدان التي تحتاج الى تمويل "فوري" وتواجه مشاكل اقتصادية "جوهرية". واضاف البيان ان "صندوق النقد الدولي اجل مواعيد نهائية لبعض البلدان المنخفضة الدخل بناء على طلبها، ولكن في كل من الحالات لم يساعد على التأجيل البلدان على مواجهة احتياجات التمويل والمشاكل الاقتصادية الجوهرية".
مشاركة :